قصه كامله
محتاجالك ...لو حصلك حاجة مش هتبقى كويسة ...
اومأ مالك بصمت مرة أخرى ... بينما تابع حسام ...انا هكلم دعاء اختك عشان تنزل لكم ...
تنهد مالك ثم قال بهدوء ..طيب .. انا رايح مشوار وجى مش هتأخر ...
وهم بالتحرك حتى مسكه حسام قائلا بحذر ..اجى معاك ...
هز مالك رأسه نفيا ثم تقدم خارجا من المشفى ... تحت أنظار حسام المراقبة له .. يراقب إنهيار حالته وغضبه المكبوت ... يراقب اشتعال عينيه بالڠضب والآلام ولكن مالك كان ومازال قويا بالظاهر ... ولكن داخله بركان يهدر ......
وقف على جوار أياد أمام غرفة سلطانة والتى انتقلت إليها للتو بعد خروجها من العمليات ... وامامهم الطبيب .. يقول بخفوت ...حالتها دلوقتى مستقرة .. لكن .. ماقدرناش ننقذ الجنين .. صحتها كانت ضعيفة وحملها كان ضعيف جدا ومش ثابت خاصة انه كان فى أيامه الأولى ... وماصمدش قصاد الوقعة الجامدة دى من على السلم ..
اجفل اياد وهو يخرج من دوامة تفكيره ثم قال لها بهدوء ...روح يا على ... وكمل إجراءات النقل زى ما قولتلك عمر لازم يتعالج بأسرع وقت ... وكمان لازم نعالج أمجد من إدمانه مش لازم يفضل كده لازم يتعالج ويتخلص من السم إللى فى جسمه ده ...
ظل مالك يدور بسيارته دون هوادة ... يسير بسرعة مچنونة ... حتى كاد أن يقع صريعا لثلاث حوادث تفاداها بستر من الله .. وظل يمشى إلى أن وصل لمكان مهجور لا يحده شيئا سوى البحر ... اوقف سيارته ومكث بها قليلا ... مستندا بذراعه إلى نافذة السيارة ينظر منها إلى الظلام من حوله ... حتى نزل منها ببطء واقفا أمام البحر بأمواجه المتلاطمة ... سرعة ارتطام موجات البحر أمامه تماثل ارتطام ضربات قلبه ببعضها ... فلم يكد قلبه أن يهدأ ... الا أن يدق پعنف مرة أخرى ... محدثا الما داخله ... ظل صدره يعلو ويهبط بانفعال حتى صړخ فجأة صړخة شقت سكون الليل حوله ... وتعالى صوتها فوق صوت الأمواج ... وهو ېصرخ عاليا كأسد جريح ... يفرغ كل طاقات غضبه المكبوتة ... وكل انفعاله وكل الم فاق الحد داخله ...
اتسعت ابتسامة عمار قبل أن يهمس بصوته الرجولى العميق بنبرة جعلت قلبها يرتجف ...انا ابص زى مانا عاوز .. انا ببص لبنتى انا مالى ومالك .. دعاء دى حبيبتى ابص ليها براحتى .. ومحدش يقدر يمنعنى أن ابص للجمال ده ...
اجفلت دعاء قليلا .. وبهتت ابتسامتها ... قبل أن ترفع وجهها له .. صامتة لا ترد .. حينها تبددت سعادة عمار قليلا ولكنه لم ييأس .. ولكن قال بإصرار ..دعاء ..
همست باسمه لا تستطيع قول شئ غيره ..عماار ..
مد يده يمسك بيدها الموضوعة فوق سطح الطاولة ...ثم قال بنفس ابتسامته .. موافقة .. موافقة صح !
رفعت عينيها له ثم نظرت إلى يديهما مرة أخرى .. فشدد على يدها وهو يهمهم مبتسما ..هاا نقول مبروك ...
اطرقت بوجهها مبتسمة بخجل ... فاتسعت ابتسامته ... وان كان السكوت علامة الرضا .. فقد سكتت ...
جلست يسر على مقعد فى غرفة الممرضين .. مستندة بمرفقيها على سطح الطاولة أمامها ... شاردة بحزن .. سابحة فى بحورها الخاصة ... إلى أن جلست واحدة من زملائها أمامها تبتسم بدلال ...يسر... يسر حبيبة قلبي ...
نظرت لها بامتعاض قبل أن تهمهم بنفاذ صبر قائلة ...يا صبر أيوب .. نرمين ... انا عفاريت الدنيا بتتنطط فى وشى