قصه كامله

امجد فوق .. امجد انا تغرييد .. تغريد يا امجد .. حبيبتك تغريد هنا .. بنتك هنا ... تغريد يا امجد ...
فتح امجد عينيه التى تظللها الهالات الزرقاء ببطء ... يرفرف بأهدابه عدة مرات يحاول استيعاب أنه على قيد الحياة ... والرؤية أمامه مشوشة تكاد تنعدم ... وصورة مهتزة لشابة أمامه ... بدأت الرؤية تتضح أمامه قليلا ... لتظهر أمامه تلك الشابة بوضوح نوعا ما ... لا ليست شابة بل ... بل سلطااانة!!! ... افترقت شفتى يسر عن ابتسامة رائعة وهى تراقب انفراج جفنيه وكشفهما عن عينيه الحبيبتين ... وهى تهمس ...امجد ..
تمسك امجد بيدها ... وهو يهتف بإعياء ...سلطاانة ... سلطاانة انتى كويسة ... سلطاانة...

عقدت تغريد يسر حاجبيها .. وفغرت شفتيها تحاول قول شئ ولكن الكلمات تقف بحلقها مكونة غصة مسننة به ... ولم تستطع سوى أن تهمس بنفس الإسم الذى نطقه للتو...سلطاانة..
ولم تكمل همستها الا وقد انغلق جفنى أمجد مرة أخرى بتعب وإرهاق من شدة الضړبة التى تلقاها برأسه فضلا عن تلك السمۏم التى تسكن جسده وتجعله خائر القوى منهك فى معظم الأوقات ... ازداد إنهمار دموع تغريد بغزارة وتبددت تلك السعادة اللحظية التى كانت تشعر بها قبل هذيانه هذا ... تركت كفه ببطء واستقامت واقفة... تتذكر وعدها لنفسها أن لن تسامحه مادامت حية لتركه لها وهى صغيرة ... لم يتبين حتى ۏفاتها من عدمها ... لكنها لا تعلم انه لم يكن يستطيع أن يراها چثة هامدة فاقدة للحياة .. فاقدة لتلك الروح وتلك الطاقة التى كانت تشع منها ... فهرب قبل أن يصتدم بالواقع المرير والذى كان متأكدا منه يومها ... كان متأكدا من ۏفاتها لم يكن يخيل له أن تكون حية ترزق ... تنتظره كل تلك السنوات ... ليأتى إليها وياخذها معه ... ولكن طال انتظارها .. طال وطال سنوات وسنوات تمضى بانتظار أمجد .. أبيها وحبيبها ... كل مالديها .. تنتظر وتنتظر وتنتظر ... إلى أن مرت السنوات ولم يأت أمجد ... فسلمت لواقعها وعاشت حياتها مع ذاك الرجل الطيب والذى كلفه أمجد
من قبل بډفنها ... وإلى اليوم حتى رأت أمجد ... والذى لم يعرفها ... وبالواقع هى لا تلومه على عدم معرفته فهو تركها صغيرة جدا .. والان تبدلت ملامحها وكبرت ولن يستطيع التعرف عليها ... ولكن أضعف الإيمان يستطيع الشعور بها لطالما شعر بها دائما .. ولكن هى لن تسامحه ... أمسكت بصينيتها وهى تمسح دموعها بظاهر يدها ثم خرجت من الغرفة تمشى بالرواق بسرعة تكاد تكون عدو .. وهى تدمع وتمسح دموعها بظاهر يدها تارة ثم تعود وتبكى تارة أخرى .....
 جلس مالك بجوار أميرة بإحدى المستشفيات ... وهى راقدة على سرير المشفى ... تغطى الكدمات وجهها ويديها ... وعنقها ... تبدو كالچثة بلا روح ... بينما مالك يغطى يدها بكفيه ... ينظر لها بنظرات مټألمة وڠضب وعڼف مكبوت ... عينينه تلمعان بدموع حبيسة رفض سقوطها بكبرياء ... وحديث الطبيب عن انها أصيبت بغيبوبة مؤقتة يصدح بعقله ويزيد تألمه ... غيبوبة غير محدودة المدة ... لا يعلم متى سوف تفيق من تلك الدوامة التى تعيش بها ... أخبره الطبيب بدخولها بغيبوبة نتيجة تعرضها لتلك الضړبة الضارية برأسها ... ذلك الحيوان الدنئ ضربها برأسها حتى تكف عن مقاومته ... ولازال عقلها عالقا فى تلك اللحظة التى كانت تنتهك بها .. فاستسلمت لضياعها وهروبها من الواقع المرير ... ورفضت الافاقة من جديد ... رفع مالك يده الممسكة بيدها يقبل كفها بخفوت هامسا ...انا اسف .. اسف انى وصلتك لكده ... اسف انى كنت السبب فى إللى حصلك ... سامحيني يا أميرة ... سامحيني حبيبتى .. 
... ظل مكانه لوقت طويل ... إلى أن آفاق على يد صديقه حسام ... تربت فوق كتفه قائلا ..عاوزك برا يا مالك ...
اومأ مالك بصمت وعينيه على أميرة لا تريد مفارقتها ... ثم ترك يدها على مضض ... ثم خرج من الغرفة ... تنهد بهم يثقل قلبه وهو يستند برأسه إلى الحائط مغمضا عينيه پألم ... إلى أن سأل حسام بخفوت .. عملت ايه فى القضية يا حسام ...
ربت حسام فوق كتفه ... فنظر له مالك ... حتى قال حسام بهدوء ...باينة يا مالك .. القضية خلصانة من قبل ما تبدأ اصلا ... دفاع عن الشرف .. وحتى لو مفيش اى دليل .. كفاية شكلها والكدمات إللى عليها ... شكلها باين انها محاولة اعتداء ... ده غير الوضع إللى لاقوا بيه الچثة ...
اومأ مالك بصمت وعينيه تشتعلان بصمت ... وصدره يغلى بجميع أنواع الڠضب ... ربت حسام فوق كتفه قائلا ..شد حيلك يا مالك ... مش هينفع كتم غضبك بالشكل ده ... فرغ إللى جواك .. ماتكتمش فى نفسك أميرة