الخميس 26 ديسمبر 2024

قصة وعبرة

انت في الصفحة 4 من 36 صفحات

موقع أيام نيوز


ستظل إلى الأبد أغمض عينيه لثوان وهو يحاول الهدوء وتكمله قرأة أكتشفت أنه منظم جدا وذوق جدا
طوى الصفحه سريعا قلبه يتلهف ليعرف باقي كلماتها خاصه بعد تلك الكلمات التي أثلجت صدرة وأشعرته ببعض الأمل بدأت عينيه بأحتضان أحرف كلماتها في نفس اللحظة التي كانت طبول الشوق واللهفه تطرق بقوة داخل قلبه العاشق رغم كل شيء أكتشفت أنه بيبتسم كتير وهو نايم وديما بيكشف الغطا عن رجليه وأكتشفت كمان أنه لما بيصحى بيفضل يبص عليا كتير عيونه فيها حب لكن بتتحول بعد كده وبتتملي بالحزن وأكتشفت كمان أنه شبهي في شويه حاجات زي أنه بياخد شاور الصبح وبليل وبيحب يمشي حافي وبيحب اللون العسلي نفسي أتأكد أنه بيحبني أنا كمان الإحساس لوحدة والشك بېقتل 

رفع عينيه عن المذكرات وهو يحاول فهم كل ما قرأه وما أكتشفه والحقيقه التي أرتسمت أمامه رغم عدم إكتمالها إلا أنها قلبت موازينه ويحتاج الأن لترتيب أفكاره من جديد أغلق المذكرات وأعادها إلى مكانها نظر إليها من جديد ورغم تزاحم الأفكار إلا أنه شعر بحاجته للنوم فأخذ هاتفه وأتصل بأديم وحين أجابه قال أنا تعبان شويه يا أديم مش هقدر أجي النهاردة
أبتسم حين وصله رد أديم ليقول له بود أيوة يا سيدي عايز أعمل عريس عندك مشكلة
ليضحك بصوت منخفض حتى لا يوقظها حين وصله مزاح أديم ليجيب ببعض المرح بحب أختك يا ابني مش عارف أيه إللي مش مفهوم في الجملة دي وبعدين إتكل على الله علشان أختك نايمه
ضحك من جديد وقال بتأكيد يا ابني دي مراتي مراتي سلام
أغلق الهاتف ووضعه بجانبه وتمدد جوارها وظل ينظر إليها بعشق حتى تسلل النوم إلى
عينيه لتفتح هي عيونها تنظر إليه بأبتسامة رقيقة وقالت بهمس وأنا كمان بحبك يا حاتم بس أصلح إللي بينا إزاي
وأغلقت عيونها من جديد وعلى وجهها إبتسامة رقيقة لكن عقلها لم يتوقف عن التفكير في طريقة لحل الأمر بينهم 
أغلق الهاتف مع حاتم والإبتسامة ترتسم على ملامحه وبقلبه يدعوا الله أن يرزق نرمين أيضا بزوج كحاتم حتى تكون بيد أمينه تذكر تلك التي تجلس بالمطبخ ليترك الهاتف وبصوت هادىء همس بأسمها ونس
سمع همهمة لم يفهما لكن بعد ثوان كانت تقف أمامه وهي تقول تحت أمرك
رفع عيونه إليها لتشعر بشيء من التوتر خاصة بشكله الغجري شعره المشعث أكتافه العريضة وصوته حين ينطق أسمها كل هذا يجعلها تشعر أنها في خطړ كبير جوارة
لكن
كيف هذا وهي خادمته وهو إبن الصواف تلك العائلة التي تمتلك نصف المدينه وأسمها يتردد على كل لسان واللوحات الإعلانية بأسماء المشاريع الخاصه بهم تملئ الطرقات وأعلانات التلفاز
أخرجها من أفكارها حين قال تسلم أيدك تصدقي أن دي أول مرة أفطر فيها من يوم ما سكنت لوحدي
أبتسمت بخجل وقالت برقه ألف هنا على قلبك طيب تحب تاكل أيه على الغدا بقى
أبتسم وهو يقول ببعض الود نفسي في طاجن بامية بتعرفي تعمليها
أومأت بنعم وهي تقول هترجع ان شاء الله تلاقي أحلى طاجن بامية
طرق بيديه على الطاولة وهو يقول ماشي يا ونس هنشوف
وغادر طاولة الطعام متوجها إلى غرفته لتلملم هي الطاولة وهي تبتسم فها هي الفرصة على وشك الحدوث
مساء عاد طارق إلى القصر الكبير وهو يشعر بالسعادة لقد بدء أول خطواته للتخلص من أديم ويا له من شعور رائع ومميز والأكثر تميز حين يراها تجلس بمفردها في حديقة المنزل فوق أرجوحتها المميزة تنظر إلى القمر بشرود أقترب منها بهدوء وهو موقن من عدم شعورها به أو إحساسها بأقترابه منها لكنه واهم أنها في الأساس تنتظرة لابد أن تحسم الأمر ستواجهه بكل ما لديها من أدله تدينه بعيدا تماما عن كلمات أخيها أنها أعقل من أن تقول له عن ما قاله أديم مش محتاج تمشي براحه وكأنك بتتسلل يا طارق أنا مستنياك أصلا
وقف مكانه وأنمحت إبتسامته عن وجهه وهو يشعر بتغير نبرة صوتها وأيضا جديتها في الحديث لكنه أقترب منها بخطوات ثابته حتى وقف أمامها لتقول بهدوء محتاجه أتكلم معاك شويه وكمان محتاجه أسمعك يا طارق
ليقترب بثقه وثبات ويجلس
جوارها وهو يقول وهو فيه أحلى من الكلام معاكي يا نيمو 
لتبتسم بسخريه وهي تقول اه فيه يا طارق في حاجات كتير حلوه من وجهة نظرك أنت ديما بتعملها زي دول مثلا
بيتهيئلي كلامك مع البنات دي واللي بتعمله معاهم كان أحلى
كانت عينيه ثابته على صور المحادثات بينه وبين الكثير من الفتايات هو في الإساس لا يتذكر أسمائهم لكن الڠضب أرتسم على ملامحه حين وقف وهدر بصوت عالي أديم مفبرك الصور دي متصدقهوش يا نرمين ده عايز يفرق بينا
لتقف أمامه وقالت ببعض الإحتقار أولا مش أديم إللى بعتلي الصور دي دي واحدة من تعرفهم ووقتها كمان بعتتلي صوره ليك وأنت معاها ثانيا بقى أديم يبقى أخويا الكبير يعني لو حتى حذرني منك أو كشفك ليا فهو بيحافظ على أخته وده من حقه 
صمتت ثوان لترى معالم وجهه والڠضب يختفي من عليها ويعود وجه البشوش وعينيه التي تنطق بحب أيقنت الأن أنه كاذب ليقول بهدوء حبيبة قلبي ده طيش ومفيش واحده فيهم ليها مكان في قلبي وعلى أيدك أتوب وأمشي على الصراط المستقيم يا نيمو طيب قسما 
رفعت يديها توقف سيل كلماته وأبتسمت ببعض السخريه وقالت وهي تنظر له من أعلى لأسفل أوعى تقسم بالله كڈب وبعدين أنا مش مستشفى ولا حتى مؤسسه دينيه علشان أتوبك وأصلح حالك أنا إنسانه من حقي أعيش حياتي بهدوء مع شخص يحبني ويكون مخلص ليا ويعيش علشاني مش يعيش علشاني وعلشان كل بنات الكوكب 
أقتربت منه خطوه واحدة وقالت من بين أسنانها وعيونها تنظر إلى خاصته بقوة أبعد عني يا طارق وإنساني علشان أنا عمري ما هكون واحدة من حريمك وأوعى تفكر أن شاهيناز هانم هتجبرني على الجواز منك أنا المۏت عندي أهون من إني أكون
مراتك وعلى أسمك 
وتركته وغادرت صاعدة إلى غرفتها تاركه خلفها طوفان من الڠضب قادر على إحراق العالم بأثره لكن متى خسر طارق الصواف والأن سيكون هو الرابح الأكبر سوف يحصل على نرمين ويتخلص من أديم ويخفي ذكراه تماما ويخلق إسم جديد طارق الصواف
وقفت كاميليا أمام أخيها داخل غرفته بعد أن إستمعت لحديثه مع نزمين وبعد أن ظل بالحديقة لأكثر من نصف ساعة يحاول أن يهدء من نوبة غضبه وإحساس الخسارة والرفض يخنقون قلبه بغصه يرفضها هو شكلا وموضوعا تنظر له بضيق وهي تقول أنت كده خسړت نرمين يا طارق نرمين محتاجه الحب والإهتمام والإخلاص بلاش تمشي وراى طنط شاهيناز هتخسر نرمين زي ما أنا خسړت أديم
أنت مخسرتيش أديم وحياتك عندي يا كاميليا لجيبه لتحت رجلك هو إللي يترجاكي إنك تتجوزيه
قال كلماته پحقد واضح وڠضب لتلمع عيونها بالدموع وهي تقول أديم مش شايفني أصلا وأوامر طنط شاهيناز خليته يكرهني يا طارق وأنا مش هقبل أبدا إني أتجوزه لا بالأمر ولا بالڠصب
تحركت من أمامه ونظرت إلى الليل الذي يشبه حياتها مظلم وموحش وقالت أنا حبيت أديم علشان هو أديم الحنين الراجل المسؤل إللي كان بيهتم بيا وبيخاف عليا لكن هو كان شايفني زي سالي ونرمين وعلشان كده أنا مش زعلانه منه لأنه مش ذنبه أني صدقت كلام طنط شاهيناز ومأخدتش بالي إن الحب مش بالآمر
كان ينظر إليها بضيق شديد ولم يعد يحتمل
أن
يظل صامت فأقترب منها وأمسك ذراعها بقوة وهو يقول من بين أسنانه أيه الضعف ده إزاي تبقى أخت طارق الصواف وتبقى ضعيفه ومستسلمه كده لو عايزة أديم يبقى لازم تعملي كل حاجة وأي حاجة علشان يبقى ليكي ويبقى ملكك مش تستسلمي وتقولي مش ذنبه أنه محبكيش ڠصب عنه يحبك طالما أنت عايزاه يحبك أنت فاهمه
قال آخر كلماته وهو يدفعها إلى الخلف لتشعر بالخۏف لأول مره من أخيها ومن أفكاره التى تحمل الكثير من التكبر والغرور والحقد أيضا أنه يصبح شبيه للسيدة شاهيناز السلحدار في كل شيء
ظل الصمت هو سيد الموقف لعدة ثوان حتى تحركت هي في إتجاه الباب لكنها وقبل أن تفتحه ألتفتت إليه وقالت الحقد والڠضب عمرهم مكانوا بيسببوا السعادة يا طارق بالعكس نهايتهم ديما هي الخسارة خلي بالك
ثم فتحت الباب وغادرت دون أن تسمع إجابته على حديثه لكن تلك
الإجابة وصلت لها حين سمعت صوت تكسير بعض الأغراض في غرفته لتغلق عيونها بقوة وهي تقول بضعف ياريتني قادره أعمل زيك يا أديم أسيب البيت ده وأبعد بعيد عن كل الڠضب والكره إللي عشش جوه القلوب وأقدر أبني حياة مريحه
نفخت الهواء بضيق وقررت أن تنزل إلى الحديقه بدلا من الذهاب إلى غرفتها 
حين عاد أديم إلى البيت مساء من أول خطوه داخل شقته شعر بلمساتها حتى أن عطرها كان يملئ أرجاء بيته أغمض عينيه وهو يتنفس ذلك العبير الأخاذ بعض من عطرها مختلط بمساحيق التنظيف المعطره بالأزهار المعروفه أغلق الباب وهو على نفس الحال وظل على وقفته لعدة ثوان ثم فتح عينيه ليجدها تقف أمامه تنظر له بأندهاش رفع حاجبه الأيسر وقال هو أنت لسه هنا
أومأت بنعم وهي تقول بصوتها الهادئ أسفه يا بيه بس أنا لسه مخلصه شغل حالا 
قطب جبينه من كلماتها لكنه أقترب منها عدة خطوات وهو يقول ببعض الضيق على حالها أنا إللي أسف يا ونس تعبتك أنا عارف أن البيت مكنش نظيف خالص و
قاطعته وهي تقول بخجل ده شغلي حضرتك بتعتذر على أيه أنا في خدمتك ديما كفايه معاملة حضرتك الكويسه معايا
أبتسم لها بود وعيونه تنظر في كل مكان وقال يمدح عملها بس بصراحه الله ينور أنا معرفتش الشقة من النظافة تسلم أيدك 
نظرت أرضا بخجل ليبتسم هو لذلك الجمال الطبيعي خاصة مع خصلات شعرها المتناثر حول وجهها بشكل غجري متمرد لكنه أنتبه من تأملها حين قالت أحضر لحضرتك العشا ولا أجيب لحضرتك شويه مايه سخنه لرجلك
ظهرت معالم البلاهه على وجه وهو يقول خلفها مايه سخنه أيه شغل أمينه وسي السيد ده
وضحك بمرح وهو يكمل كلماته مش لايق عليا دور السيد أحمد عبدالجواد ده أنا مش مريض نفسي
ولا راجل نسوانجي ولا عندي عقدة نقص وبعضوها پقهر الستات
كانت تنظر له بأندهاش خاصه من تحليله لشخصية سي السيد بدقه وبتلك الطريقة لكنها خرجت
من أفكارها سريعا وقالت
يبقى هحضر لحضرتك العشا علشان أغسل المواعين قبل ما أمشي
نظر إلى ساعته وقال برفض لا أنت كده هتتأخري من فضلك بس جهزي الأكل على السفرة وروحي على طول وأنا هبقى أغسلهم
وتحرك من أمامها متوجها إلى غرفته ظلت
 

انت في الصفحة 4 من 36 صفحات