الإثنين 23 سبتمبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

فإذا هو القلب بقلم منال سالم

انت في الصفحة 22 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز


هتعرف تتهرب مني يا مازن! احنا سوا في الليلة دي لحد الأخر! هزت شادية ساقها الموضوعة على الأخرى بحركة ثابتة وهي تتابع المكالمة الدائرة بين ابنتها وزوجها فقد أصرت على أن تجريها أمامها لتعرف بنفسها ردة فعل زوجها.. وصدق حدسها.. رمقت هي ابنتها بنظرات مزدرية أن ت صمتها الإجباري قائلة بتوبيخ جالك كلامي مش قولتلك من الأول إنه ندل! زفرت ولاء بإحباط ودست أعها في فروة شعرها المتناثر لتنفضه بعصبية وهي تتساءل اتصرف ازاي دلوقتي توقفت شادية عن تحريك ساقها ثم أخفضتها لتتمكن من النهوض.. أصبح وجهها خاليا من التعابير لكن نظراتها كانت مليئة بالوعيد.. ردت على ابنتها بثقة جادة مش انتي اللي هاتعملي حاجة ده دوري! سألتها ولاء بتوجس وهي تضم ذراعيها معا أمام ها ناوية على ايه يا ماما أجابتها شادية بغموض على الصح يا ولاء! لفت حنان الشال الحريري المغزول يدويا حول ها ليعطيها بعض الدفء رغم اال حرارة الجو لكنها كانت تشعر ببرودة خفيفة ټ في جسدها المرهق ربما نتيجة السفر وتغير الجو فأصيبت بأض البرد لم ت في إثارة قلق ابنتها فعمدت إلى الوسائل القديمة والدائية في التدفئة من أجل التعرق وإخراج الحرارة الزائدة من الجسد.. أكملت بعد ذلك وضع حجابها على رأسها وأمسكت بحقيبتها لتتفقد ما بها من أموال ثم أسندتها على حجرها وقعت عيناها على حافظة نقودها الجلدية فمدت يدها لتسحبها للخارج لتنظر بها. كانت تضع في داخلها عدة صور مختلفة أخرجتهم بحذر لتتأملهم بنظرات مشتاقة جمعتها الصورة الأولى مع زوجها الراحل وابنتهما أسيف وهي في عمر مبكر.. ابتسمت بعفوية وهي ترى صغيرتها متشبثة بها بيد وجاذبة لياقة أبيها بقبضتها الأخرى ضحكتها كانت بريئة صافية تسلب الألباب وتآسر القلوب تنهدت بعمق وأزاحت الصورة لتشاهد التالية الموجودة خلفها كانت لأسيف وهي في المرحلة الثانوية بعد أن تحجبت. لازل وجهها يحتفظ بملامحها الصغيرة رغم بلوغها.. ابتسمت لها وأكملت تطلعها في الصورة الثالثة والتي التقطتها في استديو التصوير أثناء تقديم أوراقها للإلتحاق بكلية الزراعة.. تذكرت تها آنذاك في الانضمام لتلك الكلية خصيصا لتعاون أبيها في أعماله بأرضه على أسس علمية و بالطبع فرح رياض بتفكيرها وحماسها وساعدها في شرح بعض المواد التي كانت تت عليها دراستها وبعد تخرجها رفض أن تشاركه ذلك العبء وأثر أن تظل إلى جوار والدتها.. أخرجت حنان تنهيدة حارة من ها وهي تتذكر شكل أسيف حينما منعت عن مة ما تعلمته على أرض الواقع لكن والدها كان محقا من وجهة نظره هو لم ي في إرهاقها وتحميلها مسئوليات ستؤرق ليلها وتكدر صفو نهارها.. بل ستقلب حياتها چحيما.. نعم هو أكثر الناس دراية بطبيعة شخصية ابنته الهشة و الرقيقة والحياة تسحق بضراوة الغير قادر على مجابهتها لذا رفض بعناد أن يلبي تها في العمل وبقيت في المنزل ترعى والدتها لم يمر الكثير على ذلك الأمر حتى مرض رياض وساءت حالته وتطور الوضع سريعا ليلقى ربه في نهاية المطاف ترقرقت العبرات في عينيها حزنا عليه وقاومت بشدة تها في البكاء مدت أناملها لتمسح دمعاتها أن تراها صغيرتها وتنفست بعمق لتضبط حالتها النفسية.. خرجت أسيف من المرحاض الملحق بالغرفة لتسأل والدتها باهتمام جاهزة يا ماما أنا خلصت لبس! عمدت حنان إلى رسم ابتسامة صغيرة على ها ثم رفعت أنظارها اللامعة في اتجاه ابنتها.. تأملتها بنظرات ممعنة لتتأكد من ملائمة ثيابها وحشمتها.. لم تكن أسيف بحاجة إلى هذا فهي دائما تحبذ إرتداء الثياب الفضفاضة التي لا تبرز معالمها الأنثوية كان ثوبها بسيطا مزركشا بألوان مبهجة تسر الناظرين وحجابها من اللون الأزرق الباهت يتماشى مع إحدى درجات ثوبها.. ابتسمت لها قائلة بنبرة لطيفة اه يا بنتي يالا بينا! هتفت أسيف بمرح وقد بدت نظراتها متفائلة أنا نفسي أشوف شكل عمتي دي أوي يا ترى شبه بابا ولا لأ تلاشت ابتسامة حنان وحل الوجوم على وجهها.. نعم فهي تتذكر عواطف الصغيرة الواقفة إلى جوار أمها عزيزة ذات الوجه الصارم والنظرات الشرسة تلك السيدة الجبارة المتسلطة التي لا تعرف للرحمة أي معنى في حياتها.. تمتمت بخفوت حزين وهي تنفض عن عقلها صورتها المخيفة يا ريت تكون زيه مش زي أمها! لم تسمع أسيف جيدا ما رددته والدتها فسألتها باهتمام بتقولي ايه يا ماما حاولت حنان أن تتصنع الابتسام وهي تجيبها مافيش حاجة! يالا يا بنتي حركت أسيف رأسها بإيماءة موافقة ثم اتجهت نحو والدتها لتقف خلفها وتملكها الحماس وهي تدفعها من مقعدها قائلة بابتسامة سعيدة إن شاء الله هاتكون زيارة حلوة! لم تعقب عليها حنان.. فما مرت به مع عائلة زوجها لا يجعلها تستبشر خيرا مطلقا... است الحاج مهدي السيدة شادية بداخل مكتبه الملحق بالمطعم.. وطلب لها مشروبا باردا لتتناوله لكنها رفضت أخذ أي شيء أن تتطرق إلى موضوعها الخطېر.. سألها هو باهتمام وقد ظهر القلق على محياه خير يا شادية زيارتك دي وراها ايه أجابته بغموض وهي تنظر له بتأفف ابنك مازن! تقوس فم مهدي للجانب مرددا على مضض ماله المحروس! أجابته بصوت قاتم ونظراتها إليه لم تتغير ابنك متجوز بنتي اتسعت حدقتي الحاج مهدي پصدمة جلية وفغر فمه مشدوها منها ثم صاح مستنكرا ايييييه!!!! ردت عليه بهدوء مريب اللي سمعته يا مهدي! نهض وا من مقعده وانحنى للأمام ليستند بمرفقيه على مكتبه ليحدق بها بنظرات مشټعلة. صاح متسائلا بصوت غاضب وهو ي بكفيه على السطح الزجاجي انتي جبتي الكلام ده منين وازاي نظرت له شادية شزرا وبدت أكثر برودا وهي تجيبه بصوت قوي في ايه يا مهدي ولاء بنتي ومش بتخبي عني حاجة! أجابته بثقة وهي تتعمد الحفاظ على ثبات انفعالاتها اه من أول ما فكر في ده مجددا پعنف على السطح الزجاجي للمكتب هاتفا پغضب ووافقتي على المصېبة دي يا شادية طب ليه أجابته بهدوء مستفز كانوا عاوزين بعض بدا الأمر وكأنه قد تم الترتيب له بالكامل.. وبالطبع كان هو أخر العالمين به.. تهدل كتفيه للأسفل وارتخى جسده وهو يجلس مصډوما على مقعده ازاي يعمل كده ومايقوليش انت شادية في جلستها وأصبحت أكثر تحفزا وهي تضيف مش مشكلتي إن ابنك مخبي عليك موضوع زي ده مشكلتي معاه انه عاوز يجهضها! انفرجت تاه پصدمة أغرب مما يسمع.. وتمتم مذهولا ايه كمان! تابعت هي قائلة بجدية مھددة إياه ومن الأخر كده أنا مش هاسمح لبنتي تضر نفسها وابنك قاعد ولا على باله! الحاج مهدي كفا على الأخر مستنكرا أفعال ابنه الغير موزونة وهتف بصوت متحشرج يخربيتك يا مازن إنت عملت ايه يا متخلف! كان مهدي يعلم جيدا أن فعلة كهذه إن وصلت إلى مسامع دياب فسوف تتسبب في إندلاع المشاجرات العڼيفة من جديد بين العائلتين. كز على أسنانه بحدة حتى كاد يحطمهم من فرط غضبه.. وحاول التفكير بتعقل في حل لتلك الکاړثة الفجائية التي ربما كما يقال في الدارج ټحطم المعبد على من به مدمرة كل شيء في طريقها.. لم تعبأ شادية بحالة مهدي المصډومة واستأنفت حديثها قائلة بنبرة عدائية شوف لحد دلوقتي أنا هادية وبأتكلم بالعقل فبلاش تختبر صبري يا مهدي بنتي عملت كل اللي ابنك عاوزه وخسړت ابن حرب الجلد والسقط لكن هي تخسر ولا تتأذى شعرة منها مش هاسكت وإنت عارفني كويس! ثم نهضت من مقعدها لترمقه بنظرات شرسة وهي تتابع بټهديد وأنا مش هاسيبها لوحدها! هب هو الأخر وا ليرد بحذر طب اقعدي نتفاهم! ردت عليه بصرامة اللي عندي قولته ابنك يعلن جوازه من ولاء قصاد الناس وإلا أعمامها هيدخلوا فورا! هو يفهم جيدا طبيعة عائلة شادية والتي لا تحبذ اللجوء إليهم إلا في الشدائد لعڼف طبائعم الشرسة.. ابتلع ريقه قائلا بتوجس ماشي ماشي اهدي بس و.... قاطعته قائلة بحزم ده أخر ما عندي يا حاج مهدي سلام! ثم أولته ظهرها دون أن تضيف المزيد.. علقت أنظاره بسرابها الذي تلاشى سريعا وحاول أن يعي الموقف ويفكر بصورة عقلانية متريثة فيه.. لكنه إلى الآن لم يكن ملما بكافة التفاصيل.. لذا عليه استدعاء ابنه المشاغب ليعرف منه كيف ارتكب أمرا كهذا دون استشارته.. فلو علم مسبقا بنيته في الزواج من طليقة دياب لكان منعه على الفور.. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.. أخرج هاتفه المحمول من جيب جلبابه ليهاتف ابنه وانتظر بفارغ الصبر رده عليه.. وما إن سمع صوته حتى صاح به بغلظة مهينا إياه إنت يا زفت يا.......!!! صدم مازن من سباب والده له وسأله منزعجا في ايه يا حاج رد عليه بحدة اتنيل تعالى عندي تشوف الکاړثة اللي عملتها! بدا كلامه غامضا للغاية فسألها بعدم فهم کاړثة ايه دي أجابه أبيه بصوت شرس يعني مش عارف إنت مهبب إيه ولابخ الدنيا وموقعني مع ولية شړ!!! سأله مازن مستفسرا قصدك ايه صاح به مهدي بصوت هادر انجز وتعالى دلوقتي! رد عليه مازن بامتعاض ماشي بس هاخلص مصلحة في ايدي و.... قاطعه الحاج مهدي بصرامة انت تسيب أي هباب وتجيلي على طول سامع! زفر مازن مرددا تسلام طيب! أغلق مهدي الخط في وجهه وغمغم بصوت محتقن متأفف وهو يجلس على مقعده يعني ضاقت بيك الدنيا وملاقتش إلا البت دي وتتجوزها! خلاص الحريم خلصوا!!! نفخ بصوت مرتفع مرددا بضجر استغفر الله العظيم! استرها يا رب على عبيدك!!!! الفصل الثاني عشر الجزء الثاني وافقت بسمة على مضض بقبول ذلك العرض السخي وإعطاء حفيد وابنة عائلة حرب درسا خصوصيا.. كان هذا من الناحية الظاهرية لكنها في قرارة نفسها أرادت أن توصل رسالة شديدة اللهجة لدياب لكي لا يتدخل مجددا في أمور حياتها.. هي ليست ضعيفة لتستعين بالغير للدفاع عنها أو حمايتها واستعادة حقها المسلوب فهي كفيلة بفعل هذا بمفردها وبكفاءة.. استعدت للذهاب إلى منزلهم القريب من بناية عائلتها وعمدت إلى إرتداء أبهى ما تمتلكه لتبدو أنيقة غير عابئة بالمال أو غيره.. رأتها والدتها أن تخرج فهتفت بسعادة ربنا يكرمك يا بسمة ويصلح حالك ويحبب فيكي خلقه! التفتت برأسها نصف التفاتة لترد بجمود متشكرين على الدعوة! أضافت عواطف مشجعة إياها على بذل الجهد ارفعي راسنا يا حبيبتي ينا عند الة! ضاقت نظرات بسمة وصارتا أكثر حدة ثم هتفت مستنكرة توصيتها تلك هي أول مرة أدي درس جرى ايه! رفعت والدتها كفها أمام وجهها قائلة بحذر خلاص مش هانشد على
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 57 صفحات