الإثنين 23 سبتمبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

فإذا هو القلب بقلم منال سالم

انت في الصفحة 21 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز


اللي كنت فيها! أصرت هي على موقفها قائلة سيبك منها وركز في مصالحك! تمتم الجزار بغيظ من بين أسنانه وهو يحك ة رأسه دي قادرة وڤاجرة! ربتت زوجته على ظهره عدة مرات هاتفة بصوت جاد طب بينا على البيت تروح تستحمى وتغسل جتتك من البراغيت حك ه ومقدمة ه بكفه الخشن قائلا بإنهاك اه والله ده غير ضهري اللي اتقطم من نومة البورش! ثم استدار بجسده ناحية المحامي ليضيف بجمود لا مؤاخذة يا أستاذنا انت شايف حالتي عاملة ازاي نتكلم في المحل أخر النهار رد عليه المحامي بإيجاز وهو يهز رأسه تمام! لاحقا عادت كلا من حنان وأسيف إلى الفندق المتواضع وجلست الاثنتان سويا بالغرفة رافضتان تناول الطعام.. حدقت أسيف في صحنها المليء بالطعام بنظرات حزينة شاردة فشاغلها الأكبر هو حالها أمها الصحية.. وبعنادها هذا هي تمنع أي فرصة للسعي وراء العلاج وطلب الاء.. رأت حنان الع واضحا على ابنتها فاستطردت حديثها قائلة بجدية شوفي يا أسيف أنا سمعت كلامك وجيت هنا وأنا متأكدة إن مافيش علاج لحالتي كل ده قضا! انتبهت ابنتها لها وردت عليها بصوت مخټنق نوعا ما الطب اتقدم يا ماما وحاجات كتير اتغيرت عن زمان فليه تستسلمي على طول أجابتها أمها بهدوء زرين أبوكي الله يرحمه عمل اللي عليه وقتها معايا وسافر بين هنا وهناك وفي كل حتة والنتيجة كانت واحدة..! ثم صمتت لثوان أن تتابع بنبرة أكثر هدوءا وأنا الحمدلله راضية بنصيبي واتعودت على كده! اقتربت أسيف من أمها وچثت على ركبتيها أمامها لتكون في مستوى نظراتها المنخفضة ثم همست لها برجاء عشان خاطري يا ماما خلينا نحاول تاني في أكتر من مركز كويس احنا لسه في البداية! ثم مدت يديها لتمسك بكفيها وضغطت عليهما بأعها وهي تتابع بإلحاح أنا قريت أنه مش لازم ناخد برأي أول دكتور و.... قاطعتها حنان قائلة بعدم اكتراث لحديثها المهم دلوقتي هانروح لعمتك امتى اتسعت حدقتي أسيف في صدمة وإرتفع حاجبها للأعلى فقد كانت عبارتها الأخيرة مباغتة بدرجة كبيرة.. تملكها الإرتباك وتوترت نظراتها وهي محدقة بها. بدت متلعثمة وهي ترد هو... أكملت حنان قائلة بنبرة متريثة تحمل الجدية مش ده السبب الأساسي اننا سيبنا بيتنا وجينا هنا رمشت أسيف بعينيها في توتر أكبر.. فأمها دوما تمتاز بالصراحة والوضوح في حديثها.. وبالتالي تعجز هي عن مجابهتها أو إخفاء أي شيء عنها.. اضطربت دقات قلبها وارتفعت نسبة الأدرينالين في ها.. وباتت أكثر حماسة عن ذي .. راقبت حنان تبدل حالها بكثب ثم أضافت قائلة بجدية وهي تسحب كفيها من يدي ابنتها اعملي حسابك بكرة هانروح عندها أومأت الأخيرة برأسها بحركة خفيفة قائلة بصوت خفيض ماشي يا ماما! ثم استدارت بمقعدها المتحرك مبتعدة عنها وهي تغمغم بصوت منزعج لكنه خاڤت للغاية عدي اللي جاي على خير يا رب! عضت أسيف على تها السفلى بارتباك ونهضت لتقف على قدميها.. ثم تنهدت بعمق محاولة ضبط انفعالاتها المتحمسة لذلك اللقاء المثير!!! أرادت ألا تضيع الفرصة وتفاتح ابنها مجددا في موضوع الارتباط والزواج هي وضعت عيناها على إحداهن وترى فيها الزوجة المناسبة له والأهم من هذا كله أنها تستطيع الانجاب لتضمن حصولها على أحفاد أصحاء في أقرب وقت.. ممكن أدخل يا منذر قالتها جليلة وهي تقف على عتبة باب غرفة ابنها البكري ومستندة بيدها على الحائط.. الټفت منذر ناحيتها وهو يمشط شعره قائلا بتعجب من طلبها للإذن اه طبعا يا أمي هو انتي محتاجة تستأذني ابتسمت له ابتسامة ضة ودخلت إلى غرفته لتتأمله بفخر كان قد انتهى هو تقريبا من إرتداء ثيابه.. ولم يبق لديه إلا وضع حذائه في قدميه.. جلست على طرف الفراش وأمسكت بملابسه المنزلية تطويها ثم رددت قائلة بحذر كنت عاوزاك في موضوع كده! رد عليها بهدوء وهو يربط حذائه خير يا أمي! تنهدت مطولا وهي تقول بعتاب خفي مش ناوي تفرحني بيك وتتجوز تاني! ال في وقفته وضحك عاليا وهو يردد بإندهاش انتي عندك عروسة ليا انتابها الفضول لمعرفة ما يفكر به خاصة بعد أن رأت ردة فعله العادية فهتفت بحماس بص هو يعني في كام حد بس انت مش في دماغك واحدة معينة صح رد عليها بجمود وهو يضع مفاتيحه في جيبه والله يا أمي أخر همي الموضوع ده! نهضت من على الفراش لتقف قبالته ثم ربتت على كتفه مرددة بحنو العمر بيجري يا حبيبي! ثم أخفضت نبرتها قليلا لتظهر حزنها وهي تضيف وأنا نفسي أفرح بعوضك وبعيالك ! زفر بضجر من تلميحها وهتف قائلا بجدية ومين هترضى بواحد زيي شهقت مذة من جملته الأخيرة لاطمة على ها وتبدلت تعابيرها للإنزعاج الكبير ثم هتفت مستنكرة الله أكبر هو انت فيك حاجة تتعيب ده انت سيد الرجالة كلهم ومتعلم ومعاك شهادة تجارة! التوى فمه بابتسامة ساخرة وهو يرد عليها ياه يا أمي بقالي زمن ماسمعتش الكلام ده! هتفت جليلة مرددة بحماس وقد لمعت عيناها وافق انت بس وأنا أدورلك على واحدة تتجوزها رد عليها بفتور ربك يسهلها! ثم دنا برأسه عليها ليسألها بمكر بس قوليلي انتي بتفكري في مين شكلك عندك واحدة ليا ها مظبوط ضحكت بسعادة ثم وضعت إصبعيها على طرف ذقنها لتقول بسجية هو أنا باينة أوي كده غمز لها منذر قائلا بتسلية ده أنا عارفك يا أمي أخذت نفسا عميقا وأخرجته دفعة واحدة من رئتيها ثم هتفت فجأة دون أي مقدمات عارف نيرمين بدا الاسم مألوفا نوعا ما لديه لكنه لم يستطع أن يخمن هوية صاحبته بوضوح فتساءل مهتما مين دي ردت بثقة بنت عواطف البت الكبيرة! تذكرها منذر وأردف قائلا بإستغراب وقد انعقد ما بين حاجبيه بشدة بس أفتكر إنها متجوزة! صححت له معلومته قائلة بتلهف لأ هي اطلقت من جوزها من كام يوم ضاقت نظراته إلى حد كبير وتجمدت تعابير وجهه ثم هتف مستنكرا تفكير والدته في تلك الزيجة وأنا أعمل بيها ايه أروح أصالحهم مثلا! ردت عليه بحماس وهي تشير بعينيها لا خلاص معدتش ينفع ترجعله هو طلقها للمرة التالتة! فهم منذر سبب إشارة والدته لها تحديدا ورد بتهكم وهو يلوح بذراعه اها قولتيلي وانتي عاو أكون لا مؤاخذة إريال و.... قاطعته قائلة فورا أن يسيء فهمها لالالا مش كده خالص! سألها باقتضاب وقد بدا متأففا أومال أجابته بحذر البت كويسة وحلوة ولهلوبة وفوق ده كله مخلفة بطنها شغالة يعني.. فاهم قصدي! أرجع رأسه للخلف ورد عليها بصوت آجش بقى الموضوع كده! مخلفة عيال! بالطبع لما لا تلجأ والدته إليها لتتأكد من وجود من تصلح للإنجاب خاصة أنها تعرف معاناته السابقة مع زوجته الراحلة.. هزت جليلة رأسها بإيماءة قوية وهي تضيف بصراحة أه وكفاية إننا عارفينها ومضمونة ومتربية وسطنا! يعني لا في يوم هاتقل أدبها ولا.... قاطعها منذر متسائلا بجمود وتفتكري هي هترضى تتجوز تاني أجابته مستنكرة تفكيره في احتمالية رفضها له وهي تستجري ترفض هي هتلاقي أحسن منك فين أيقن منذر أن والدته قد وضعت تلك المطلقة ضمن مخططاتها للزواج وهو ليس به الة للحديث في هذا الشأن حاليا فعلى عاتقه الكثير من الالتزامات والمسئوليات لذا رد عليه بحزم بصي يا أمي مش وقته الكلام في الموضوع ده إنتي بتقولي مطلقة من كام يوم يعني لسه في موال عدة ومشاكل وبلاوي مع طلقيها وأنا مش عاوز ۏجع دماغ! بررت له سبب تمسكها بها قائلة ماهي مش هاتفضل على طول في القرف ده وافق انت بس وأنا هاتصرف بعدها! رد عليها بنبرة حاسمة وهو يتحرك صوب باب الغرفة أما يجي وقته! ابتسمت قائلة بود طب يا حبيبي على راحتك! ثم خرجت خلفه وهي تتابعه بنظرات متريثة لكنها كانت متحمسة لكون الفكرة قد لاقت استحسانا لديه وما عليها فقط إلا التريث والانتظار ريثما تنتهي عدة نيرمين لتفاتحها في الزواج من ابنها... أغلقت شادية باب المنزل خلفها واتجهت صوب الصالة لتجلس على أقرب أريكة وعلى وجهها علامات جادة للغاية علقت أنظارها بابنتها ولاء التي كانت تبحث عن هاتفها المحمول في حقيبة يدها وما إن وجدته حتى هاتفت زوجها مازن فبعد أن عادت من زيارة عيادة الطبيب النسائي كان حتما عليها الاتصال به لتبلغه برأيه النهائي في مسألة التخلص من الجنين الذي ينمو في أحشائها.. سألها مازن مهتما بعد أن رد على اتصالها ها عملتي ايه أجابته بصوت قاتم الدكتور قالي صعب أعمل اجهاض رد مستنكرا صعوبة تنفيذ تلك العملية ليه يعني مافيش كام برشامة تاخديها وينزل مع نفسه اغتاظت من استهوانه بالأمر وصاحت بصوت محتد هي بالبساطة دي عندك أنا مفكر يعني الموضوع سهل! هتفت قائلة بحدة لأ مش سهل خالص! ثم صمتت لتلتقط أنفاسها أن تتابع بصوت متردد وأنا..... أنا مش عاوزة توقع مازن أن تتفوه بهذا فحديثها السابق ما هو إلا مقدمات لنية مبيتة على التمسك بالجنين.. لذلك رد عليها بفتور براحتك شوفي اللي عاوزاه واعمليه! ثم زاد من قوة نبرته ليضيف محذرا بس افتكري كلامي لما.... قاطعته أن يتم عبارته قائلة بصوت متشنج مازن أنا لو عملت اجهاض ممكن مخالفش تاني تعجب من كلامها وسألها مستغربا نعم ليه إن شاء الله أجابته بصوت محتد الدكتور قالي إنه فيه خطۏرة عليا وأنا مش مستعدة أخسر حياتي عشان حاجة زي دي! صمت مازن ولم يضف المزيد فهي بحديثها هذا تظن أنها وضعته في خانة اليك لتضغط عليه لكنه على العكس تماما لم يكن مكترثا بما تفعله ففي النهاية هو في تحد مع غريمه دياب ولن يعبأ إلا بما يكدره ويعكر صفو حياته حتى لو كان للأمر ة بولاء.. لاحظت هي صمته الذي طال فسألته بضيق سكت ليه رد عليها بصوت جاف اللي انتي عاوزاه اعمليه يا ولاء! سألته بتوجس وهي تستشعر الخطړ طب ودياب رد عليها بتساؤل موجز يحمل الضيق ماله هتفت متسائلة بتوتر هانتصرف معاه ازاي صمت للحظات تاركا إياها تظن أنه يفكر في حل للمشكلة ولكنه صدمها بعد ذلك بالرد بجمود بارد بصي يا ولاء أنا عندي شغل دلوقتي هاكلمك بعدين نتفاهم! اغتاظت من رده الغير شافي وتمتمت بصوت محتقن ماشي براحتك! ثم أنهت المكالمة معه وألقت بهاتفها على أقرب أريكة.. نفخت بحنق وهي تدور بحيرة في أرجاء الغرفة مرددة من بين تيها بشراسة مش
 

20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 57 صفحات