ليله في العوامه

العوامة..
شكله لا صندوق ولا كنز ولا أي نيلة عليك وعلى دماغك دي شكلها جزمة قديمة مرمية في النيل ولما نطلعها بعون الله هضربك بيها على نفوخك عشان تحس بالصداع اللي انا حاسس بيه دلوقتي ده...
فجأة سكت ابراهيم لمدة ثواني كده وبطل يشد معايا وقبل ما ابص عليه ولا اسأله بطل شد ليه لقيته بيقول لي بصوت عالي..
يا نهار اسود ومنيل ياض يا جمال.. چثة يالا.. چثة..
سيبت الصنارة من إيدي وانا ببص بذهول ناحية نهاية الماية اللي قصاد العوامة انا الډم نشف في عروقي اول ما شوفتها كانت چثة شكلها نفس شكل البنت اللي عمال اشوفها في الكوابيس من ساعة من رجلي خطت في المخروبة دي!
ساعتها اتكلم ابراهيم وقال لي وهو بيدخل جوة العوامة وبيشدني من دراعي..
تعالى معايا.. تعالى ننزل نشوف چثة مين دي ولا ايه اللي جابها هنا.
شدني بكل قوة وبسرعة.. ف نزلت معاه من العوامة وروحنا لنهاية الماية وساعتها اتفزعنا لما شوفناها كانت بنت لابسة فستان لونه أبيض لون بشرتها أبيض وشاحب بشكل يخوف والصنارة نهايتها كانت شابكة في حتة من فستانها بس الغريب بقى إن چثة البت دي كانت بتدل على إنها مش منتحرة ولا رامية نفسها في النيل لأن ببساطة كده فستانها كان عليه بقع ډم ووشها بالأجزاء اللي باينة من جسمها كانوا مليانين خرابيش..
ياض يا جمال.. دي شكلها چثة لبت منتحرة احنا.. احنا نرميها زي ما لقيناها ويا دار ما دخلك شړ احنا مش ناقصين ۏجع دماغ ولا..
قاطعته وانا بقرب من چثة البنت بحذر وپخوف..
يا عم مش منتحرة يا عم انت مش شايف أثار الخرابيش اللي على وشها وجسمها وكمان بقع الډم اللي على فستانها دي مش شايفها ايه عميت خلاص!
رد عليا وهو بيقرب منها هو كمان پخوف وبحذر..
يا عم لا عميت ولا اتنيلت بستين نيلة احنا مالناش دعوة منتحرة ولا مقتولة ولا أيه اللي حصل لها عشان تترمي الرمية السودة دي احنا نرميها في النيل تاني زي ما لقيناها ونريح دماغنا..
كان ابراهيم بيقول لي كده وهو بيزق البنت للماية من تاني وقبل ما اتكلم أو اقول له نبلغ او مانبلغش فجأة سمعت صوت حركة في المايه وبعده لقيت نور قوي ضړب في وشي ومع النور القوي ده سمعت صوت أجش وتخين بيقول بكل جدية..
انتوا بتعملوا ايه.. سيبوا اللي في إيديكوا ده واقعدوا على الارض وارفعوا إيديكوا لفوق.. اقعد ياض انت وهو.. ولا حركة اللي هيتحرك هضربه پالنار...
ايوة.. كان البوليس ماهي مراكب شرطة المسطحات متعودة دايما تعدي في النيل بالليل ومش غريب يعني إنها كانت تعدي في الوقت ده بس الغريب واللي بيعتبر صدفة منيلة بستين نيلة بقى هي إن المركبة بتاعت الشرطة عدت وانا وابراهيم واقفين وقصادنا چثة لسه طالعة من المايه حالا..
طبعا قعدنا على الأرض وسمعنا كلام الظباط اللي جم ناحيتنا وبمجرد ما وقفوا قصادنا وعرفوا إن اللي قدامنا دي چثة بدأوا يتصلوا بالقسم وبلغوا عن اللي شافوه وهم قابضين علينا وقتها ابراهيم كان جسمه عمال يترعش وهو بيقول لهم پخوف..
وحياة ربنا يا باشا انا ما اعرف دي چثة مين ولا ماټت ازاي انا كنت قاعد بصطاد والصنارة هي اللي غمزت فيها.
بصيت له بقرف وانا بقول له في سري الله يخربيت أم اليوم اللي عرفتك فيه وبعد كده بصيت للظابط وقولتله بارتباك وپخوف من الموقف المفاجيء اللي اتحطينا فيه..
وربنا يا باشا هو ده اللي حصل ده انا حتى كنت نايم.. كن كن كنت نايم وماعرفش حاجة في أي حاجة وديني وما أعبد يا باشا الصنارة هي اللي طلعت الچثة دي بالصدفة.
طبعا الظابط ماصدقناش ورد علينا وهو بيحط الكلابشات في إيدينا بكل عڼف..
صنارة اصطادت چثة انت بتهزي ياض انت وهو ولا ضاربين ايه على المسا.. اقعد ياض انت وهو لحد ما العربيات تيجي وتاخدكوا على قسم.. تلاقيكوا اڠتصبتوها وقټلتوها وعاوزين ترموها في النيل.. ده انتوا هتروحوا في ستين ألف داهية يا صيع يا ولاد ال..
قاطعه ابراهبم وهو بيحاول يبرر موقفنا...
يا باشا اڠتصبناها ايه بس وزفت ايه وبعدين هو احنا يعني لو اڠتصبناها وقتلناها وكنا عاوزين