قصة ولد و ابنه
كان الدفتر الذي احضره الابن دفتراً صغيراً في حجم كف اليد، بالي الغلاف صغير الحجم غزير الصفحات، فتحه الابن وراح يبحث عن العنوان المطلوب بعد أن شدَّته التسمية، وحين وصل إلى الصفحة، دارت عيناه في الأسطر الأولى وسرعان ما تشكلت دمعة في عينه، وحين زاحمتها أختها الدمعة الثانية سقطت الدمعة الاولى ٠ومن بعدها سقطت أختها الدمعة الثانية ثم باقي أخواتها الدمعات، فالدفتر الصغير ما هو إلا مذكِّرات والده.
وبصوت متحشرج متقطع يخرج بصعوبة من الفم ، راح يقرأ الكلمات التي كتبت في الدفتر وكان قد كتب الوالد فيه " أتم صغيري سنتان وأربعة أشهر، وقد بدأ يردد بعض الكلمات، يا لسعادتي حين سمعت صوته للمرة الأولى، ومن ضمن الكلمات التي سمعها وراح يرددها دون أن يعرف معناها هي ٠٠كم الساعة؟ سمعها من والدته بعد أن سألتني وأخذ يقولها لي وأنا أجيبه ضاحكاً مرة ومبتسماً مرة ، وفي كل مرة يرددها أزداد سعادة وبهجة حتى كررها ثلاث عشرة مرة وأنا أجيبه وابتسامتي تزداد كل مرة عن سابقتها، ولو سألني طوال الليل ما ازددت إلا فرحاً وتبسما"
انتهت الصفحة ولم تنتهِ دموع الابن، ثم مال على يد والده وقبلها، قبلها كما لم يقبلها من قبل.