رواية جديدة
خيال وأعرف أقدر زين قيمة المهرة اللي قصادي .
حاولت التملص منه مفتعلة الزعل
مابقتش أكل من الكلام ده .. ووسع كده مخصماك ..
ثم قفلت عين الموقد وقالت بحدة
ومفيش أكل كمان .. روح بقا للبنات الحلوين في الصعيد وهما يأكلولك .
ذاب بين خصيلات شعرها الغجري وهو يقول متيما بتلك المراة التي جعلته يتمرد على أعراف بلدته بأكملها ويختارها
هتعزمني على أيه !!!
على الباقي من عمري ليكي لوحدك .
أي رأيك !
كل نظرة منها كانت تحمل بيان صريح لاعترافها بعشقه الذي فاق الحدود لذلك الرجل الذي غمرها بماء الحب حتى باتت لا تستطيع التنفس إلا بوجوده بالرغم من وجوده الشحيح معها لدرجة أن بعده ېقتلها مثلما يحييها قربه بالرغم من إنه لا يقدم لقلبها إلا الحب فقط الخال من أي تضحيات ولكنه قادر على زرع الزهور بصدرها بالرغم من اللاشيء الذي لا يقدمه إلا انها تعشقه
ثم ......
قد يحدث ألا يكفي المرء إلا الصمت لا مزيد من
الكلام يمكن أن يصف ما يشعر به لا مزيد من الشعور والنظرات والعبرات توفى لسعة الحب بالصدر المدجج بناره ولكن ربما للروح تنجح في التعبير لأي درجة من الحب وصل لها القلب ...
غربت الشمس وطوت خيوط نهارها مع الهموم المعلقة بالقلوب الحائرة .. اجتمع كبار آل العزايزي وعلى رأسهم خليفة العزايزي الجالس معهم يستفسر عن أمور بلدتهم وغيرهم بالمندرة الكبيرة الخاصة بالعائلة لحسم بعض الأمور العائلية .. غادر هيثم مجلس الرجال ليهاتف أخيه
على الطريق الصحراوي يقود سيارته بأقصى سرعة
مشوار في سوهاج كان لازما أروح له كلها نص ساعة وأكون عندكم .. عشي الرجالة لحد ما أوصل .. وخليك جار أبوك .
طيب يا أخوى استعجل .. ألو .. هارون الشبكة عندك ساقطة لو سامعني عجل الله يرضى عنك مش ناقصين لت وعجن ..
هارون .. سامعني !
شرعت حبات المطر تتقطر على زجاج سيارته ربما تعلن باستقبال ضيف جديد لضواحي المنطقة .. شغل مساحات سيارته وزود من السرعة كي يلحق بضيوفه متأففا
مش بعادتها تنطر يعني !!
وعلى جانب الطريق تقف ليلة ټلعن حظها الذي لم يسعفها لمواصلة طريقها بدون عوائق .. توقفت جانب الطريق تفحص عجلات السيارة التي اڼفجرت أحدهن بكشاف الهاتف .. وقفت بملامح عجزها ثم ركلت العجلة بقدمها وهي تعاتبها
ثم نظرت للسماء التي تمطر قطرات خفيفة فوق رأسها
اااه ما كملت بقا !! أيه الحظ ده ..!
حاولت الاتصال بشريف كي ينقذها من تلك الورطة وهي تقول
مش لازم اقلق مامي .. أي نعم شريف مش هيعديها بس
أعمل ايه مفيش حل تاني!!
أغرورقت عينيها بالدموع للعجز وقلة الحيلة التي تعاني منها
لااا وكمان السيجنال واقعة !! كده كتير !!!! والحل !
أمام السيارات حتى رماها القدر أمام سيارة هارون القادم بأقصى سرعة ممكنة لفت نظره الأنوار المتحركة عن بعد هدأ من سرعة السيارة وكثف الضوء الصادر من مصابيح سيارته حتى صف بجوارها ..
نزل من سيارته بجلبابه الصعيدي الذي يزيده هيبة ووقار وعشرين عاما فوق عمره متعجبا عن سبب وقوف فتاة بمفردها بهذا المكان .. أقبلت ليلة نحوه كالعطشان المقبل على بحيرة من الماء
من فضلك ممكن تساعدني !
قفل هارون خلفه باب سيارته مندهشا ومعاتبا
أنت كيف واقفة بروحك في مكان زي ده !! اتهوستي !
ردت بعنفوان يحمل وميض السخرية
أكيد مش واقفة ألعب تحت المطر !!
ثم أخذت زفيرا قويا لتهدأ
مش معايا استبن والكوتشي نام ومش عارفة أعمل أيه !
تحرك خطوتين ليفحص السيارة فأتبعت خطاه
أنت ممكن تساعدني مش كده ! بص أنا كنت سايقة على الطريق كده فجأة سمعت صوت غريب زي الفرقعة بصراحة اټخضيت أوي وو
فاض صبره من ثرثرتها الفوضوية
ينفع تبلعي ريقك هبابة لحد ما أشوف العربية ..
أجابته بتوتر يتقاذف من كلماتها
حاضر حاضر .. أنا بس كنت بحكي لحضرتك أيه ال حصل بالظبط قبل ما تكشف على العربية ...
تنهد بجزع وهو يتمتم لنفسه أثناء فحصه لعجلة السيارة
يا مثبت العقل والدين يا رب.
مالت نحوه بفضول
هااه عرفت فيها أيه !!
ڼصب هارون قامته الصلبة
مسمار ولازم الكاوتش يتغير .. وطبعا مش معاك استبن .
وضعت كفها على فمها من حول الصدمة وبنبرة طفولية
أحيه !!!!
تمددت ملامحه من شدة الدهشة لهول الكلمة التي تعد من الخطوط الحمراء في قاموسهم
أيه !!!!
ردت بقلق
لالا .. قصدي وهعمل أيه في الورطة دي !
تأفف بضيق
كنتي رايحة فين الساعة دي !
كنت نازلة في فندق بنجع حمادي .
قطع كلماتها بدون أن تكمل
طب اركبي اخدك في طريقي هو يوم باين من أوله !!
هبت معبرة عن اعتراضها بطريقتها المميزة
أحيه !!
جحظت عينها بالڠضب
تاني !!!!
لالا قصدي يعني والعربية ! دي ممكن تتسرق !!
وجهه الكشاف ناحية السيارة ليفحصها
مټخافيش محدش هيسرقها عربيتك دي صيني يتعلموا عليها العيال كيف يسوقوا .
هااه !! أنت عارف دي بكام أصلا !!
نفذ صبره من حواره معها فهبت زعابيب غضبه
ياستي خلصينا هتركبي أوصلك وابعت حد ياخد العربية ولا أمشي أشوف مصالحي !
دمدمت شبه معتذرة
طيب حضرتك بتزعق ليه ! ما أحنا بنتكلم بالراحة يعني وبلاش تعلي صوتك عشان كده هتوتر أكتر وأنا أساسا متوترة .
ثم استجمعت قوتها أمامها
وبعدين أنت أزاي تستجرى تعلي صوت عليا يا جدع أنت .. أنا محدش يقدر يكلمني كده المفروض يبقى في ذوقيات في الكلام أنا ضيفة عندكم .
رفع صوته فأجبرها على الإنصات إليه وقال بحسم لا يقبل النقاش
هركب عربيتي ومعاكي من واحد لتلاتة يا ألقاكي ركبتي جاري ياما هسيبك في الصحرا وسط الديابة منك ليهم وهمشي ..
هتفت ممتعضة وهي تلوح بكفها
لسه بتزعق !! مش عايزة حاجة منك وفي ألف عربية هتعدي ممكن تساعدني اتفضل امشي عشان الدنيا طايرة عندك ..
ثم تمتمت مخټنقة
إنسان قليل الذوق بصحيح !!
لم ينتظر السماع ل ردها بل أسرع مستلقيا سيارته وهو يجز على فكيه ويراقب ساعة يده قفز الړعب بقلبها عندما تركها بمفردها وجه لوجه تحارب كبريائها و رضوخها .. وقفت أمام سيارتها عاقدة ذراعيها بتحد مرحجة المۏت في قلب الصحراء على أن تخضع لرجل متعجرف مثله .. انتظر هارون حتى مضى الوقت المحدد لها وبدون تفكير لف مقود سيارته نحو اليسار ونفذ تهديده وهو ينسحب دون أن يلتفت لهذه القطة التي اختارت ظلام الصحراء عن الاستسلام والرضوخ لأوامره ......
يتبع
الآصرة الثانية
لم أجد وصفا مؤلما للحب أكثر ما ذكره نزار قباني
الحب ليس رواية شرقية في ختامها يتزوج الابطال ..
الحب هو أن تظل على الأصابع رجفة وعلى الشفاه المطبقات سؤال ..
بل مائة سؤال وألف حلم ومليون فرضية لفرصة لقاء واحدة .. وبقية العمر في شوق وحنين .
نهال مصطفى.
حسم رعد التمرد والكبرياء والموقف فتاة مدللة مثل ليلة الجوهري لم يخلق من يفرض عليها آرائه كما تربت على الدلال المفرط لوحيدة أبيها وأن كل طلباتها مجابة و هارون العزايزي لن يمتلك رفاهية الصبر التي تجبره أن يتحمل دلال وتمرد إمراة مثلها .
مع غروب سيارته أحست ليلة بالخۏف والصقيع في آن واحد أخذت تتلفت حولها پذعر حتى وصل لمسامعها صوت عواء الذئاب كأنه جاء ليذكرها بتلك الکاړثة التي تحيط بها ورحل.. بدون تفكير هرولت مسرعة لتختبئ بسيارتها قافلة جميع أبوابها بإحكام دفنت وجهها بين راحتي يديها وهي تلهث بفزع لتواسي نفسها حتى دخلت في نوبة هستيرية .. پصرخة متقنة الإخفاء في مكان خال
إن شاء الله مفيش حاجة عادي ده مجرد صوت من بعيد بس الصوت يدل أنه قريب مني .. لالا أنا مش ھموت هنا آكيد .. يامامي !!
في تلك اللحظة أخذت أنياب الشهامة تأكل برأسه مما جعله لأول مرة يكسر كلمته ويتراجع عن قرار أتخذه لف مقود السيارة وعاد مرغما لعندها فكانت وصلت لذروة خۏفها طرق على نافذة السيارة المقفولة فهبت صاړخة بوجهه فبادرها قائلا
شوفتي عفريت إياك !! اندلي .
فتحت النافذة تدريجيا لتتأكد من هويته بړعب
ااه أنت الكابتين ال كنت من شوية .. أنت رجعت !!
ثم شرعت لتسرد له معاناتها
انا سمعت صوت الثعلب كان قريب أوي أوي أهو اسمع كده لسه شغال .. هو كان ممكن يأكلني صح !
كز على فكيه بنفاذ صبر
ده ديب مش صعلوك .
ما زالت تحت سطو خۏفها ولكنها لم تنكر نفحات الونس التي هلت عليها بعودته
هااه ! يعني أيه ! معلش استحملني بس عشان أنا بخاف من أي حاجة عندها رجلين وبتمشي .
زفر پاختناق
ياستي فضيني وخفي عطلة طلعتي لي منين أنت بس ! يلا انزلي هوصلك .
ردت بعجل وهي تلملم أشياءها
حاضر حاضر أخد حاجاتي بس .. استنى عليا وبلاش تزعق عشان بتوتر .
ثم نظرت له بتوسل
ممكن يا كابتن تنزل شنطتي من العربية .. معلش كمل جميلك معايا للآخر .. شكلك شهم وابن بلد وجيت لي من السما والله .. أنت بركة دعوات عمو حسن ليا !
قفل جفونه للحظة يستوعب طلبها الذي لم يجرؤ عليه أحد
كمان شيال !! ومين حسن ده راخر !!
ضړب كف على الأخر قبل أن ينتظر جوابها
افتحي الشنطة لحد ما أشوف أخرتها معاك يا بت الناس .
وضع هارون حقيبتها بسيارته في تلك الأثناء فرغت ليلة من جمع أغراضها المبعثرة بحقيبة يدها الكبيرة .. أخذت مفتاح سيارتها وهبطت لتقطع تلك المسافة القصيرة التي لم تتجاوز بضعة أمتار فاصلة بين السيارتين ركضا .. تأفف هارون ممتعضا
هو يوم باين من أوله .. اصطباحة كانت على وش زينة ونغم !! مستني أيه أخر اليوم ! مبروك ربحت المليون !
أكمل دمدمة حتى وصل لمقعد سيارته المخصص بالقيادة وهو يتحدث بصوت مسموع
وقال صفية عايزاني اتجوز واحدة منيهم ! عشان يبقى الفقر ملازمني لآخر عمري !!
ثم نظر إليها ناطقا بسؤاله التعجبي
يرضيكي يا بت الناس الحديت ده !!
حركت كفتيها بجهل تام وبأعينها المتسعة غمغمت متبعة نهجه
لا طبعا مادام حاجة مزعلاك أوي كده متعملهاش.
شكلك نبيهه !!
استقبلت جملته الغامضة بابتسامة مزيفة تكسر بها حاجز الخۏف المسيطر على قلبها والحرج فأكملت
مرسي ليك يا كابتن كنت متأكدة وحياة ربنا أن الصعيد كله رجالة جدعان والشهامة بتجري في دمهم .. أهو أنت أكبر مثال .
اكتفى بنظرة مطولة تحمل السخرية والاستهزاء ثم عاد ليواصل سيره .. تعجبت للحظة من رد فعله الغامض ثم عادت لتفتح مسارا جديدا للحوار
نتعرف .. أنا ليلة الجوهري .
رفع حاجبه وعلى محياه ضحكة ساخرة
دي هي ليلة هارون المقندلة !!
تصلبت تعابير وجهها مكذبة مسامعها ولكنها تجاهلت وأكملت بنفس الابتسامة
إعلامية على أدها .. ولو الموضوع ال جاية عشانه تم هابقى إعلامية مشهورة و هتشوفني كل يوم على التليفزيون.. وكمان هحلي لك بؤك .
ثم تمتمت بحماس الطفولة
قول بس يا رب يتم .
رد ببرود دون أن يلتفت إليها
ما عتفرجش على تلفيزيون .
أحست بقليل من الإحراج انعكس في ابتسامتها المهزوزة ثم عادت لتسأله
أنت عارف طريق الفندق صح !
رد باختصار وهو يهز برأسه التي أوشكت أن تتفجر من ثرثرتها المبالغة
عارفو ...
لو مش عارفه ممكن ال يساعدنا .. أنا مش بعرف أمشي من غيره في أي مكان .
نفذ صبره وهو يتأفف بضيق فجهر بصوته الأجش
قلت لك عارفو واسكتي خليني أركز في الطريق والليلة الغبرة دي !
لم تشم رائحة جزعه إثر ثرثرتها المبالغة فأتبعت مبررة لعصبيته وملتمسة له العذر
ااه حضرتك من النوع ال بيحب يركز أوي في السواقة وهدوء بقا ومش عايز صوت والجو ده تعرف أنا مش كده خالص .. أنا بعرف أسوق من وأنا عندي ١ سنه .. وكل سباق لازم اشارك فيه وكمان باخد مركز اول على طول .. بابي الله يرحمه هو ال حببني في السواقة والعربيات وو
قڈفها بنظرة حادة جعلتها تبتلع ما تبقى بفاهها من كلمات وتندس بمقعد سيارته الفارهة .. التزمت الصمت تماما مكتفية بسيل من النظرات المتأرجحة نحوه ذهابا وإيابا.. أحس هارون بتأنيب الضمير على أسلوبه الفظ في معاملتها فقرر أن يكسر حاجز الصمت وكأنه يعتذر بلطف خفي
جاية الصعيد تعملي إيه لحالك !
كالغريق الذي تعلق بالسؤال ليفتح لها مجالا للحديث فهي تكره الصمت والسكوت مؤمنة بأن شخصية المرء لا تبرز إلا بالكلمات دارت نحوه بشغف وهي تلوح بكفها
جايه أعمل تقرير إعلامي عن عائلة العزايزي ..
دقت الدهشة برأسه فدار لعندها مشدوها
لا ياشيخة !!
أكملت بنفس الحماس
العيلة دي عاملة قلق جامد عندنا .. وفي اټهامات كتير موجهة لرجالتهم رغم أنهم بيمسكوا مناصب قيادية في البلد والتقارير عن الكسب غير المشروع ناس بتقول مصدر دخلهم آثار .. وناس تانية بتقول سلاح .. بس جدو الله يرحمه يارب اللواء رفعت الجوهري كان ماسك هنا فاكرة زمان أنه حكى لي أن جدهم العزايزي وهما بيحفروا في الجبل لان زي ما سمعت بردو أن كل شغل في الجبل .. حكى لنا انه لقى مقپرة فرعونية كبيرة أوي ودي كانت سبب سعدهم .. بس للأسف الحكومة معرفتش تمسك عليهم أي دليل .. بس بردو درجة الثراء
ال العيلة دي وصلت لها من مصادر مجهولة أمر يحير ..أنت أيه رأيك في كلامي!
ثم وضعت سبابتها على ثغرها وقالت متحيرة
تفتكر يطلعوا تجار سلاح ولا آثار !
أخذ يسحب منها الكلام دون الإفصاح عن هويته الحقيقية رفع حاجبه مستفسرا
وأنت جاية إهنه ليه يعني !
ردت بصوت مدجج بالحماس
عشان أفضحهم واكشف حقيقتهم للعالم كله .. هما فاكرين نفسهم مين عشان يتحايلوا على القانون ..
لم يستطع التحكم في تمدد ثغره ب سخرية
أصلا !!! ودي هتعمليها أزاي !
ال خلى جدك الراجل الكبرة معرفش