الثلاثاء 31 ديسمبر 2024

مرة واحدة في العمر  بقلم فاطمة الألفي

انت في الصفحة 11 من 87 صفحات

موقع أيام نيوز


جدعان .
اطلقت ضحكة رنانة وهي تتذكر الموقف الذي تعرض إليه زوجها قبل لحظات والآن لم 
سوري بجد يا حبيبي بس مش قادرة أمسك نفسي طريقتك مضحكة
بقى كده مش حاسة بضهري اللي اتكسر وقاعدة تضحكي عليه ماشي يا روما أنا زعلان.
أقتربت منه بحب وقفت أمامه تتطلع إليه بأسف 
نبيل مش قصدي والله أنا أسفه قولي أعملك إيه يا حبيبي 

أبعد انظاره عنها وهو يبتسم بمكر 
أسفه يا حبي مااقدرش على زعلك وحياة رهومتك بقى سماح يا باشا 
أمسك بكفيها المحاطة بخصره ودار وجهه ليستقر أمامها ثم طالعها بحب ونسى آلامه ولم 
ثم همس برقة وهو مغمض العينين 
أنتي نفسي اللي بتنفسه ومااقدرش أزعل منك نفسي أنتي إللي متزعليش مني في أى موقف 
هزت رأسها بالايجاب وقالت 
اوعدك طبعا مش هسمح بدخول الزعل بينا أهم حاجة في علاقتنا أننا صادقين مع بعض وصرحا في كل حاجة ومافيش حد مخبي جواه شيء عن التاني
ابتلع ريقه بصعوبة وعاد يهمس بخفوت 
أنا أوعدك مش هيصدر مني أي كلام أو موفق يزعلك 
رفعت حاجبيها بمشاكسة 
ضهرك عامل ايه دلوقت لسه بيألمك
لا بقيت زي الفل لم قربتي مني مش عايزك تبعدي عني مهما حصل 
حملها على عين غفلة وهو يطلق لضحكته العنان 
انا بومب على فكرة بس كان مجرد اختبار 
اكمل كلماته بسخريو 
ده التزحلق ده احسن حاجه في الحياة
في القاهرة
الساعة التاسعة صباحا كانت تجلس بمكتبها داخل شركة الصيرفي ليقبل عليها نديم بطلته الجذابة .
عندما وجدها بمكتبها لاحت ابتسامته وتقدم منها بهدوء تطلع هيئتها بإعجاب 
فقد كانت ترتدي بلوزة بيضاء ورابطة عنق سوداء وترتدي بنطال أسود وترفع شعرها لاعلى منما زاد من جمالها الهادئ الغير مكلف ببعض مساحيق التجميل فقد كانت حقا جميلة بهذا المظهر فاق من تطلعاته وهو يقف امامها يتنحنح 
احم احم صباح الخير يا فيروزه 
وقفت عن مقعدها ترحب به بجدية 
صباح النور مستر نديم
دلف لمكتبه وهي كعادتها ابلغت البوفية باعداد قهوته ثم دلفت لمكتبه وهي تحمل بيدها بعض الاوراق التي تريد منه الاطلاع عليها .
وقبل أن تغادر مكتبه استوقفها نديم مناديا اياها 
فيروزه من فضلك استني عايز اتكلم معاكي
جلست أمامه لينهض عن مقعده وجلس بالمقعد المقابل لها زفرا أنفاسه ببطء ثم حدثها عن عرض تيام الذي لم تخبره به حتى الان 
ماقولتيش ليه بعرض تيام النحاس وليه أصلا ماعرفتنيش بوجوده في دبي وأنتي هناك 
نظرت له پصدمة وقالت زياد اللي بلغ حضرتك
حاجة زي دي كان لازم اعرفها منك مش من زياد يا فيروزة 
أجابته بتوتر 
ماهو بصراحة ماحبتش أعرف حضرتك حاجة زي كده ده موضوع عبيط أصلا 
ابتسم لحديثها وقال بجدية 
بس عرضه للمبلغ ماكنش عبيط كان مراهن على فشلي وإعلان افلاسي في دبي يعنى هو عارف بيعمل ايه كويس 
هو ممكن أعرف ايه سر العداوة دي 
هز رأسه نافيا وقال 
هتصدقيني لو قولتلك أنا نفسي مااعرفش ايه سر كره ليه رغم أن والده ووالدي كانوا اصدقاء وحصل بينهم شراكة بالفعل بس تيام فض الشراكة لم والده اتوفى 
حضرتك عندك علم بأنه اشترى مصنع السكر اللي في العبور 
هز راسه بالايجاب 
وعارف كمان أنه عايز يحتكر السوق ويشتغل في كل منتجات مصانعنا وعامل حملة إعلانية ضخمة أنا ماعنديش اعتراض على المنافسة الشريفة في الشغل وربنا يوفق الجميع 
نظرت له باهتمام 
بس أنا عندي وجه نظر خاصة بيه وهو الأكيد هيفشل فشل زريع لأنه دخل في شغل مش شغله من رائي المتواضع لو كان أستمر في نفس الإنتاج بتاع مصانعهم وعمل إمتداد لوالده كان زمانه مش محتاج أنه يحتكر السوق ويفرض إسمه ومنتجه على الجميع 
ضحك بخفة وقال 
ده من وجه نظر العقل والمنطق واللى بيشغل عقله كويس أعتقد أن تيام محدد هدفه وهو القضاء على اسم عابد الصيرفي ده بس اللي شاغل باله المهم بقى أنا مش محتاج اشكرك على 
رفعت حاجبيها باستغراب 
عشان كده حضرتك هديتني بالعربية 
هز راسه نافيا 
لا طبعا موضوع العربية من قبل ما تسافري دبي وده العقد بتاعها أهو محتاج بس توقعيك عشان اخلي المحامي يسجلها في الشهر العقاري
وضع العقد أمامها لتنظر له باهتمام ثم اتسعت عيناها پصدمة وعادت تنظر إليه قائلة 
العربيه بنص مليون وده كتير أوى أنا مستحقش كل ده أنا أسفه مش هقدر أسدد لحضرتك تمنها
وحضرتي بقدملك هدية لا يمكن أقبل تمنها 
أنا كنت فعلا مجنبه مبلغ من راتبي كل شهر وفي حسابي 100 ألف كنت ناويه أدفعهم مقدم لعربية واقسط الباقي فحضرتك هتاخد الفلوس وهتخصم نص مرتبي كل شهر لحد لم اسدد تمن العربية 
نظر لها بذهول 
ايه اللي انتي بتقوليه ده خلي فلوسك زي ماهي والعربية بتاعتك ومش عايز أي نقاش يتفح في موضوع العربية ده تاني 
هزت رأسها نافية 
وأنا أسفه مش هقبل عربية بالمبلغ ده 
تنهد بضيق انتي عنيدة أوي 
ماهو لو من الطبيعي أن اي حد بيشوف شغله كويس حضرتك تكافئه بعربية لأن إحنا هنا كلنا بناخد أجر مقابل عملنا بالشركو 
لم يستطيع أن يبرر لها موقفه هذا ولكن أراد حسم الجدل 
خلاص عندي حل وسط وهو أنك هتسددي نص مبلغ العربية من راتبك كل شهر وأنا النص الباقي ومش هسمح باعتراضك مفهوم 
اعطته العقد ورفضت التوقيع 
يبقى مش همضي عقدها غير لم اسدد نص التمن خلي العقد مع حضرتك 
هز رأسه بأسى 
عنيدة ..
استاذنته لتتابع عملها وقبل أن تغادر 
عاملة ايه دلوقتي في طاقتك السلبية
ابتسمت برقة وقالت 
الحمد لله تمام 
تبسم لها هو الآخر وقال 
يارب دايما ثم أردف قائلا بتسأل 
رهام اتصلت بيكي
هزت رأسها نافية 
ونبيل كمان واضح انهم متفقين على فصل الفون على كل حال
ربنا يسعدهم عايز اقولك أن جدتك عائشة منتظراكي اليوم على الغدا ومش هتقبل رفضتك 
عندما ارادت الاعتراض 
قاطعها بإصرار 
بس بقى ولا كلمة بجد أمي هتزعل جدا وهي منبه عليه لازم تروحي معايا والا مش هدخلني البيت من الأساس وكمان لازم تعرفي أنك مش لوحدك إحنا كلنا جنبك يلا دلوقتي على شغلك ووقت الانصراف هتروحي معايا 
تنهدت بضيق ثم أومت براسها بالموافقة وغادرت المكتب لتتابع عملها إلى أن يحين موعد الانصراف ..
كان يشتعل بالڠضب عندما اخبره رئيس العمال باحدى مصانعه بأن العمال ترفض إكمال عملهم إلا أن يتم رفع أجورهم فلم يعد الراتب كافي في هذه الآونة الأخيرة. 
نهض بانفعال هو ېصرخ بوجهه 
يعني ايه العمال رافضة تشوف شغلها إلا لم المرتب يتضاعف ده اسمه ابتزاز وأنا لا يمكن أقبل بيه مش تيام النحاس اللي يتلوي دراعه يا محيي 
تحدث محيي باستعطاف لقلبه 
يا تيام بيه العمال بيشتغلو ليل نهار ومافيش أجر مناسب لتعبهم ده كمان العيشه بقت غالية وكل عامل من دول فاتح بيت وعنده كوم لحم مسؤل منه مافيهاش حاجه لو الراتب زاد حبتين وكل ده عايد على حضرتك في الشغل بالنفع ومن غير العمال دول المصنع مش هيقف على رجله ولا هيلتزم بتسليم الطلبات أول بأول بالعكس ده ممكن يحصل عجز فى التسليم وده صعب حضرتك تقبل بيه 
والا نضاعف العمالة والعمال يشتغلو نص اليوم 
زفر بضيق 
امشي من وشي دلوقتي والقرار اللي هخده الكل هيلتزم بيه 
تركه محيي في حيرة من أمره ولكن تيام لم يدع نديم ينتصر عليه فعليه الآن كسب عماله لصالحه فسوف ينفذ كل متطلباتهم وسوف يضاعف أيضا العماله داخل مصانعه من اجل زياده الانتاج أولا ومن أجل المساهمة في القضاء على البطالة وهذا ما يسعى إليه من شهره ليصبح حديث الجميع وينتبه إليه الإعلام فهو مثابة الشاب النجاح الذي يعمل بكد وتعب من أجل إيصال لقمة العيش للفقير وتحسين مستوى دخلهم المعيشي فهو يسعى للقضاء على مجموعة الصيرفي ليصدح اسمه في عالم رجال الأعمال ليحظي بحب الجميع ..
عاد يجلس بهدوء أعلى مقعده ثم رفع سماعة الهاتف ليهاتف أحدى الصحف ويخبرهم بانه يريد عمل مؤتمر صفحي يناقش عدة قرارات تخص العامل محدود الدخل ودوره في القضاء على البطالة لأنه سوف يعلن عن استقبال عاملين من كل المجالات ثم أغلق الهاتف وهو يتنهد 
أنتهى يوم العمل داخل شركته ووقف أمام سيارته ينتظر خروجها من الشركة ليقلها معه إلى فيلته كما وعد جدته بأنه لن يتركها سوف يجلبها معه ..
عندما غادرت مبنى الشركة وجدته بانتظارها تقدم منها بخطواته ويعلو ثغره ابتسامته العذبة 
انتي هتيجي معايا في عربيتي وسيبي عربيتك هنا 
بعد مرور نصف ساعة كان يعبر حديقة الفيلا ثم صفا سيارته وترجل منها ليفتح لها الباب ويرحب بوجودها 
اتفضلي يا فيروزه الفيلا نورت والله 
ابتسمت بود وترجلت من السيارة وهي تشكره بامتنان
أثناء دلوفهم لداخل وجدت الجده تقف بانتظارهم وعندما رأتها أقبلت عليها تعانقها بحنان 
أهلا يا بنتي نورتينا كنت هزعل أوى لو ماكنتيش جيتي مع نديم أنا منبه عليه مايرجعش البيت غير لو أنتي معاه 
التمست الحنان والدفئ بمعاملة الجدة وقالت 
وأنا مااقدرش ارفض لحضرتك طلب 
نظر لهم نديم ورفع حاجبيه وهو يتقرب من جدته 
يقبل وجنتها 
مساء الخير على الناس اللي نسيت وجودنا 
ابتسمت له وهى تربت على كتفه 
مش ارحب بالقمر الأول يا ولد دي أول مرة تشرفنا عايزها تقول علينا ايه 
اشارت بيدها إلى فيروز 
تعالي يا حبيبتي لازم تعرفي أن البيت بيتك وأنا هنا جدتك واوعي تحسي أنك لوحدك 
هزت رأسها بالايجاب وهي تشعر بالألفة والمحبة بقرب هذه السيدة الوقورة ..
التف الجميع حول مائدة الطعام وبدءو في تناول طعامهم ولا تخلو جلستهم من بعض الأحاديث ..
وعند انتهائهم من الطعام اخبرت الجدة الخادمة باعداد الشاي 
يا ثريا اعملينا الشاي وحصلينا على الجنينة 
حاضر يا حجة
تحدث نديم بجدية 
هستاذنكم اخلص كام حاجة كده في مكتبي 
اومت له الجدة بالموافقة 
ربنا يعينك يا حبيبي 
أشار إلى فيروز بتحذير 
أنا اللي هوصلك مافيش خروج تمام 
تحدثت الجدة وهي تبتسم 
تركهم بالحديقة وتوجه إلى غرفة مكتبه يتابعهم عبر النافذة يبتسم لابتسامتها يراوده الآن مشاعر مختلف من حب ومسئولية يشعر بانها مسؤولة منه يريد أن يحتويها ويساندها دائما ..
كانت تتحدث باريحه مع الجدة التي أحبتها
أيضا وشعرت بحنانها لم تشعر بمرور الساعات وهي تستمع لاحاديث الجدة فقد كانت تنصت إليها باهتمام إلى أن غربت الشمس فقررت العودة الآن لمنزلها وقبل أن تودع الجدة وجدت نديم يقف خلفها هامسا 
أنا جاهز اوصلك 
أبتسم لجدته من عيوني ياست الكل ...
في روما ..
كانت تشعر بالضيق بسبب عدم مهاتفة شقيقتها فلم تعلم عنها شيء منذ أن خطت بقدميها لروما ولم تتحدث معها لامت نفسها كثيرا على تلك الفعلة فقد استمعت إلى زوجها عندما طلب منها غلق هاتفها وهو أيضا فعل المثل كان قلق ويحاول ابعادها عن شقيقتها فخشي أن تحكي إليها فيروز عن معرفتها السابقة به وانه كان يستغلها من أجل اتمام عمله بدافع الحب لذلك 
مالك يا قلبي انتي بټعيطي .!
كفكفت دموعها ونظرت له بأسى 
روزه واحشتني اوي وحاسه إن انانيه مافكرتش غير في نفسي وبس وسبت اختي لوحدها وكمان من غير مااتصل اطمن عليها ولا
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 87 صفحات