حكاية اسلام
غيبوبة سكر وبنحاول على قد مانقدر الامر بيد الله ادعولها
_ ونعم بالله يادكتور ياعيني عليكي يارحمة ياحبيبتي هتروحي فيها وجوزك لسة مېت من كام يوم
هتفت بها نجوة
فرد عليها زوجها
_ اخرصي ياولية الست فى غيبوبة ان شاء الله تفوق
لم يشعر اسلام بقدماه وهى تسقط على الارض وعلى صوت صياحه بالبكاء يدوى فى ارجاء المشفي فلم تعطيه الدنيا السعادة بل سحبت منه أوصاله التى كانت سبب فى الحياة
_ يارب مليش غيرها احفظهالى ليا أنا ممكن اموت بعدها مش هستحمل فراقها ابدا
يارب يار ب
تمضي الايام تاركه أوجعها تزداد داخل كيانه تمزقة مع كل شهيق يدخل رئتيه
يظل فى المشفي ولا يخرج منها الا عندما يأتى الامن ليخرجه يطلب رؤيتها ولو دقيقه واحدة لكن الرفض يأتى فى كل مرة
_ ماما متسبنيش أنا محتاجلك انت وعدتنى تفضلى معايا قالها وهو يمسك بيديها وتتساقط الدموع على تغطيته المعقمه
يراها كالبدر المضئ فى ليلة ظالمة تكون هى وجه السعادة تلطف بضوئها الساحر الممزوج بالامان برغم تدهور حالتها الصحية الا أنها فقط تزداد جمالا تطرق ذكرياته لها وهى تمنع والده من ضربه وتتلقى هى الضړب وعن أخبارها الدائم له أنها فتاة جميلة
تمنى لو يعود الزمن وتخرج روحه فى وقت ولادته كانت لتكون سعيده مع أبيه الان
طوال النهار والليل يبقي معها وفى جنون الليل يذهب الى غرفته المظلمه التى فرشت الدموع داخلها باشواك الماضي وبقي اثارها فى
كل شئ
فتح هاتفه المحمول ليري 100
كلها من شخصا واحد رامى
إنت فين يابني مختفى ليه
جتلك البيت ميه مرة وانت مش موجود
أدم قالى على والدتك أنا أسف هتخف وهتبقي كويسة متقلقش
روحتلك المستشفي ومش عارف أوصلك
أغلق هاتفه وألقاه فى الجدار فټحطم
فى تلك اللحظة رن جرس المنزل عده مرات لايريد مقابلة أحد لكن يستمر الطارق فى النقر عليه
_ أنت فين يا اسلام أنتوا كويسين يابني قالتها نجوة وعلى وجهها الخبث يحمل كلمات يعرفها جيدا
_ لا مش كويسين نعم
انقلبت قسماتها الى الضيق وهتفت بص يااسلام أحنا مش مجبرين ننتظر أكتر من كدا أبني عريس وعاوز يفرح
رد عليها اسلام مقاطعا
_ أنا هسبلكم الدنيا أنا وامى عشان تفرحوا أكتر
مشي على الطريق العام لايري لايسمع فقط ذكريات حياته تمر عليه مرارا وتكرار لاشئ سعيد لم تفرح والدته بل لم يجد الفرح طريقها ابدا فقط أبتسامات كاذبة تعطيها له كيف لم يعرف أن وراء تلك الابتسامه الم ينذف بالۏجع
وصل الى البحر نظر اليه طويلا حتى مر الليل باكمله على عيناه المستيقظة الغارقة بهالاتها السوداء حتى ارتفعت الشمس تخاطب قلبه الحزين بأن يصمد لأجل والدته
رجع الى شقته ليري ان محتويات البيت كلها بالخارج
والعمال يخرجون باقى الحاجات تسأل ما بال حقدها وسوادها ليجعلها تخرج كل أثاث البيت طوال الليل
هل سمعت الكلمات التى قالها لها ولم ترى الۏجع بكل حرف
اتجهه الى خزانة والدته واخذ ملابسها فقط واتجهه فى طريقه لايعرف الى اين فقط يمشي عده ساعات ليري أنه وافقا أمام منزل عمه ناجى
_ ملقتيش الا هو تروحى عند الأسد برجلك هاهاه بس عندك حق ماانت ملكيش حد غيره
قالها اسلام مخاطبا قدميه التى أتت به عند منزل عمه
تنهد وهو يصعد الى المنزل ليقابل عمه ناجى الذي رحب به كثيرا
_ والله كنت جايلك لسه من شوي عمك قالى أنك سبت الشقه وبعتها ليه استغربت جدا وقولت لازم أشوفك
_ هو قالك كدا ياعمي ابويا اللى باعها له وانا دلوقتى معنديش حته أعد فيها
شعر ناجي بالم الذي بحروف اسلام فتنهد بحزن وقال
_ بيت عمك هو بيتك الاول مش التانى كمان أنت زي أدم عندى والله ومتقلقش الدكتور طمني على والدتك حالات كتير بيحصل كدا وبيقوموا على طول ادعيلها انت بس ياحبيبي
قالها ناجي وهو يربط على كتف اسلام الذي فاضت عيناه بالدموع الكسرة
فأردف ناجى
_ الواد أدم أتجوز وأوضته القديمه
فاضيه خدها أنت وارتاح فيها
واى حاجه تعوزها قولى
ياعم توفيق تعالا خد اسلام وديه اوضه ادم
أنا ياحبيبي دلوقتى رايح شغل ضرورى
صحيح نسيت اقولك
أدم فتح صيدلية جديده فى منطقة المهندسين قولتله محدش هيمسك الحسابات غير اسلام
أطلع أطلع لما أجى بينا كلام كتيير
يلا ياحبيبي مع السلامه
لم يستطع اسلام الرد على كلام عمه ناجي فالفرق بينه وبين أبيه وأخوته كالسماء والارض
وعيناه التى تنبعث منها الحنان الابوى الذي لم يشعر به أبدا ألقى فى قلبه الراحة وأن زاد خوفه من أدم الذي يقطن فى الاعلى مع زوجته لبني
حدث نفسه بأن ذهابه الى الصيدلية أفضل له وأن كان أدم بها مع البقاء مع أعمامه الحاقدين الذين يراقبونه ليلا ونهارا
خرجت من فمه ضحكه ساخرة وهو يقول
_ الضباع مستنياني فى كل مكان أروحه
تنهد وأردف
يارب أنا مش عاوز حاجه من الدنيا دي غير أمى تكون بصحتها هستحمل أى حاجه بس أمى ترجعلى
وفى الليل تقلب اسلام طويلا على الفراش ينتظر غبار النوم ينتشر داخل عيناه فلم ينم منذ شهر كاملا وبالفعل جاء النوم يملا جسده بالانهاك مع ثقل الليل
وضاع منه فرصه ان يستمع الى المشاحنات التى تأتى من الدور العلوى بالصياح وتكسير الاثاث حتى انه لم يشعر بذلك الذي يقفز من شرفته العلوية الى شرفته بغرفته القديمة ويزفر بقوة
أستلقى على فراشه الكبير يتقلب فيه ويسب كل شئ حتى أنهكه التفكير ونام لتذهب روحه الى عالم الاحلام
تسللت شمس الصباح الى شرفته ترتسم على عضلات بطنه السداسيه
_ لبنى أيه دا أنت طولتى أمتى
فجأه أنفتح عيناه وقام من جلسته منتفضا پصدمه وهو ينظر الى أكثر وجهه يكره
_ ماما متسبنيش متسبنيش ماما
تمتم بها اسلام وهو نائما لتمر على أذن ادم كالضربه القاضية فنبض قلبه پجنون وأنتفض مسرعا الى شقته فى الدور العلوى وهو يكز على أسنانه بضيق حاد
تمضي الايام على عهدتها لا شئ جديد حتى
جاء اليوم الذي يذهب فيه اسلام الى صيدلية أدم
كان الاستقبال
مثل ماتوقعه اسلام بالظبط فنظرات أدم المشټعلة بالضيق ماتزال تسكن عيناه نظرات تخبره أن يخرج قبل أن يطعنه لكنه فقط يبقي تحت حصن عمه ناجى الذي يمنع ادم من التكلم
ولا يختلف شعورهم عن بعض فالقلوب عند بعضها تقرأ من
هم احبابها واعدائها فغالبا مايشعر اسلام بالحقد أتجاه أدم فهو مايزال فى السنه الثالثه فى الجامعة وقد تزوج وفتح له ابيه صيدلية طبية ضخمة ويكفى ان والده ناجى يحبه ويحتضنه كلما يراه
دائما ماتأتى لبني الى زوجها ادم وطبيعتها فى أثارة غيرته لم تتوقف الى الان فكان اسلام ضحيتهما مجرد علكة تمضغها لبني بدرسها يمينا ويسارا
حتى تشعل عين أدم
تضايق اسلام بشدة وهو يرى نفسله مجرد لعبه فى يديها وأن مابه يكفى فأراد أن يجعلها ټندم فذهب الى مكتب أدم وهتف
_ قول لمراتك تبعد عنى كل لما تشوفنى تتلزق فيا وأنا مش طايقها أساسا
لم يعرف أسلام أن تلك الكلمه خرجت الى أدم لټطعنه فى شرف زوجته فاقترب منه يمسكه من قميصه ولايفرق بينهم سوي النفس وينظر اليه يريد ان ېحطم عظامه بالكامل
_ متضربني ياجبان اضرب بدل ماتروح تربي مراتك التيييت
رفع يده يوجه اليه لكمه بأقصي قوته ومن قوة دفعه سقط على الارض بعيدا على كرسيا ټحطم بمجرد وقعه عليه فانكسرت يداه
حدث اسلام نفسه
_ مش مهم ايدي تتكسر المهم اللى بينهم هما يتكسر ربنا ينتقم منك يالبني أنت وامك نجوة الحرباية وابوك مش مكفيكم انكم السبب فى اللى حصل لامى وكمان عاوزة تكشحيني من الشغل أنا بقي اللى هوريك مين هيمشي
كلما يراه أدم ينتفض قلبه بالسم الغاضب يريد أن يبرحه ضړبا حتى يكسر عظامه لكن والده يقف فى كل شئ لا يصدق أن أباه يقف فى صفه الى تلك الدرجة حتى أنه يريد أن يجعله يكمل دراسته ويجعله يمسك بعض مشاريعه
وقف أمامه يراقبه بضيق وهو يأخذ اموال الحساب حتى لمح صديقه رامي يأتى اليه فى الصيدلية ليشترى منه وبعد أن تكلموا كثيرا
نظر رامي بدهشة الى اسلام فهتف به
_ أنت يا تيييت مش عارف أوصلك تبقي أنت هنا ليه يا أدم مقولتليش
كز ادم على أسنانه عندما تقابلت عيناه مع اسلام الذي ينظر اليه باستحقار
لكن رامي سحب اسلام الى الخارج وقال
_ أنت تيييت ياض كل الفترة دي متكلمنيش وأنا قاعد أدور عليك
_ يعن أنت مش عارف
اللى أنا فيه
_ مامتك أخبارها ايه صحيح
_ لسة فى غيبوبة
_ ربنا يشفيها معليش ياحبيبي بكرة تبقي تمام شد حيلك أنت بس عشان لو شافتك بمنظرك دا هتتعب أكتر
أنتبه أسلام الى كلمه حبيبي فنظر اليه طويلا وصاد الصمت لحظات
فأردف رامي
_ بكره هاجى أفوت عليك عندى ليك مفاجأة
_ مش هعرف
_ يييه عليك
اسمع الكلام
قالها رامي وهو يهم بالانصراف الى سيارته وبقي اسلام ينظر اليه وهو يمشي من أمامه ويطلق بوق السيارة بطريقة مضحكه حتى أبتسم اسلام له فقابله أدم بضحكة من السيارة
جعلت قلبه يرتاح لدقائق حتى رأى يد فتاة تخرج من الشباك الاخر فانقلبت الابتسامه الى عبوس
فى اليوم التالى
ذهب اسلام مع رامي الى منزله بعد ألح عليه فكان يخشي من وجود سيف هناك ولكن استسلم بإلحاح رامي ولأن فضوله ينهكه بالتفكير أراد أن يعرف بأمر الفتاة التى كانت معه البارحة
دهش اسلام وهو ينظر الى هذا القصر الكبير ينظر يمينا ويسارا وأعلا وأسفل ويد رامي تسحبه الى غرفته
_ شوفوا مين هنا يااااه وحشتيني يااسلام قالها سيف وعلى وجهه ابتسامه ساخرة
تصلب اسلام كالرمح وهو يسمع هذا الصوت الممزوج بصوت الافعى الذي يخشاه فالټفت له وهو يزدرد ريقه بصعوبة
فقال رامي بسخرية
_ مش وقتك ياسيف روح كمل لعب مع البنات بتوعك دلوقتى
_ لا بنات ايه دلوقتى وإسلام موجود
نظراته الخبيثة وعيناه التى تشع بالحقد تشعره أنه يعرف بأمره بسره الذي يخفيه عن العالم
_ رامي أنت جيبني هنا اتهزق قالها اسلام بتماسك
_ سيبك منه ياعم تعالا قالها رامي وهو يمسك بيد اسلام يدخله غرفته ويغلق الباب فقد تضايق رامي من أخيه سيف وتصرفاته المحرجه
نظر اسلام الى الغرفة بعجب فيوجد بها الكثير من الامور التى يتمناه الجميع
شاشه عرض كبيرة موضوعة على حائط الغرفة العاب الفديو فى كل مكان
قام رامي بفتح الشاشة الكبيرة وقام بتوصيل لعبه به FIFA تحت عينان اسلام