رواية بقلم ساره مجدي
إيدك زاد مالى و ربنا فتح عليا يبقا كتر خير مين على مين يا عذراء
رفعت عيونها الباكيه إليه فها همنه أن يعبر عن حبه لها أن يقول لها مالا يشعر به هى قد أحبته و عشقت كل تفاصيله و حفظت كل عاداته و أصبحت تقلده أحيانا فهو دائما يستيقظ ليصلى قيام الليل و يظل جالس بجانب الشباك ينظر إلى السماء و بين يديه سبحه والده رحمه الله يسبح دون إنقطاع حتى صلاة الفجر يتوضئ و يقبل جبينها و يغادر لصلاة الفجر بالجامع استيقاظه باكرا يوم الجمعه و إعداد الإفطار و صوت القرآن الذى لا يتوقف إلا وقت الأذان و صلاة الجمعه و أخذه لعبد الرحمن معه إلى المسجد رغم صغر سنه حنانه و خضوعه إلى أمه دون إهدار لرجولته كل عاداته متى يأخذ حمامه اليومى ماذا يفعل قبل نومه كل شئ لقد ڠرقت فى كل تفاصيله و أصبحت تشعر مثله و ترى العالم كما يراه هو
أم جنه أنت كويسه مالك
لم تعد تحتمل لتنحدر تلك الدمعه الحبيسه التى أمسكتها كثيرا ليقترب منها سريعا و الخۏف يرتسم داخل عينيه و هو يقول
ليه الدموع أنت تعبانه في حاجه مزعلاكى
هزت رأسها بلا و هى تقول بحزن شديد
و غادرت من أمامه سريعا حتى لا تبكى أكثر حتى لا تقول مالا يجب أن يقال تمددت على السرير و هى تلوم نفسها
لتخبئ وجهها فى الوساده حتى لا يستمع لصوت بكائها الذى لم تعد تستطيع السيطره عليه
ظل هو جالس مكانه يشعر بالصدمه كلماتها ألمته بشده ألم تشعر به حتى الأن لا ترى منه غير فضل و تفضل عليها هى و أولادها و بدء عقله يصور له مواقف كثيره لها حين يذهبوا لشراء أى شئ لا تفكر أن تحضر لنفسها أى شئ و حين يطلب منها ترفض بعدم أحتياجها لشئ تفعل كل ما يريدونه هم لا تطلب هى شئ أخذ نفس عميق و هو يشعر بالهم يتثاقل داخل قلبه فتوجهه إلى الحمام و توضئ و وقف بين يدى الرحمن يطلب منه العون و راحه القلب و البال
يمكن نزل الورشه
لا مش فى الورشه و مخرجتش الشارع علشان أشوفه فى المحل علشان مأستأذنتش
ربتت عذراء على وجنة ابنتها التى تنفذ تعليمات والدها دون تهاون
نزلت عن السرير حتى تبدل ملابسها و ترى أين ذهب
فخرج من البيت و قام بفتح المحل و جلس فيه يفكر فى كل تلك الشهور التى مرت عليهم هى تتعامل معه جيدا تجعله يقوم بكل ما يخص الأولاد كما يفعل أى أب لأولاده حتى ذلك اليوم الذى قدم فيه أوراق جنه إلى المدرسه و حين تعاملت المديره معه بتجاهل لأنه ليس والد الطفله وقفت لها عذراء قائله بقوه
وقتها شعر أنه يود أن يحملها و يضعها فوق رأسه و يدور بها على كل إنسان على وجه الأرض يخبره أن تلك المرأه هى حبيبته زوجته و كل ما له فى الحياه
لكنه الأن لا يفهم ما بها
ملابس المدرسة ظلت عذراء تنظر إليه بعيونها المنتفخه التى تحمل عتاب كبير لم يفهم سببه هل هو عدم وجوده صباحا كعادته و خروجه دون أخبارها أم أن هناك شئ آخر لا يفهمه
قالتها عذراء بأمر و هى تشير للصغيره بأن تقترب منها
نظر إليها بأبتسامه صغيره وربت على رأسها و هو يقول
و من أمتى بابا موصلكيش و مجاش يخدك
ثم نظر إلى عذراء و قال
معلش خليكى هنا على ما أوصلها و أرجع او حد من الشباب يجى
هزت رأسها بنعم ليمسك يد الصغيره و غادر و هو يفكر كيف يحل كل ذلك أن هناك شئ يؤلمها كما يؤلمه و لابد من حل ذلك الأن
أوصل الصغيره و عاد سريعا ليجد أنور ذلك الشاب
الذى يعمل بالمحل موجود فيه ألقى التحيه عليه و صعد سريعا إلى الشقه بعد أن تأكد أنها ليست بالورشه أيضا سينهى الأمر الأن سيعلم ما بداخلها و يريح قلبه الذى يتألم لأجلها و بسببها و يريحها هى الأخرى مما يؤلمها لو كان هو السبب
وقف عند الباب
بابا أوبح
ليحمله بين يديه يقبل و جنتيه و يداعب معدته لتعلوا ضحكاته لتلفت أنتباه السيدتان إليهم و حين أنتهى من مداعبة الصغير الذى بكا من كثرة الضحك توجه عرفان إلى والدته و وضع الصغير على قدمها و أمسك يد عذراء و سحبها خلفه و هو يقول
خلى عبد الرحمن معاكى يا أمى شويه محتاج أم جنه فى كلمتين
كانت عفيفه تشعر بالاندهاش من حال ولدها لكنها أيضا ترى حاله و حال عذراء و تشعر أن هناك شئ ما بينهم
صعد بها إلى سطح البيت و دخل إلى تلك الغرفه التى تم فرشها ببعض الأثاث الذى كان موجود بشقتهم القديمه و أغلق الباب و هو يقول
مش هنخرج من الأوضة دى إلا لما أفهم فى أيه
نظرت إليه بحيره و عدم فهم و هى تقول
أنا مش فاهمه حاجه
مالك يا
عذراء أنا مزعلك فى أيه عيونك ليه ديما بتلومنى
قالها برجاء و توسل لم يتحمله قلبها خاصه مع نطقه إلى أسمها التى تمنت كثيرا ألا يتوقف عن نطقه و أن تظل طوال عمرها تستمع إليه
ليقطب جبينه و هو يتوجه ليجلس بجانبها و قال بصدق
من كل قلبى و محبتش قبلك و لا هحب بعدك
رفعت عيونها إليه و قالت پألم
بتحبنى علشان أنا عذراء و لا علشان أنا أم جنه و عبد الرحمن
ليبتعد بظهره إلى الخلف قليلا و هو يستوعب ما بداخل قلبها و الحقيقه ټصفعه بقوه أنها لا تعلم مكانتها لديه و داخل قلبه ترى أهميتها لديه فى أولادها فقط
ابتسمت إبتسامه صغيره ثم قالت بخجل
طيب ليه على طول بتقولى يا أم جنه هو أنا أسمى وحش
بخاف
قالها سريعا لتقطب جبينها باندهاش ليكمل موضحا
بخاف أنطقه قلبى يتعلق بيكى أكتر بخاف أقوله مقدرش أبطل أنادى بيه كنت خاېف أكون أنا بس اللى بحبك هو أنت بتحبينى
لتهز رأسها بنعم و هى تنظر أرضا ليهمهم برفض و قال
عايز أسمعها و لا مستحقهاش
رفعت عيونها تنظر إليه و قالت بصدق
تستحق الدنيا كلها تستحق حبى و قلبى و روحى و عمرى تستحق كل حاجه حلوه فى الدنيا
بدأت الحياه تختلف منذ ذلك اليوم و بدء الحب يظهر فى كل معاملاتهم كلماتهم و نظرات عيونهم فكل شئ كان جميل و سهل و مريح و الأن أكثر جمالا و سهوله و راحه
مرت السنوات و ها هى جنه فى سنتها الأخيره بالجامعه تنتظر النتيجه و أصبحت تمسك أمور المحلات و الحسابات و عبد الرحمن فى الشهاده الثانويه و لكنه أصبح رجلا يعتمد عليه صديق والده و يده اليمين فى العمل رغم صغر سنه و أصبح السند داعم لوالدته و أخته كما رباه عرفان رجل حقيقى كانت عذراء كلما شاهدته تشعر بالفخر فكم يشبه والده فى كل شئ نفس حركاته و يتحدث مثله تماما كانت جدته لتفخر به بشده كانت عذراء تفكر فى كل ذلك و هى تقف على باب غرفة إبنها تنظر إليه و هو ينهى صلاته قبل أن يذهب إلى إمتحانه و حين رفع رأسه إليها قالت بأبتسامه ثقه
طبعا منمتش مش كده
ليقف سريعا و اقترب منها و قبل يديها و رأسها و هو يقول بأقرار مرح
طبعا ما أنت عارفه إبنك بقى خلصت المذاكره و صليت قيام الليل و
و أكملت هى عنه
و فضلت تسبح و تستغفر و تقرأ قرآن لحد الفجر
ليخفض عبد الرحمن رأسه بخجل لتربت على كتفه و هى تقول
أبوك عرف يربى ربنا يبارك فيك يا حبيبى
ليقبل يدها من جديد لتكمل هى كلماتها
بابا مستنيك روحله على ما أصحى جنه و أجهز الفطار
جنه صاحيه يا ست الكل مش عبد الرحمن بس إللى بابا عرف يربيه
قالت جنه ذلك ببعض الضيق لتضحك عذراء على غيرة ابنتها على والدها حتى من أخيها و علت ضحكاتها حين قال عبد الرحمن
يا بنتى أكيد بابا عرف يربيكى ما هو بابا أصلا شاطر لكن أنا الراجل يعنى أنا إللى شبهه
ثم تركها و غادر بعد أن أخرج لسانه لها لټضرب جنه الأرض بقدمها و هى تقول
شايفه إبنك يا ست ماما
شايفه يا قلب ماما كل يوم نفس الخڼاقه روحى يا حبيبتى لبابا و هو هيحل المشكلة دى زى كل يوم و تركتها و دخلت المطبخ
قالت عذراء باستسلام لذلك الشجار اليومى من منهم يشبه عرفان أكثر و رغم غيرتها الشديده على عرفان و على أن أولادها لا يشعروها بذلك الحب الكبير كوالدهم إلا أنها فى غاية السعاده من تلك العلاقه القويه بين أولادها و والدهم
كان عرفان كالعاده يستمع إلى ذلك الشجار و هو مبتسم أن ذلك الشجار له فائدتان الفائده الأولى يجعل قلبه ينبض بالحياه و يشعر بالسعاده أن له حقا أبناء يحبونه و يتنافسون على قربه و الفائده الثانيه أنه يجعل صغيرته تحتاج إلى الدلال و إثبات مكانها بقلبه فتفتنه كل يوم عن اليوم الذى يسبقه و تجعله يشعر أنه مازال شاب صغير عليه أن يثبت لمحبوبته كم هو يحبها و مغرم بها
أجتمعوا جميعا على طاولة الطعام بين مرح لا يتوقف من عبد الرحمن و صمت من جنه و لأول مره و ذلك أقلق عرفان و عذراء بشده و حين أنتهوا من تناول الإفطار ذهب عبد الرحمن مباشره إلى مدرسته تلحقه دعوات والديه أن يوفقه الله فى امتحاناته
كانت جنه مازالت سارحه ليناديها عرفان بهدوء لتنظر إليه بتردد و قلق ليقطب جبينه و هو يقول
مالك يا بنتى فيكى أيه
اخفضت جنه رأسها و هى تقول بخجل
أصل يا بابا أقصد يعنى فى الحقيقه
لم يعد يحتمل و التوتر و القلق وصل إلى أشده نفخ بضيق و هو يقول بشئ من العصبيه
فى أيه يا بنتى قلقتينى
و كذلك كان حال عذراء التى تقف عند باب
المطبخ لكنها ظلت صامته تنتظر