رواية عيناي لا ترى الضوء بقلم هدير محمد
طلعوها من المستشفى كلها... و انا مش هتعصب لكن طول ما هي قدامي كده هتعصب و هكسر المستشفى على الكل... خليها تخفى من وشي لأني حرفيا مش طايقها
كلامه كسرني جدا و جيت اخرج راحت يارا مسكت ايدي و قالت
أيلين هتفضل قاعدة هنا
تمام يبقى خلاص انا اخرج
حاول يقوم و فضل يفك في المحاليل المتركبة في ايده
راحت رغد منعته و هو لما شافها اتفاجىء جدا
اقعد يا سليم مكانك متقومش عشان ناس... صحتك أهم و ارتاح كده و بطل كلام أنت لسه صاحي
شوفت في عينه فرحة كبيرة أول مرة أشوفها لما شاف رغد جمبه... اول مرة اشوف الابتسامة مرسومة على وشه كده و عيونه بتلمع لما شافها
أخيرا جيتي !
طبعا لازم أجي الحمد لله على سلامتك يا حبيبي
حاولت اتخطى منظرهم سوا و طريقة كلامه اللينة معاها... مقدرتش اقعد و خرجت بره عشان هو عايز كده
رغد اطلعي بره و ابعدي عن سليم
رغد مش هتطلع فاهمين كلكم رغد هتفضل هنا
انا مصډوم جدا بسببك يا سليم... يعني انت تطرد مراتك و دي تقعدها معاك عادي !!
اهي دي يا قاسم اللي كنت عايز اتجوزها... بس كلكم وقفتوا ضدي و اتجوزت وحدة تانية خااالص مكنتش متوقع تبقى مراتي و مش عايزها
ربنا يهديك و تصدق كلامنا اللي قولناهولك زمان... على العموم الحمد لله على سلامتك
سليم لما تعرف الحقيقة كاملة ابقا متزعلش... أيلين عملت عشانك كتير بس انت مش بتقدر
و مشيت يارا كمان و أبوه بصله بحزن و مشي
فكك منهم المهم دلوقتي... اجبلك تاكل
اه ياريت
خرجت رغد و لقيتني قاعدة بره فقالت بإستفزاز
واضح أن سليم كان هيطردني انا ههههههه شوف دلوقتي مين اللي قاعدة بره
الفرق بيني و بينك أني انا بحس و عندي كرامة الدور والباقى على اللي كرامتها بندور عليها و مش لاقينها
بت إنتي انا سكتالك من بدري
ايه هتعملي ايه يعني... مالك بصالي كده ليه !! اقولك روحيله يلا امشي من هنا يا حلوة
مشيت رغد و جابت أكل ل سليم و دخلت عنده
و انا قاعدة على الكرسي بره...
شيفاه من شباك الأوضة وهو بيضحك و بيهزر معاها
عنده حق في
كل كلمة قالها... هو بيحبها هي... انا مجرد وحدة أهله اجبروه أنه
يتجوزني... بس برضو انا مستاهلش المعاملة دي !!
عيطت... لاني شايفة جوزي مبسوط معاها... سليم عمره
ما بصلي زي ما بيبصلها كده...
هو بيحبها زي ما قال بنفسه و عايزها هي... أما أنا لا...
و أنا حاطة ايدي على وشي و بعيط... لقيت حد حط ايده على كتفي كان أبوه
بس يا عمي كنت جوزتهاله و خلاص... هو بيحبها و عايزها... مش شايف شكله اتقلب 180 درجة ازاي و بقا في قمة سعادته مجرد ما شافها... هو عايز يتجوزها... ليه اجبرته يتجوزني... اشمعنا انا يعني يعني لو انا مكنتش موجودة في حياته... أظن كان هيبقى أسعد من كده
أولا متقارنيش نفسك بحد... ثانيا لو الزمن رجع هختارك إنتي و بس... تعرفي ليه
ليه
عشان مشوفتش حد بأخلاقك و لا بأدبك إنتي مفيش حد أحسن منك يا أيلين
شكرا على ثقتك فيا... بس يا عمي سليم مش بيح...
انا عارف و متأكد أن سليم هيحبك إنتي و هتشوفي بنفسك و متزعليش منه هو واحد عصبي شوية... بس طيب و دماغه الناشفة عايزة تتكسر
يا بنتي مالك بټعيطي ليه
مفيش حاجة
عايزاها تخرج من عنده
لا مش قصدي....
و حياتك دموعك دي لإخرجها من عنده حالا
و دخل عند سليم
ايه انا قطعت القعدة الحلوة دي
لا مفيش
رغد...
نعم يا عمي
أمك بتولد
بجد !
اه شوفتي انا لسه شايف الإسعاف جاية من عندكم سألت واحد قالي أن امك بتولد
طب... طيب يا سليم انا لازم امشي
مشيت رغد جري و سليم قال لابوه
على فكرة أمها لسه في الشهر الرابع
ما انا عارف
اومال قولتلها ليه أمك بتولد
يا ابني افرض كانت بتولد صح و بنتها قاعدة هنا معاك... مين الأحق بالرعاية يعني أنت و لا أمها !
انا عارف أنت مشيتها ليه... المهم انا عايز أخرج من هنا
هشوف هل الدكتور يكتبلك خروج و لا لا... أيلين تعالي هنا
أبوه دخلني و قالي
بصي تاخدي بالك منه كويس تحطيه في عينك بدل ما أزعل منك
حاضر يا عمي
خرج أبوه و سابنا إحنا الإتنين... سليم لما شافني دخلت كشړ و نفخ بضيق و بص بعيد
فيه حاجة اقدر اجيبهالك
لا مفيش
قعدت على الكنبة الموجودة في الأوضة
لقيته بيحاول يقوم فقومت اسنده... بعدني عنه و قال
مش عايز مساعدة منك
سليم ممكن تحط خلافاتنا دي على جمب... انت تعبان دلوقتي
و لما احطها على جمب هل ده هينسيني أنك خاېنة !
قول اللي انت عايزه عندك حق لكن انا مش هضايقك...
إنتي وجودك في حياتي هو السبب الأول اللي مخليني مضايق...
مالك مش عارفة تردي مش بتردي عشان إنتي عارفة كويس أن ده حقيقي... أنا مش بطيقك بجد !
كلامه صعب معايا بس مرضيتش أرد... أبوه رجع و قاله
سليم الدكتور كتبلك خروج
طيب يلا خرجوني عشان اتخنقت من المستشفى دي
خرج سليم من المستشفى و ركب عربية قاسم يوصله البيت و أنا كذلك
طول الوقت هدوء تام... ببص على سليم... شيفاه مضايق و ساكت... عايزة اتكلم معاه بس معرفتش... فجأة قاسم ركن العربية على جمب و قال
في صيدلية قريبة هنا... هنزل اشتري ادويتك يا سليم... خليكوا انتوا هنا
طيب بس متتأخرش...
خرج قاسم... بقينا أنا و سليم لوحدنا... كل شوية سليم ينفخ بضيق و يبص في كل ركن في العربية
ايدك ۏجعاك صح اكلت ولا انزل اشتريلك أكل
ملكيش دعوة...
سليم أنت تعبان... ياريت تبطل عناد...
انتي اللي عنيدة... بقولك ايه اسكتي و مسمعش صوتك حتى... أنا مش عارف جايبة من فين العين الواسعة اللي بتكلميني بيها دي... مش مكسوفة من نفسك
مش هتكسف من نفسي لأني معملتش حاجة...
نفس الأسطوانة... أنا محدش لمسني... أنا معملتش حاجة... أنا مظلومة... مش عندك جديد ولا هتفضلي تكرري الكلمتين اللي ملهمش أي تلاتين لازمة دول...
أنا مش هرد عليك... و قول اللي تقوله... كده كده أنت بكرهني ف مش هيفرق معاك زعلي من كلامك ده... أنا اتأكدت النهاردة أنت بتحبها اد ايه...
اه بحبها جدا... بس منمتش معاها زي ما انتي عملتي... آلاه صحيح يا أيلين... النونو بدأ
يتحرك في بطنك ولا لسه... طب عرفتي نوعه ايه... طب لو طلع ولد هتسميه ايه
ا أيلين تاخدي بالك منه كويس سليم أمانة عندك و انا هاجي اطمن عليه
تمام يا استاذ قاسم
بقيت انا مسئولة عن سليم بأكله و باخد بالي منه و بخليه ينتظم على العلاج و كان قاسم و أبو سليم بيجوا كل يوم يطمنوا عليه
مع الوقت سليم كان بيتحسن... لكن هو مش طايقني حرفيا و كل يوم يتخانق معايا و مش برد عليه و بطلت أدافع عن نفسي
و بيجرح في حقي و كنت بستحمل و بدوس على نفسي كتير
كل يوم أدعي ربنا ان
الحقيقة تظهر و واثقة ان هيحصل كده
في يوم و أكيد هيجي يوم سليم يعرف أن طول الوقت كنت بقول الحقيقة
عدى شهر و إحنا الإتنين طول الوقت مش بنتكلم أبدا يادوب بعمل اللي هو عايزه و بس
صبرت كتير لإن بعد الصبر فرج... بس طبعا طاقتي هتخلص يعني محدش هيستحمل كل شكوكه فيا دي...
في يوم في الليل كان هو في البلكونة جيت عنده بمج الكابتشينو اللي بيحبه و كوباية مية و معايا العلاج اللي بياخده
اتفضل
شرب حبة من البرشام... بس كان مزاجه معدول شوية ابتسم وقالي
شايفة منظر النجوم و القمر منظرهم تحفة
بصيت على السماء و قولت
اه فعلا منظرهم جميل
تعرفي انا نفسي في ايه حاليا
نفسك في ايه
مسك ايدي و لمس على شعري و قالي
نفسي اصحى في يوم كده ملقكيش في البيت... نفسي افتح عيوني و الاقيكي اختفيتي من حياتي كلها تبقي مش موجودة كده... تخيلي كم السعادة اللي هكون فيها !! نفسي جداا اليوم ده يجي
سحبت ايدي من ايده و قومت و قولت
أنت عايز كده
عايز كده اويييييييييي
مشيت و دخلت أوضتي و قفلت الباب و بقيت اعيط بطريقة فظيعة طول الليل
ياربي انا عملت ايه لكل ده من كتر شكه فيا بقيت انا بشك في نفسي فعلا... مش قاردة والله طاقتي
كلها خلصت انا اتكسرت !! انا استحملت كتييير استحملت و دوست على نفسي اكتر من مرة اعمل ايه تاني ! كل كلامه في حقي و في شرفي بيكسرني و بيجرحني أوي... لغاية هنا و كفاية !!
فتحت الدولاب و طلعت شنطة كبيرة و حطيت فيها هدومي
أيوة انا قررت امشي... كده كده انا مش هقعد مع واحد مفكر أني خاېنة و كل مرة يقول عني كلام محصلش
سيبت رسالة ل سليم إذا قرأها يعني... و لبست و أخدت الشنطة و هو كان نايم و تسللت و خرجت من البيت و مشيت وانا ناوية أني هختفي فعلا و مخليش حد يعرف انا روحت فين و رميت الخط بتاعي...
تاني يوم......
سليم صحي و خرج من اوضته و غسل وشه و عمل فطار لنفسه بعد ما خلص أكل لاحظ أن أيلين لغاية دلوقتي مخرجتش من اوضتها
و انا مالي بيها تخرج أو متخرجش مليش دعوة في الحالتين... بس كل يوم كنت اصحى لاقيها قاعدة هنا في الصالة... و لا تكون زعلت من كلام إمبارح و قررت تحبس نفسها جوه الأوضة .... و انا مالي براحتها هي
من أول الصبح لغاية العصر سليم لاحظ أن أيلين مخرجتش ولا مرة من الأوضة !!
راح عند اوضتها مسمعش اي صوت ليها
قرر يفتح الباب و بالفعل فتحه و اتفاجىء لما لقي أيلين مش موجودة !!
دور عليها في البيت كله ملقيهاش و أخد باله ان فيه ظرف كان على سرير أيلين ف أخده و قبل ما يفتحه نادى على البواب
يا اشرف يا أشرف
نعم يا أستاذ
هي المدام نزلت من شوية
معرفش يا أستاذ
يعني مشفتهاش و هي نازلة
لا يا أستاذ... اه صح فيه بنت بتسأل عليك
مين دي
معرفش بس هي مصرة تشوفك
طب خليها تيجي
تمام يا أستاذ
جات البنت سليم كان أول مرة يشوفها
مين حضرتك
انا ابقى بنت خال أيلين
طب اتفضلي...
تشربي ايه
لا
مش مهم انا جايلك في موضوع مهم لازم تسمعه بسرعة
تمام قولي
عرفتي ازاي اساسا مين عرفك الحوار ده أساسا
انا هحكيلك كل حاجة... انا اسمي نور دكتورة صيدلانية ابقى بنت خال أيلين و أخويا مروان بيحب أيلين من زمان وكان عايز يتجوزها... فلما أيلين اتجوزتك هو أخترع حكاية دي عشان تطلق أيلين وهو يتجوزها وهو متفق