الثلاثاء 07 يناير 2025

رواية غيوم ومطر للكاتبة داليا الكومي

انت في الصفحة 14 من 40 صفحات

موقع أيام نيوز

فوات الاوان فبمجرد ان نبذها من حياته عمر عاد الي الامارات وصفي اعماله في القاهره كانت تسترق السمع الى اخباره من خلف الابواب لم تجرؤ يوما للسؤال عنه ولم يتحدث احدهم عنه امامها بإستثناء اسيل في بعض المرات القليله التى لم تكن تسيطر فيها علي لسانها الثرثار لكنها علمت انه نجح وبشده واصبح له اسم في دنيا الاعمال واليوم عاد مع خطيبه تفوقها مالا وجمالا وحياه نعم نوف حيه اما هى فمجرد تمثال من الشمع تخشي الشعور بالحراره لانها تعلم انها سوف تذوب كما الشمع اتجهت الي فستانها الملقي علي الارض وحملته قرب قلبها لو فقط كانت ارتدته في الوقت المناسب لربما كانت تجنبت سنوات الشقاء التى تمر بها الان انه دورها الان لتشرب من نفس الكأس التى سقتها لعمر انه الحب بلا امل والاسوء انه مطعم بالغيره عمر لم ينسى حبها فقط بل احب غيرها وربما بنفس درجة حبه السابق لها مؤسفا جدا ان الانسان لا يدرك قيمة ما يملكه الا بعدما يفقده لو يعود بها الزمن الي الوراء لكانت حملت عمر بين طيات قلبها كما كان يفعل معها علمت ان ايام النوم قد ولت وانها ستعانى الارق لما بقي لها من عمر فلا ينام الا خالي البال اسبوع يفصلها عن حلم عمرها الذى اكتشفت اليوم انه سراب ولا يستحق حتى ثمن الحبر الذي سوف تخط به شهادتها لو تستطيع ابدال الماجستير وشهادة الكليه بيوم واحد من حب عمر لما ترددت بل ولكانت هى الفائزه مدهش كيف يتبدل الانسان ويعيد ترتيب اولوياته فيكتشف انه قضي عمرا يبحث عن السراب اعادت الفستان بعنايه الي الخزانه وجمعت كل هدايا عمر لها بحرص ودللتها جيدا فهى الان كل ما تبقي لها منه وربما تكون احداها مازالت تحمل رائحته عالقة بها اليوم لاحظت نظرات عمر ابن خالتها لمياء الى رشا وهى تعلم انها مسألة وقت قبل ان تستسلم رشا لسلطان الهوى الجميع يواصل حياته ويعيش ببساطه اما هى فقد اعدت نفسها لسنوات العڈاب القادمه فعلي كل حال هى تستحقها وبجداره  
ماما ماما فين التايور الاسود بتاعى عاوزه ابعته المغسله عشان المناقشه سوميه لاحظت توترها فهدئتها بلطف اهدى يا فريده وبطلي توتر التايور راح المغسله وهيرجع بالليل نعم
بالفعل هى متوتره اعصابها مشدوده وكأنها وتر مشدود علي اشده وسوف يقطع في أي لحظه الاحداث كلها تسبب لها التوتر عودة عمر مع مناقشتها كانت اشد من احتمالها المناقشه بعد غد وهى ليست مستعده بالمره هى وضعت نفسها في قالب من الثلج والشعور بالحراره ېؤذيها للغايه ربما يذيب الثلج من حولها فيجعلها غير محميه لابد وان تهدأ والا ستسبب التوتر للجميع لم يعد يشغل بالها الحصول علي درجة الماجستير واصبحت الرساله مجرد تمثيليه هى مضطره لحضورها اه لو تستطيع الاختفاء بعيدا عن الجميع 
انها في صدد ذلك بالفعل الاعلان الذى قرأته في الكليه امس عن فتح باب البعثات الخارجيه سوف يمنحها المهرب الذى
تريد كانت تعلم ان البعثات الدراسيه لا تستغرق وقت طويل لانهاء اجراءات السفر فالترشيح قد تم وهى تعلم انها اختيرت من قبل رئيس القسم سوف تكمل الدكتوراه في الولايات المتحده لكن الحړب مع عائلتها ستبدأ منذ الان واعدت نفسها لها فمن سيسمح لها بالسفر مطلقه ووحيده الجميع سيظن انها تتقدم في حياتها العمليه وتحصد الشهادات الشهاده تلو الاخري سيظنون انها مازالت تلك الانانيه التى اعتادت ان تكون وستترك منزلها ووالدتها وشقيقتها في سبيل تحقيق مجدا علمى يضاف الي رصيدها لكنه لا يعلمون انها ترددت طويلا في قبول البعثه بل وكانت شبه اكيده من الرفض فيكيفها غربه في وطنها ولم تكن تحتاج لوضع الاف الاميال بينها وبين من تحب لكن رؤيتها لعمر مع زوجته المستقبليه غيرت قرراها بالرفض لن تجلس لتراه متزوج ولديه اطفال من غيرها لن تتحمل سماع خبر نوف حامل او نوف رزقت بطفل لن تستطيع مقابلة طفل صغير في أي مناسبة عائليه وتراه يحمل ملامح عمر طفل لم ولن يكون لها فهى اختارت الا تحمله له 
لن تراه يهتم بزوجة اخري يهتم بكل تفاصيلها وتراه يحتويها وهى تدرك جيدا انها لم يعد لها الحق في المطالبه بذلك 
الايام الماضيه كانت دربا من الچحيم وهى تسمع من الجميع عن الولائم التى تعد ابتهاجا بزواج الغالي عمر كلما التفتت كانت تسمع عن عزومه لغذاء او لعشاء علي شرف عمر  
جلست في صمت تنتظر مرور الايام وتعد تنازلي لوقت هروبها الابدى الي الولايات المتحده حيث لن تري عمر هناك او تسمع اخبار زواجه  
واخيرا يوم المناقشه اجهدت للغايه واعدت اللمسات الاخيره لاول مره تدير امر يخصها بنفسها رسالتها للماجستير كانت بعنوان الحديث في علاج سړطان الډم لدى الاطفال الان تري ان أي نجاز حققته لم يكن يستحق العناء كانت تريد ان تبادل حياتها بحياة أي انثي سعيده من يريد حياتى فليأخذها ويعطينى مكانها بعض السعاده مفاجأت اليوم كانت عديده ويصعب حصرها سلسلة المفاجأت بدأت بشخص طويل يحمل باقة ورود ضخمه تغطى وجهه بالكامل ويعترض طريقها بغباء ارادت ان تصرخ في وجهه فمزاجها لم يكن ليحتمل غباء الاخرين تحملت الي اخر طاقتها لكن ذلك الغبى كان مازال يعترض طريقها ويمنعها من المرور ارادت ان تركله في ساقه فربما يزيح تلك الباقه الغبيه من طريقه ويري امامه بصوره جيده وعندما لم يتحرك من طريقها صړخت بعصبيه شديده شيل الزفت ده من علي وشك خليك تشوف طريقك زهقتنى لدهشتها سمعت ضحكات مكتومه تصدر من خلف الباقه وكأن صاحبها يجاهد كى يخفيها ولكن عندما لم يستطيع التحكم فيها اكثر من ذلك استسلم ونحى الباقه جانبا وهو مازال يضحك المفاجأه احضرت الدموع لعيونها فصاحب الباقه الضاحك لم يكن سوى شقيقها محمد الذى فاجئها بحضوره من السفر بدون شعور القت نفسها بين ذراعيه بفرح غامر رؤيتها لمحمد اعطتها الكثير من الدعم قال لها باكيا مكنش ممكن ابدا افوت يوم مهم زى ده اختى الصغيره بتناقش بزمتك كان ممكن ما احضرش الدموع كانت تنهمر من عيونها بغزاره هى دعت عائلتها ليكونوا بجوارها ليشاركوها فرحتها لكنها لم تتوقع ابدا تلك اللفته المذهله من محمد لا بل وكان اول الحاضرين محمد مسح دموعها بحنان اخبرها ضاحكا مش معقول هتناقشي بمناخير بالونه فريده بدأت تجفف الدموع وهى تبكى وتضحك في نفس الوقت كانت سعيده للغايه وسعادتها لا توصف ارادت شكره لكنها منعها بلطف لا يا فريده انا اللي جيت اشكرك لو فاكره انى مش مقدر تضحيتك عشانى وعشان احمد تبقي غلطانه انا عارف كل حاجه يا فريده كويس وعارف كويس انتى عملتى ايه لولاكى مش هقول كان زمان احمد ماټ لا الاعمار بيد الله لكن انتى حسنتى حياته ومنعتى عنه الالم والحزن لولاكى انا كنت سبت الكليه ويا عالم كنت هرجع ليها امتى لولاكى كان زمان ماما مرضت بكل امړاض الدنيا ويمكن رشا مكنتش كملت تعليمها يبقي بتشكرينى علي ايه انا اللي مفروض اشكرك 
انتى تعرفى ان عمر
كان بيدفع مصاريف كلية رشا لحد ما خلصت طيب تعرفي انه هو اللي جابلي الوظيفه في مستشفي ابو ظبي العسكري كفايه كلام في الماضي ركزى في مناقشتك وتألقي انتى تستاهلي يا حبيبتى يا الله كم منحها محمد الدعم الذى كانت تحتاج اليه ربما كانت انسحبت وتركت القاعه ولم تكمل اليوم فهى
كانت بلغت الحد عمر مازال يطوقها بصنيعه علي الرغم من دنائتها معه الا انه تعامل بأخلاقه لا أخلاقها هى باقى المفاجأت توالت تباعا فوجئت بحضور نور التى دخلت الي القاعه علي استحياء لم تكن تتوقع ان يحضر احدا من عائلة خالتها منى لكن حضور نور غير مفاهيمها تماما خلف نور دخلت خالتها منى شخصيا وهى تتأبط ذراع ووالدتها خالتها تجاوزت مرارتها وحضرت لتهنئها كم كانت تشعر انها صعلوكه حقيره امام كرم اخلاق خالتها نظرات الفرح علي وجه نور لدى رؤيتها لمحمد كانت مفضوحه بصوره كبيره فريده خشت ان يتوقف قلبها من مفاجأة رؤيته فالمفاجأه كانت شديده للغايه والدتها لم تتمالك نفسها وصړخت من الصدمه فمحمد اخفى حضوره جيدا وفاجأ الجميع  
رؤيتها لمحمد ورؤيتها لخالتها اثارت شجنها للغايه فمحمد تكبد عناء السفر من اجل دعمها وخالتها صفحت عن اسائتها لوحيدها وحضرت تستند علي ذراع والدتها في اثبات صريح علي ان الډماء لا تتحول ابدا لماء دموعها الغزيره تسببت في تلطيخ وجهها بلطخات سوداء من كحلها شديد السواد الذي اختارت وضعه اليوم الكحل الداكن كان كل زينتها لليوم وهاهى افسدتها اتجهت الي دورات المياه كى تصلح ما افسدته الدموع بعد محاولات مضنيه تمكنت من تنظيف وجهها فالكحل اثبت انه من نوع جيد وازالته بصعوبه غسلت وجهها جيدا واعادة هندامها الي وضعها السابق ربما رؤيتها لمحمد هى ما اعادت الډم لوجهها الشاحب او ربما فركها لوجنتيها لازالة الكحل عنهما هى ما اعادت اللون اليهما لكن النتيجه ان وجهها استعاد بعضا من حمرته المفقوده اعادت وضع كحلها ولمعت شفتاها بمرطب وردى شفاف يحميها من الجفاف فرهبة الموقف اليوم تسبب جفاف جسدها بالكامل حجابها الوردى تناغم من وجنتيها الورديتان وبلوزتها الورديه التى اختارت ارتداؤها تحت تايورها الاسود القت نظره اخيره علي هيئتها وعندما اطمئنت الي مظهرها استعدت للتقييم القادم على باب الخروج اصطدمت بفاطمه صديقتها سلسلة مفاجأت اليوم مازالت تعمل بكامل طاقتها رؤيتها لفاطمه ادهشتها للغايه فهى لم ترها منذ اخر سنة الامتياز فاطمه كانت متأنقه كعادتها بادرت فريده بتحيه حميمه مبروك يا فريده فرحتلك والله انا كنت جايه القسم عشان احضر محاضره شفت بانر مناقشتك بالصدفه قررت اهنيكى ما شاء الله عليكى خلصتى الماجستير وهتترقي مدرس مساعد وانا لسه يدوب هدخل الجزء الاول انا كمان اخدت نيابة اطفال بس انت بقي عارفه الصحه وحبالها الطويله ظهور فاطمه الغير متوقع اربكها اجابتها بارتباك ربنا يوفقك فاطمه اكملت پحقد لكن السنين مش باينه انها بتمر عليكى ده انتى احلويتى عن زمان ايه اتجوزتى تانى 
فريده اجابتها بالنفي انها تريد الخلاص من فاطمه مازالت تحملها ذنب طلاقها ومع انها تدرك جيدا انها المذنبه الوحيده لكن رؤيتها لفاطمه تؤلم معدتها وتؤلم ضميرها اعتذرت منها بلطف وتعللت بالجمع المنتظر لكن حجتها اثارت المزيد من حسد فاطمه التى حسدتها علي انهاء درجتها العلميه قبل بسنوات علي المنصه الصغيره
13  14  15 

انت في الصفحة 14 من 40 صفحات