روايه ل دينا نصر
تشعر بالحزن وتكره جدها أكثر فأكثر فهي ذهبت له كي تطلب منه أنها بحاجة لدرس خاص في مادة الرياضيات والفيزياء ووقتها اقتربت منه ورأت نظراته التي تنقلب دوما عند رؤيتها ووجدته يقول لها بقسۏة ما أن رآها
ماذا تريدين يا ابنه سلمي
بلعت ريقها بصعوبة وهي تكره أن تحتاج لطلب منه وقبل أن تفتح فمها ظهرت ماريهان وهي احدي بنات أخوالها وقالت للجد بدلال
فنظر لها جدها وابتسم قائلا لها
حبيبه جدك تعالي بالداخل يا ابنه الهلالي واطلبي ما تشائين وقدر ما تشائين
فابتسمت ماريهان وقالت له بدلال
مدرس الفيزياء الذي أحضرته لي لا يعجبني وأريد مدرس أخر وأيضا أريد مدرس أخر لمادة التاريخ وأخر
في
فضحك جدها متجاهلا حور تماما وهو يقول
قالها ونظر لحور بقسۏة شديدة لذا أقسمت أنها لو ستموت لن تطلب شيئا أبدا من هذا الرجل
ومرت الأيام وبالفعل أنهت حور دراستها الثانوية وقد نجحت بدرجة مشرفة ووجدت بنات أخوالها قد نجحوا لكن بدرجات مخزية بالنسبة للدروس الخصوصية التي استهلكوها ومما أغاظها لم يعبئ جدها حتى ليسألها عن نتيجتها لكنها كانت تعرف أنه يعلم أنها نجحت بتفوق لذا أثناء وجبات الطعام كانت تحدق به مرفوعة الرأس ورأته ينظر لها بتحدي ويهنئ بنات أخوالها وانه سيهديهم هدايا لاجتهادهم بالثانوية ولا بأس بالدرجات فهو سيساعدهم لدخول الجامعات الخاصة التي يريدون دخولها مما قطعها ذلك إربا و كانت حزينة لماذا يكرهها هكذا !! ولماذا إذن قبل بها عندما أتت والدتها ترجوه إذا كان سيعاملها بتلك الطريقة فصعدت غرفتها ومكثت بها وذكري أوس معها كانت تداعب خيالها كل ليلة وكانت ترفه عنها فأوس شخص دافئ وقد اهتم بها فهو الوحيد الذي عاملها جيدا في تلك العائلة ولم تراه منذ أخر مرة فلقد انشغل بالعمل وكانت أثناء وجبات الطعام تستمع لأخباره من خلال جدها وأنه أبلي جيدا بطريقة لا تصدق وجدها يمدحه كثيرا لاستيعاب العمل سريعا ومرت الأيام سريعا وهي قدمت بنفسها أوراق التنسيق ووضعت كلية الهندسة في المقدمة وكانت في انتظار خطاب القبول بسعادة فدرجاتها تؤهلها لهذا وأيضا تعرف أنها عند دخول الجامعة فستبقي بالمدينة الجامعية ولن تضطر لرؤية هذه الوجوه البغيضة لوقت طويل وذات ليلة بعد انتهاء العشاء تسللت لتركب فرسها المفضل و ارتدت الحجاب وهي تفكر بأوس بحنين وعندما أنهت جولتها عليه ذهبت لتعيده مكانه بحذر فلقد استمتعت كثيرا فهي لم تقرب الإسطبل منذ أخر مرة رآها أوس لكن لسوء حظها رأتها نهي ابنة خالها سالم التي شهقت قائلة
أيتها الحمقاء ماذا تفعلين سوف أخبر جدي علي الفور
فنهي تصغرها بأربع سنوات علي الأقل وقبل أن تتفوه حور بكلمة واحدة ركضت نهي للداخل أما حور شعرت بالضياع اللعڼة سوف يعلم جدها بالأمر وهي ليست مستعدة لأي عقاپ قد ينزله عليها فظلت حور واقفة مكانها لا تعلم ماذا تفعل وبعدها وجدت نهي تقترب منها وتخبرها بعجرفة وهي ترميها بنظراتها الكريهة
تنفست حور بعصبية ثم نظرت لنهي ببرود شديد و تحركت ذاهبة نحو مكتب جدها وكانت ترتجف من الخۏف وفي تلك اللحظة شعرت باليتم ليس هناك أم أو أب تحتمي به فجدها سيعنفها دون رادع شعرت بالدموع تترقرق في مقلتيها لكنها مسحتهما سريعا ورفعت رأسها عاليا وقالت بصوت خفيض لا يسمعه أحدا غيرها
وبالفعل دخلت المكتب ووجدته جالس علي مكتبه وقال بنبرة غاضبة
هل ما أخبرتني به نهي صحيح
رفعت رأسها وردت بشجاعة
أجل لقد أخذت نزهة بالخيل
ضحك بسخرية ثم قال بقسۏة وڠضب
إذن أنت غبية كوالداتك ولا تعرفين الذي يصح والذي لا يصح وتريدين تلطيخ سمعة العائلة أمام جميع الخدم أنا سأحرص علي عقابك جيدا حتى لا تتمادي مجددا
أنت ممنوعة من إكمال دراستك بالجامعة فأنت لا تستحقين العناء هيا اذهبي إلي غرفتك
شعرت حور كأن أحدهم أطلق عليها الړصاص فكل أحلامها التي تحملت من أجلها المكوث في ذلك القصر اللعېن قد تحطمت للتو لكنها لن تسمح له بتذوق لذة انتصاره عليها فوجدت نفسها ترفع رأسها قائلة ببرود مستفز كالصقيع الذي غمر روحها في بئر مظلم
حسنا يا جدي العزيز سوف أتقبل عقابك
وبعدها تحركت لتخرج من الغرفة وسمعته يتمتم پغضب وبعدها سمعت صوت تكسر مزهرية الورد فخرجت من الغرفة ولم تنظر ورائها وعندما ذهبت لغرفتها أطلقت العنان لحزنها الدفين وظلت تبكي حالها ماذا عليها أن تفعل الآن فهل تهرب من ذلك القصر اللعېن!! تحركت كالمچنونة تنظر للأموال التي ادخرتها من مصروفها فهي لم تكن تصرف شيئا كثيرا لأنها لا تشعر بالأمان لتلك العائلة وعندما حسبت المال الذي معها جلست علي الفراش بيأس فذلك المال لن يكفي شيء علي الإطلاق وإلي أين يمكن أن تذهب فهي لو تهورت وهربت لن تستطع دخول ذلك القصر الذي يوفر لها المأوي مجددا وفقط ستعيش بالشارع ولن تكمل دراستها أيضا وستموت من الجوع فالحصول علي المال ليس سهلا فيكفي ما عانته أمها رحمها الله تلك اللحظة تمنت المۏت لا أحد يدافع عنها ويأخذ بحقها من ذلك الرجل الذي يكرهها وېحطم
أحلامها
مرت الأيام وقد عرفت إنها قد قبلت بكلية الهندسة عندما وصل خطاب القبول ورأت جدها يمسك به ثم يلقي به بمكتبه بإهمال لذا تحسرت علي أحلامها وكانت تبلل وسادتها كل ليلة ومرت الأيام ولم تستطع تقديم أوراقها للجامعة بالقاهرة فجدها قد دمر حياتها وتبقي أسبوع واحد للتقديم وقد كان كل يوم يمر عليها كالچحيم فهي فقدت شهيتها وأيضا أصبحت تفوت بعض الوجبات فهي لم تعد تحتمل رؤية ذلك العجوز وأيضا تلك الواشية نهي ولم يعبئ بها أحد كالمعتاد سواء أكلت أم ذهبت للچحيم لكن في ذلك اليوم هي شعرت بالجوع الشديد فنزلت ليلا لتدخل المطبخ لتأكل شيئا فمعدتها تصدر أصوات مزعجة من الجوع وقبل أن تدخل المطبخ سمعت فاديه زوجة خالها سامر ووالدة أوس تقول لوالدة نهي ابنه خالها سالم
يا محاسن هل عرفت بما حدث
فقالت محاسن والدة نهي بفضول
اخبريني يا فاديه هل حدث شيئا أثناء تغيبي خارج الدوار وقت الغداء
فقالت لها فاديه پغضب
نعم لقد قالت ابنتك نهي شيء غريب عن كونها رأت تلك المتعجرفة حور ابنة سلمي الهلالي تمتطي الفرس ليلا والعجيب أن ولدي أوس قد اهتم بالأمر وسأل جده عن طبيعة العقاپ الذي أنزله عليها فرد قائلا له انه منعها من الالتحاق بكلية الهندسة وكونها تستحق العقاپ
وهنا قاطعتها محاسن قائلة
وهل تلك الفتاة بذلك الذكاء ليتم قبولها بكلية الهندسة
قالت فاديه پحقد
أجل اتضح أن تلك الفتاة فعلا ذكية ونجحت بالثانوية بمجموع مناسب
فقالت محاسن وهي تهز رأسها بدهشة
علي الرغم إني لا أحبها لكن أنا أشفق عليها فهي لن تكمل دراستها كباقي بنات أخوالها بالعائلة وهم سيدخلون جامعات خاصة لأن مجموعهم كان سيء للغاية
قاطعتها فاديه قائلة بسخرية
كلا لا تشفقي عليها فلا أحد منا يطيقها لكن الذي حدث يغضبني عن حق فولدي أوس الحبيب قد ڠضب علي الفور ما أن سمع ذلك وقال بحسم لجده بطريقة غير قابلة للجدال أن هذا لن يحدث فهو لن يمنع
تلك الفتاة من حقها في التعليم فهي مثلها مثل أي من بنات الهلالي ولقد اجتهدت ويجب أن تكمل دراستها وأيضا قال انه سيحرص علي أخذ أوراقها معه غدا للقاهرة ليقدمها للجامعة
قالت محاسن بفضول ودهشة شديدة
وماذا قال عمك جاسر الهلالي !! لابد أنه ڠضب كثيرا من أوس
ابتسمت فاديه بفخر وقالت
طبعا لا وهل عمك جاسر الهلالي ليكسر كلمة ولدي أوس لقد فكر قليلا ثم قال لأوس أن يفعل ما يريد
وقفت حور مذهولة لا تصدق ما تسمعه وظلت تفرك عيناها جيدا لتتأكد إنها لا تحلم وعندما تيقنت ابتسمت وأنارت الفرحة وجهها ووضعت يدها حول وجهها ونست أنها كانت جائعة وجرت كالمچنونة علي غرفتها وبالفعل قفزت علي فراشها كالطفلة وهي تقول
يا رب لك الحمد
ثم استلقت علي الفراش وقالت بتشفي
قاطع هذيانها وفرحتها دقا علي باب غرفتها فاستقامت علي الفور وفتحت الباب اعتقادا أنها الخادمة فهذا موعدها من كل أسبوع لأخذ ملابسها للغسيل ولم تهتم لارتداء حجابها وأيضا شعرها كان متشعث من القفز والفرحة لكنها عندما فتحت الباب وقفت كالصنم عندما وجدت أوس بلحمه ودمه واقفا أمام باب غرفتها وعلي الفور عدلت شعرها حول وجهها وتلعثمت عندما قالت بتوتر وخجل
مرر حبا أقصد مرحبا
يا الهي ما الذي يحدث لها في حضوره فهو يزلزل كيانها تماما ويجعلها مشتتة كالبلهاء وتكون غير قادرة علي الكلام قاطع أفكارها قائلا بصيغة الأمر وقد كانت نظراته غير مريحة
أعطيني أوراق التقديم الخاصة بكي
قاطعته قائلة بكل حماس
أجل لقد سمعت ما فعلت من أجلي وأنا شاكرة لك كثيرا و
قاطعها قائلا بنبرة مخيفة بعض الشيء
بل كوني شاكرة لانتسابك لعائلة الهلالي فأبناء عائلة الهلالي يكملون دراستهم
شعرت أن فرحتها تم وأدها عند سماعها لكلامه القاسې ونبرته المخيفة فهو يخبرها انه فقط ساعدها لانتسابها لتلك العائلة الكريهة فلم تستطع إخفاء نظرات الاحتقار التي ظهرت عند سماعها لكلامه حول انتسابها لعائلة الهلالي فلاحظ هو ذلك فقالت له بسخرية
بالطبع دقيقة سأحضر الأوراق
وبالفعل تحركت من أمامه وبحثت في الدرج وأخرجت أوراق التقديم وذهبت إليه مجددا وقالت له مبتسمة
علي كل حال شكرا لك
قال لها پغضب بلا مقدمات
ألم أقم بتحذيرك أخر مرة من ركوب الخيل مرة أخري
نظرت له پغضب وتحدي فهل سيخضعها له كونه ساعدها فأكمل قائلا پغضب
تتحدثين للرجال بلا حياء وتتشبهين بهم بملابسك وطريقة ركوبك للخيل هذه فعلة
دنيئة تستحقي
عليها عقاپ شديد فأنت بتصرفك تهينين العائلة
قالت له پغضب تلك المرة
وما به الأمر أن أمتطي الخيل !! وما علاقة ذلك بكوني أهنت العائلة الكريمة
ونبرتها تحولت للسخرية عندما نطقت العائلة الكريمة فنظر لها وقال پغضب
يبدو أنك مجرد فتاة وقحة تحاول لفت الانتباه بأفعالها الحمقاء كما قالت نهي وأنا أكره التعامل مع هذا النوع من
الفتيات لذا كوني شاكرة لأنني ساعدتك لدخول الجامعة بالرغم من انك تستحقين ألا تدخليها فمن يعرف ما الذي بإمكانك فعله هناك
وسحب الأوراق من يدها بقوة وبعدها رحل شعرت حور بالآسي علي حالها عندما تعامل معها أوس بهذا البرود قبل أن يأخذ أوراقها ولم
تفهم سبب لتغيره معها فهي اعتقدت أنه مختلف عن باقي أفراد تلك العائلة