صراع الذئاب بقلم ولاء رفعت علي
يونس بيه جريت ع طول بس أنتي فعلا غلطانه وقلبك هيوديكي ف داهية أنتي مش أدها والظاهر نسيتي هو مين وأنتي تبقي مين فوقي لروحك يابنت عم إسماعيل الجنايني
رمقتها ياسمين پغضب وقالت _ أحترمي نفسك ياعلا
تنهدت علا وقالت _ آسفه مش أصدي معايره أبدا والله أنا كنت عايزة أسمعك الكلام الي هيتقالك لو مرجعتيش عن الي ف دماغك ده
بداخل حديقة القصر
تتجمع عائلة عزيز البحيري جميعها حول الطاولة عزيز يترأس الطاولة وتجلس ع فخذيه حفيدته لوجي وع يمينه جيهان زوجته وبجوارها إبنتها ملك ويليها ياسين الذي يمسك بهاتفه ومن الجهة الأخري يجلس يوسف وتليه أنجي زوجته ثم يونس
قال يوسف _ تعالي يالوجي قعدي جمب مامي خلي جدو يعرف يقعد
ضحك الجميع فقال عزيز _ سيبها تقعد براحتها دي روح جدو قالها ثم قام بتقبيل وجنتها
قامت بمعانقته وقالت _ وأنت كمان روح لوجي
قالت جيهان _ أومال فين آدم
يونس _أنا شايفه من بدري وهو رايح ناحية الخيل
قالت ملك _ طبعا رايح يصبح ع رعد هاروح له أنا وأندهله قالها ثم نهضت وأزاحت المقعد للخلف وغادرت وهي تركض نحو أسطبل الخيول حتي أصتدمت بذلك الجبل الذي لم يهتز من ذلك الإرتطام
رمشت عدة مرات فقالت _ سوري مصعب قالتها وأنحنت حتي تلتقط هاتفها الذي وقع من يدها فسبقها هو وقام بإلتقاطه ثم أعطاه إياه وقال بصوته الأجش _
ولايهمك يا آنسه ملك
_ السلام عليكم
رد الجميع عليه بنفس التحيه ركضت ملك نحو خديجة وهي تعانقها وقالت _ وحشاني أوي ياديجة كده متسأليش عليا زعلانه منك
أبتسمت خديجة وقالت _ وميرضنيش زعلك يا ملوكة قالتها ثم نظرت إلي الجميع وذهبت نحو عمها عزيز وقالت _ أزيك ياعمي كل سنة
لوجي _ أنا زعلانه منك مبقتيش تيجي وتحكيلي حدوتة
أبتسمت خديجة وقالت _ حاضر يا قلبي أنا النهاردة هاحكيلك حواديت أد كده
جيهان _ يلا عشان نفطر سوا مع بعض ثم قامت بمناداة الخادمة _ ياعلا
جاءت علا لتنحني نحو جيهان التي تهمس ف أذنها
وقالت _ تعالي معايا يلا
كادت تتعثر خديجة ف الطريق وقالت _ وخداني ع فين
ملك _ تعالي معايا وأنتي هتعرفي قالتها وهي تغمز لها بإحدي عينيها
_ وصلت كلتاهما عند الإسطبل وقعت عينيها ذات
لون البندق نحو ذلك الذي يمتطي جواده الأسود بجسده العريض حيث يرتدي قميص أسود أنيق يلتصق بمنكبيه العريضين مفتوحة أزراره العليا لتبرز عضلات صدره ذو البشرة الخمرية المكتسبة بعض الحمرة ويرتدي أيضا بنطال كلاسيكي باللون الأسود يرمح بالخيل ف الساحة المحاطة بسياج معدني يمسك اللجام الخيل بقبضتيه بحزم وقوة وأيضا السوط خصلات شعره الأسود الكثيف تتراجع إلي الخلف وقطرات العرق تنسدل ع جبينه وحاجباه الحادين ينظر أمامه بعينيه ذات اللون البني تحاوطهما أهدابه السوداء الكثيفة يغلق عينيه ويستنشق الهواء بأنفه المستقيم ومازالت قطرات العرق ف طريقها نحو لحيته المشذبة فها هو آدم
ذو الثلاثة وثلاثون عاما الأبن الأكبر لعزيز البحيري ومدير شركات والده
لاحظ وجود شقيقته وإبنة عمه فشد لجام الخيل ليتوقف ويطلق صهيله القوي نزل من فوق الخيل بمهارة ليتقدم نحوهما بطوله الفارع الذي يصل إلي 192 سم يمسك بيديه السوط من طرفيه ومع كل خطوة يخفق قلبها بشدة ومقلتيها التي تتلألأ عند رؤيته
_ أزيك ياخديجة قالها آدم بصوته الرجولي العذب
أبتلعت ريقها وقالت بإبتسامة وخجل ف آن واحد _ الحمد لله بخير
ملك _ يلا عشان هنفطر
آدم _ طيب دقيقة هادخل رعد الأسطبل وجاي دلوقت
ملك _ طيب إحنا جايين معاك
نظرت لها خديجة وقالت وهي تهمس _ هنروح فين
ملك _ تعالي بس معايا عشان عايزاه ف موضوع مهم وعيزاكي تكوني موجوده عشان تقنعيه
خديجة _ موضوع أي فهميني بس الأول
ملك _ دلوقت هتعرفي
ذهبا إلي الإسطبل آدم أدخل رعد إلي مكانه وأغلق البوابة بإحكام
ملك _ آدم عيزاك ف موضوع قبل مانروح نفطر
تنهد وقال _ قولي
ملك _ أصحابي مسافرين الساحل بكرة وعايزة أروح معاهم
قطب حاجبيه وقال بنبرة شبه غاضبه _تاني ياملك مش بابا أخر مرة محذرك وقايلك مفيش رحلات لوحدك غير لما يكون ف حد معاكي سواء أنا أو يونس أو ياسين
زفرت بضيق وقالت _ أنت وطول النهار والليل ف الشركة ويونس ف الجاليري بتاعه وعارف كويس أنا وياسين مبنطقش بعض
رفع إحدي حاحباه وقال _ والمطلوب
ملك _ تقنع بابا يوافق
زفر بسأم وقال _ خلاص هقنعه أنه يوافق بس ع شرط مصعب يطلع معاكي الرحلة
غرت فاهها وقالت _ أنت بتهزر يا آدم هو أنا طفله !!
زمجر آدم وقال _ بقولك أي ياملك أنتي عارفه أن بابا ليه أعداء كتير ومحدش فينا بيخرج من غير السكيورتي
خديجة _ معلش ياملك بس آدم عنده حق
أستشاطت ڠضبا فقالت _ يعني أنا جيباكي عشان تقفي جمبي تقومي تأيدي كلامه قالتها ثم تأففت وتركتهما وغادرت
كادت خديجة تنادي عليها فقاطعها آدم وقال _ متزعليش منها هي ع طول كده بتغضب بسرعه وبعد كده بتهدي وبتنسي الي حصل
خديجة بتوتر قالت _ طيب عن إذنك أنا هاروحلها
_ كنتي بتعملي
أي مع آدم لوحديكو ف الأسطبل
جذبت يدها من قبضته وقالت _ لم نفسك ياطه وبطل تفكيرك الشمال ده
كاد يتفوه لينتبه نحو أنجي التي تبتسم بمكر وخبث حتي أدرك إنها قد أسترقت السمع فقال هامسا _ ماشي ياخديجة لما نروح البيت
لم تجيب عليه وتصنعت النظر إلي شاشة هاتفها
صعد آدم إلي غرفته ليبدل ثيابه ثم نزل إليهم وجلس ع يمين والده كان الخدم قد وضعو أطباق الطعام بشكل أنيق فوق المائدة بدأ الجميع ف تناول الطعام
_ حل المساء ليسطع نور القمر الذي يتسلل إلي شرفتها متوجها إلي تلك العينين المنتفختين من كثرة البكاء وهي تمسك بحبل مصنوع من الشراشف
والمفارش تقوم بعقده حول درابزون السور دوي طرقات ع باب غرفتها لتنتفض وتنظر خلفها لتدلف إلي غرفتها وتجيب بحذر _ مين
أجاب الطارق وقال _ أنا زينات يا صبا هانم عابد بيه بيقولك يلا عشان المأذون جه والمعازيم مستنيه تحت
قالت صبا _ قوليلو نازلة حالا
_ وفي البهو بالأسفل يقف عابد الرفاعي صاحب مجموعة شركات الرفاعي ستيل للصلب وبجواره ذلك الذي يزفر دخان سيجارته الكوبية الفاخرة ويستقبل المدعوين بشموخ يبتسم فتبرز عظام فكيه العريض وعينيه الحادة التي يمتزج لونها بالأخضر والرمادي يقطب حاجبيه الكثيفان عندما أخبره إحدي الحراس شيئا ما ف
أذنه
وفي الحديقة نجحت أخيرا بأن تلوذ بالفرار لتستغل دخول وخروج المدعوين وهي تتنكر ف ثياب رجالي وترفع خصلات شعرها الكستنائي لأعلي وتخفيها أسفل القبعة التي يخبئ ظلها تلك الرماديتيان ذات الجفون الملتهبة من البكاء
مشت بخطي هادئة حتي لاتجذب الأنظار إليها
وصلت إلي الطريق الرئيسي لتشير إلي سيارة أجرة
السائق _ ع فين ياكابتن
لم تجيبه حتي لايفتضح أمرها فأخرجت من حقيبتها التي كانت تحملها ع كتفها ورقة مالية لتعطيها للسائق ثم أخرجت دفتر ملاحظات صغير الحجم ودونت بإحدي الورقات بعض الكلمات ثم قامت بنزعها وأعطتها إلي السائق
_ بداخل فيلا عابد الرفاعي
صعد الدرج والڠضب بداخله كالنيران المتأججه يضع يديه ف جيوب بنطاله وقف أمام غرفتها وطرق ع الباب وقال بصوت مرعب _ أفتحي ياصبا أنا قصي
لارد من الداخل
وضع يده ع المقبض وإداره پعنف وهو يقول _ أفتحي ياصبا الناس مستنيه تحت والمأذون موجود من بدري
ليجد مازال الهدوء يسكن الغرفة ليدفع الباب بجسده مرة تلو الأخري حتي أنكسر المقبض وفتح الباب ع مصراعيه ليجد الغرفة شاغرة وباب الشرفة الزجاجي مفتوح تقدم نحو الشرفة ليجد ذلك الحبل المتدلي لأسفل فقام بجذبه لأعلي ثم ألقاه بقوة ع الأرض ويزمجر كالأسد الذي وصل لقمة غضبه يرجع خصلات شعره البنية إلي الخلف وهو يزفر پغضب عارم ثم نادي بصوت أهتزت له جميع جدران المنزل _كناااااااااااان
وف غضون ثوان وصل ذلك الحارس الخاص به ذو البنية الجسدية الضخمة فقال_ أمرك يا قصي باشا
قصي وهو يشير له
بأصبعه بللهجة آمره _ جهز العربيات والرجالة حالا
كنان بعدم فهم _ أمرك ياباشا بس ليه
زمجر پغضب وقال _ من غير ليه
أومأ له كنان وقال _ دقيقة ساعدتك وكل شئ هيبقي جاهز
قصي العزازي ذو الخامسة والثلاثون عاما من أكبر تجار السلاح لكن ذلك ف الخفاء والظاهر ف مجال العمل هو شريك عابد الرفاعي ف مجموعته بنسبة كبيرة
وقبل أن يغادر قصي الغرفة لاحظ وجود ثوب الزفاف الملقي بجوار التخت وكاد يمسك به ليلتفت إلي تلك الصورة التي يظهر جزء منها من أسفل الوساده ليلقي بالوساده ع الأرض ويتناول الصورة ليرمقها بنظرات ڼارية قاتله وأطلق ضحكة مرعبة وقال _ آدم البحيري يا أهلا
٢
_ في قصر عزيز البحيري
تجلس كل من جيهان وملك وأنجي وخديجة وبرفقتهم لوجي التي تمسك بدفتر تلوين وأقلام ملونة في غرفة الصالون ذات المساحة الشاسعة
جيهان ترتشف القهوة ثم وضعت الفنجان ع الطبق ووضعته فوق المنضدة الصغيرة بجوارها وقالت _ خلصتي الروايات الي أدتهالك المرة الي فاتت يا ديجه
أبتسمت خديجة وقالت _ أنا خلصت روايتين ولسه ف التالته وبصراحة كل رواية أروع من التانية خاصة رواية أنتيخريستوس جميلة جدا عيشتني ف عالم خيالي وف نفس الوقت فتحت عينيا ع حقايق كتير معظمنا ميعرفهاش
ألتفت إليها إنجي التي كانت منشغلة بالهاتف خاصتها ثم زفرت بضيق
قالت جيهان _ عموما كل ما تقرأي ف جميع المجالات سواء روايات أدبية أو تاريخية أو علمية كل ما هتنمي أفكارك وهتستفادي منها ف حياتك
قالت ملك _ بصراحة يامامي أنا معنديش صبر أمسك كتاب وأقعد أقرأ
قالت جيهان بسخرية _ وعندك صبر وأنتي ماسكة الفون بتاعك 24 ساعة !!!
وضعت إنجي قدم فوق أخري ثم قالت _ دلوقت ياعمتو الكتب دي كلها ع النت بتحمليها ف أي وقت وبتقرأيها زي ما أنتي عايزة
قالت جيهان _ للأسف التكنولوجيا ع أد
إن فوايدها كتير بس أفسدت حاجات أكتر ومنها متعة القراءة الي مش هتحسيها غير وأنتي ماسكة الكتاب بين أيديكي ع الأقل مش هيتعب نظرك زي الفون أو التابلت
خديجة _ طنط جيهان عندها حق عشان