رواية حكايتى مع صهيب بقلم منى عبدالعزيز
هخرجها واعمل كل
اللي هى عوزاه اصرت على رايها يارتني كنت اصريت انا كمان على رايي ومكنتش وافقت
جيداء كنت فين وقتها ملحقتهاش ليه طول عمرك قريب منها مش بتبعد عنها من وهي صغيرة
صهيب للأسف كنت في البلد بخلص شغل مهم حضرتك ياعمي بنفسك كنت بتلح عليا اني اجي اخلصه وللأسف هناك سمعت اسود خبر في حياتي
صهيب الو
لياتيه الرد يسقط الهاتف من يده بعد إعادة السؤال علي المتصل بأن يخبرة مرة أخري ما حدث
امسك الهاتف صديقه شهاب شهاب الو الو
ليأتيه صوت فتاة
شهاب أيوة مع حضرتك ممكن نعرف في إيه
سيادتكم بوصول السيدة أريام ناصر الخبيري فى حاډث و
لم يستمع لباقي حديثها وهو يخرج خلف صديقة الذي هرول للخارج يصعد سيارته يقود بأقصى سرعة ليصلا الي المشفي في وقت قصير يجد زوجته فى غرفة العمليات وبعد مرور فوق الخمس ساعات علم بحجم الکاړثة التي حدثت ولكن لم يعرفوا كيف حدثت تلك الحاډثة
شهاب متدخلا بعد أن راء امتعاض وجه صديقة
شهاب جيداء هانم صهيب كتر خيرة من وقت ما جاله خبر الحاډثة وهو واقف قدام أوضة العمليات متحركش ولا لحظه وحضرتك جيتي بنفسك وشفتيه واكيد نطمن على أريام وهنعرف كل حاجه ومين السبب
الممرضة لو سمحتم مين زوج المړيضة اريام ناصر
صهيب أنا
الممرضة إتفضل حضرتك دكتور سامى مدير المستشفي طالب حضرتك تروح ليه المكتب
أوم صهيب وغادر تجاة حجرة مكتب الطبيب تسبقة الممرضه تزامننا مع قدوم أحد الضباط ومعه مجموعه من الأشخاص يسألون عن أهل اريام ومن معها
الضابط للاسف السيدة أريام بإعتراف شهود الواقعة هي ال اتسببت في الحاډث وهى بتسوق العربية في سباق مع صديقتها بطريق الاستوراد
وإصابة تلات فتيات أخريات ونقلهم مستشفي أخر وحالتهم خطېرة وۏفاة فتاة بعد وصولها بدقائق
تهز راسها وتدعوا ربها بنجاة وحيدتها
وصل صهيب الي مكتب مدير المشفي وكان هو نفس الطبيب الذي أجري العملية إلي زوجته
الطبيب وقف مرحبا بصهيب وأشار له بالجلوس لاخباره بطبيعة حالة زوجته الصحية والاحتمالات التي قد تحدث
الطبيب سامي شاب في الثلاثين من عمرة مسئول عن المشفي وخاصه قسم الجراحه ذو لحية خفيفه
على وجهه بشاشة وقبول
سامى اهلا يا صهيب بيه اتفضل حضرتك استريح
صهيب كالمغيب لا يعلم ماذا يقول أو يفعل أوم براسة وجلس في الكرسي أمام مكتبه
سامي حضرتك بالطبع إنسان مؤمن وراضي بقضاء الله وأننا لا نملك في أمرنا شي ليسترسل في حديثة بأسف صهيب بيه مدام حضرتك للاسف
دخلت في غيبوبة مش هنقدر نعرف سببها غير لما تفوق بس مبدائيا كدة المدام تلقت ضړبة قوية علي مركز المخ جعلها في الحالة دي غير فقدانها الډم وضړبة قوية على بطنها بعد انقلاب العربية بيها أدت لانفجار الرحم وللأسف فقدان الجنين غير كسر في الجمجمة والحوض والعمود الفقري
صهيب ارتعدت أوصاله أغمض عينه يحاول أن يستوعب ما يسمع كل تلك الأمور الذي
يسمعها زوجتة بغيبوبة فقد إبنة
الذي تمناه من الدنيا قبل
ولادته بأسابيع قليله
الطبيب شد حيلك والبقاء لله في الجنين وان شاءالله ربنا يعوض حضرتك خير وتتحسن حالة المدام وتعوض الجنين بأطفال اصحاء
تقدر تستلمه وتدفنه بمعرفة حضرتك
ومرة تانيه البقاء لله
صهيب في عالم أخر تقع عليه الكلمات وتتردد في أذنيه كأنه جالس فوق جبل شاهق الارتفاع والمكان خالي والصوت يأتيه بصعوبة وبنفس الوقت قوي زلزل كيانه كاملا اوم إلي الطبيب ورحل دون أن ينطق بكلمه
سليم صديقه إقترب منه وهو يراه يترنح بمشيته كأنه شرب أطنان من
المسكرات شفق عليه توجه له وقام بإسناده اتي يتحدث أشار له صهيب أن يصمت فهو لا يود أن يتكلم أو يسمع صوت مشي بجوارة حتي وقف صهيب يتنفس بلهاث وعينه مغروة بالدموع قلبة تمزق علي صديقه وهو يري الغرفة التي توقفا أمامها
سليم صهيب ليه جيت هنا تعال نطلع عند عمك فوق ونطمن عليه وعلي اريام
صهيب اتصل علي مسعود وقله يفتح مقاپر العائلة هندفن عدنان الصغير جنب جدة
سليم ابتلع رمقه احس بنبرة صديقة الموجوعة في صوته ربت علي كتفة واوم براسه فصديقه بغني عن
أي كلمه الان حتي ولو كانت مواساه
بخطي ضعيفة وقلب ممزق دخل إلي الغرفة وجد ممرض شاب ملتحي بشوش الوجه يقف يحمل لفافه صغيرة بيضاء نظر الي صهيب ومد يده له
الممرضة البقاء لله ربنا يجعله ليك حرز من الڼار سيشفع فيك وفي والدته وياخد بأيديكم للجنة احمد واسترجع انا لله و إنا إليه راجعون
مد صهيب يده تناول اللفافة منها وقف ثواني ينظر لها قلبة ېصرخ بداخلة عينة تحجرت بها الدموع
لم ينطق بكلمة واحدة وقف بشموخ وخرج من الغرفة وجد صديقه يقف ومعه عمه اشار لهم دون أن ينطق بكلمه وخرج بخطي ثابته وصل إلي السيارة التف الي عمة
صهيب عمي بعد اذنك خاليك هنا جنب أريام وطنط جيداء وهكون علي تواصل معاك واي جديد بلغني بيه وانا وسليم وشهاب هنروح البلد ندفن عدنان ونرجع علي طول
عمه اتصل علي العائلة بالبلد وخليهم ينتظروك ويصلوا علي الولد جبل الډفن ده راجل من العيله
وابن كبيرهم
صهيب مافيش داعي أنا وسليم هنخلص ومسافة الطريق صد رد وهنكون هنا
قالها ودخل الي السيارة يجلس علي المقعد الخلفي وجواره صديقه وشهاب بجوار السائق
سليم علي البلد يا عم سعيد
سعيد تحت امرك يا فندم
لينظر في المرأة يري صهيب ممسك بتلك الفافة البيضاء ويضمها الي صدرة ليتنهد بحزن وقام بالانطلاق تجاة البلد ليتحدث بعد فترة
سعيد البقاء لله يا باشا ربنا يعوض حضرتك خير ويجعله ياخد بأيدك للجنة
صهيب اوم براسة دون أن ينطق بكلمة ينظر إلي ما يحملة بين يديه دون أن ينبث بكلمه فقط ينظر له
بأعين متحجرة ينحني يضمها لصدرة ويغمض عينه
ويفتحهم مرة أخري وهو يتنفس رائحة ما بين يدية
سليم جالس ينظر إلي صديقة بحزن ربت علي كتفه
سليم صهيب هون عليك يا صحبي لله ما أعطي ولله ما أخد هونها واسترجع
شهاب البقاء لله يا صهيب اجدعن يا صحبي ان شآء الله ربنا هيعوضكم بس اصبر
لم يتلقي استجابة من صهيب الغارق في افكارة وجده يفتح اللفافة البيضاء ليصدم من حركات صديقه ليمسك سليم يده يمنعه عن إكمال فتحها
صهيب سبني يا سليم عاوز اشوف وشه
سليم كلها ساعه بالكتير وتوصل البلد قبل الډفن شوفه بلاش دلوقتي اصبر يا صحبي
مد سليم يده لياخذة من بين يدي صهيب منعته يد صهيب المتمسك به بشدة وضمھ الي صدرة يبكي بصمت دون نزول دموعه التي تحجرت في مقلتيه
لتتوقف السيارة بعد سفر فوق الأربع ساعات قطعهوها من القاهرة الي البحيرة لتتوقف أمام مقاپر
ال خبيري في عزبة الخبيري
يترجلوا من السيارة ليجدوا أكثر من خمسين شخص يحمل البعض منهم اضواء ليقوموا باستقبال صهيب وعلي رأسهم أمام المسجد تقدم صهيب يحمل الطفل يقترب منه رجال عائلته يواسوه ويقدموا له العزاء وصهيب لم ينبث ببنت كلمة حتى تم ډفن الطفل تركهم صهيب واتجه لمقپرة على بعد عدة خطوات اوقفه شهاب يسأله أين يذهب
شهاب صهيب على فين لسه مخلصناش ډفن
صهيب وظهرة لهم لم يلتفت تحدث بصوت مملوء بالحصرة والۏجع هزور قبر والدتي لو سمحت سبوني لوحدي شويه
انهي كلماته واكمل سيرة بين القپور وعين الجميع عليه حتى وقف أمام إحدى القپور جثى على ركبتيه بعد ان قراء الفاتحة لم يتمالك حاله خارت قواه لم يعد يستطيع كبح دموعة
صهيب وحشتني يا امي وحشتني أوى سامحني بقالى فترة ما زورت كيش من يوم ما جيت بلغتك بحمل أريام بحفيدك يومها وعدتك يوم والدته هجيبة واجي ازورك واديني جبته بس جبته مېت مېت يا أمي
حولت كتير امنعها تخرج سبع
شهور سايب شغلي ومصالحي وقاعد جنبها في البيت زي ضلها
رجليها مكنتش بتلمس الأرض ال
تؤمر بيه يجاب لو طلبت اي
حاجه بتكون عندها بعد لحظات كل
يوم تبكي أنا تعبت عاوزه اخرج اشوف الناس تعبت من قاعدة البيت عوزة اروح المول اتفسح مع صاحباتي
كنت برفض واخليها تجيب صاحباتها وتشتري كل ال تحبه اون لاين كتير قلتلها تستحمل الكام شهر الباقين ماهو مش بعد صبرعشر سنين محرمتهاش من اي حاجه سفرتها كل دول العالم مفيش بلد مسفرتهاش ليه درست في أعرق الجامعات حرمت نفسي من الخلفة عشنها عشر سنين الاول لسه صغيرة و الدراسة وبعدها ماجستير ودكتوراه استحملت عشر سنين وانا كنت بطمن طفل يحمل اسمي وكانت بترفضوأنا كنت بقول هي اهم عندي بالدنيا كلها ماهي اريام بنتي وحببتي انا ربتها على ايديا ولو فضلت عشر سنين كمان كنت هصبر لكن الدكاترة قالوا دي آخر فرصة للحمل ولولا كده كانت فضلت رفضه تحمل وبعد ما حلمي خلاص اتحقق والحلم بقي حقيقة صحيت على أسود كابوس في حياتي كلها
أغمض عينيه وانسابت دموعه وتحدث بصوت متحشرج يبكي بشهقات عالية راح ابني ومراتي حب عمري بين الحياة والمۏت ليه يا أمي بحيصل لي انا كده ليه كل اللي بحبهم بيروحوا مني اولهم حضرتك في عز ما انا محتاجك خطڤك مني ولسه يدوب شميت نفسي وبدءت اتخطي موتك جه المۏت وخط جدتي وجدي وبابا وفضل على كده بياخد في سكته اي حد قريب مني بس المرة ده وجعه شديد أوي يا أمي نفس الۏجع اتوجعته يوم وفاتك ۏجع مش قادر اتحمله ازاي اشوف حته مني پيدفن تحت التراب قلبي مش قادر يتحمل وعقلي هيشت مني
اسند رأسه على القپر يبكي بصوت عالي جعل الجميع يشفق عليه اقترب منه إمام المسجد وضع يده على كتف صهيب يواسيه والقي عدة كلمات
وقبل أن يكمل انتفض صهيب وهب واقفا تحدث بقوة وحزم ورحل
الشيخ
صهيب متشكر يا شيخ عطية وفر كلامك شكر سعيكم يا رجالة انا موطر امشي دلوقتي مسعود اهتم بالمډفن وازرع كام شجرة حوالين القپر والارض تندف حواليه من الكسر والحشايش دي
أحد أعمامة هتمشي ازاي في