الأحد 29 ديسمبر 2024

رواية كاملة بقلم سهام العدل

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

علي تنقيب النهاردة 
أيتن أوك يادومي هرجع بدري ومتشلش هم 
مرت ساعات وعاد آدم علي منزل أمه دخل وجد نوال نائمة قيلولتها في غرفتها وأيتن تتصفح هاتفها 
آدم السلام عليكم هاي أيتن 
أيتن ولم ترفع بصرها ازيك يادومي 
آدم فين ماما وميار 
أيتن ماما نايمة وميار مش عارفة هتلاقيها في المطبخ 
ناداها من خلفها ميار 
آدم اهدي اهدي 
انحنت ميار تجمع أجزاء الطبق المنكسرة وتقول بتوتر اسفة مقصدتش والله ڠصب عني عرف والدتك انه ڠصب اصلها هتتعصب عليا تاني 
ميار ب ب بس والدتك قالت اني هعيش هنا 
آدم بقولك البسي وملكيش دعوة بوالدتي انا هتصرف معاها 
بعد دقائق كانت ميار مستعدة للنزول قال آدم بعصبية لايتن التي مازالت تجلس علي هاتفهاابقي عرفي ماما اني اخدت ميار ورجعنا
الشقة 
نهضت أيتن قائلة ليه ماما قالت إن ميار هتعيش معانا هنا وانا فرحت ياآدم 
آدم بانفعال اعملي اللي قولتلك عليه 
أيتن حاضر طب استني هقولها 
آدم بلاش دلوقتي مش عايز ادخل معاها في صدام نخسر بعض فيه 
دخل آدم الشقة تبعته ميار مازال غامض بالنسبة إليها ولكن ما أراح قلبها أنه منذ الصباح يعاملها بلين بعض الشيء 
جلس آدم على الكرسي في الصالة لوسمحتي ياميار ممكن تيجي تقعدي هتكلم معاكي 
ميار أأأنا حاضر 
جلست على الكرسي المجاور له وانتظرت كلامه رفعت بصرها وجدته يفرك جبينه بيده بتوتر شديد 
ميار أنت تعبان 
نظر لها آدم ثم قال تعبان أوي 
ميار طب قولي ايه اللي تعبك وانا ممكن اوصف لك حاجة 
آدم لا خلاص أنا عارف علاجي وبعدها هرتاح ميار أنا هرجعك لاهلك 
فزعت ميار فوقفت انا عملت لك ايه انا بسمع كلامك حتي والدتك من الصبح لحد ماانت رجعت والله ماقعدت وعملت كل اللي طلبته ثم بكت لو رجعتني لاهلي أبويا 
ميار بتساؤل طب طالما انت عارف ومتاكد عملت فيا كده ليه 
الفصل الخامس
أروي إيه ياآدم بترن ليه دلوقتي
آدم عايز اطمن عليكي ايه ممنوع 
أروي تطمن ايه ياآدم انت لسه مكلمني من ساعتين مش حكاية بقي 
آدم بصراحة مليش مزاح تحضري
العرض ده الوقت متأخر وانتي في مصر لوحدك 
أروي يوووه بقي ياآدم أنا ماصدقت انك وافقت 
آدم أنا وافقت بس مقتنعتش 
أروي بدلال خلاص بقي يادودو بقالي يومين بقنع فيك وانا قولتلك ده ديفليه لأشهر مصمم أزياء مصري وعربي وانا عايزة اكتسب خبرة انت مش وعدتني هتساعدني لما احقق حلمي وكمان انا معايا صحباتي متقلقش 
آدم انا مش عارف انتي بتسيطري عليا كده ازاي 
أروي عشان أنا أروي أقرب حد في الدنيا لقلب آدم وخاېفة يوم تحب وتتجوز واتركن أنا علي الرف 
آدم محدش يقدر في الدنيا دي ياخدني منك ياقلب آدم وانتي عارفة اني مبفكرش في الجواز الا اما احقق كل امنياتي في شغلي 
أروي لا انت لازم تتجوز عشان أنا هبدأ أصمم فستان عروستك من دلوقتي 
آدم كل شيء بأوانه المهم خلي بالك من نفسك و متتأخريش وانا علي مكالمة منك تطمنيني 
أروي حاضر يا حبيبي سلام بقي عشان هتأخر 
آدم سلام 
اعتذرت صديقة أروي عن الحضورفاحتارت أروي ولكنها فضلت أن تذهب ولا تخبر آدم حتي لايمنعها من الذهاب 
بعد عدة ساعات انتهي العرض كانت أروي في قمة سعادتها وقفت كثيرا تنتظر تاكسي حتي أوققت تاكسي ودلته علي العنوان 
في التاكسي يتحدث سائقه في الهاتف 
السائق أيوة هجيبلك الفلوس النهاردة بس تظبطني عشان أنا دماغي بايظة 
السائق انا والله شغال من الصبح ومش معايا غير 100 ج 
السائق بترجي عارف ان المبلغ ده عليا بس مشي الامور وانا هكملك 
السائق طب وانا اجيب منين بعد كده 
السائق يا عم اسأل في اي حتة علي مراد عاصم المنزلاوي عمره ما أكل علي حد جنيه 
السائق بعصبية خلاص ياعم متزقش الله انا هتصرف بس جهزلي اللي قولتلك عليه وعايز حبايتين من الجديد ده بيعمل دماغ عالية وانا خرمان علي الآخر 
كل هذا وأروي تتابع الحوار فهمت مغزي الكلام فانتابتها الريبة وبدأت تلملم في نفسها وحقيبتها الصغيرة 
لفتت حركتها انتباه مراد فنظر لها في المرآة ووقعت عينيه علي عقدها الماسي الذي يزين رقبتها وقراطها الذي يشبه العقد 
وبعد لحظة غير مساره الي طريق مظلم 
أروي پخوف أنت جايبني فين اكيد مش ده الطريق 
مراد مټخافيش ياهانم ده طريق مختصر عشان الزحمة تخريمة يعني 
اشتد خوف أروي ففكرت أن تتصل علي آدم أو مهاب لانقاذها وقبل ان تضغط كان مراد قد أوقف السيارة في مكان مهجور مظلم 
مراد طلعي يابت الفلوس اللي معاكي 
أروي تحاول أن تكون قوية انت اټجننت هات التلفون انا هوديك في داهية 
حاول أفاقتها مرات عديدة حتي أحس بانتظام أنفاسها ثم تركها وخرج الصالة يرد علي أمه التي ترن منذ فترة علي هاتفه الذي وضعه في وضع الاهتزاز 
فتح آدم هاتفه أيوة ياماما 
نوال مبتردش عليا ليه يا آدم 
آدم مسمعتش التلفون 
آدم هرجعها مصر ياماما لأهلها وهقولهم علي الحقيقة 
نوال ايه انت اټجننت يا آدم اټجننت يا خسارة آدم ذنب اختك في رقبتك ياآدم لان انا كنت رافضة وانت اللي اقنعتني انها تنزل مصر 
آدم ارجوكي ياأمي كفاية عڈاب فيا انا تعبت كفاية اللي عملناه فيها المفروض كنا اخدنا حقنا من اخوها ورفعنا قضية وحضرتك اللي رفضتي انتي وأروي الله يرحمها دلوقتي بتحمليني الذنب صدقيني لو ضغطي عليا اكتر من كده مش هتلاقيني ثم علا صوته انتوا مش حاسييين بيا ليه ليييييييه 
ثم أغلق هاتفه تماما
فتحت ميار عينيها علي حوار آدم ونوال فظلت تنظر للسماء وتبكي وتتذكر يوم رن هاتف منزلهم ورد والدها أيوة أنا عاصم المنزلاوي مين معايا 
عاصم في ستين داهية خدوه ولا اقولكم اعدموه وريحوني منه 
في هذه الفترة كانت ميار في أسوأ حالاتها بسبب طلاق هشام لها واصاپة امها بالشلل اعلمهم حينها عاصم أن أخاها 
وأقسم عليهم ألا يزوره احدا 
حينها تضاربت المشاعر مابين حزنها علي أخيها ومابين قهرها منه لانه كان سببا في انفصالها عن هشام 
وظلت حياتهم تسير علي النمط الطبيعي بسواده المعهود حتى ظهر آدم حينها ابتسمت ابتسامة حزينة لانها زادت سوادا به 
ظلت تبكي وتنتحب حتي خرج نحيبها لادم فدخل عليها الغرفة وجلس بجوارها قائلا بهدوء انا ما بعرفش اواسي حد ومش عارف المفروض اواسيكي ولا اعتذر لك بس صدقيني اللي متأكد منه اڼتقامي منك هو كان الشيء الغلط عشان كده انا قررت اصلح الغلط وارجعك لاهلك واقول لهم على الحقيقة 
اعتدلت ميار جالسه وقالت الغلط اللي عملته للاسف مبقاش ينفع يتصلح ورجوعي لأهلي دلوقتي محدش هيتقبله 
نظرت له بعين حمراوتين وقالت انت عارف يعني ايه واحدة ترجع بيت اهلها بعد اسبوع جواز اظن بعد ماعرفت فضايحنا ابويا وامي مش ناقصين فضايح 
آدم اللي عايزاه انا ت شوفته وبشوفه اتاريني اتسندت علي الهوا وبدل مايمسك ايدي قطعها ورماني من سابع سما لسابع أرض قولت خلاص نصيب وبكرة ياميار ربنا هيكرمك ويعوض عليكي وجه كرمه فيك ثم نظرت له نظرة موجعة واستأنفت وأنت عارف بقي الباقي وكنت كريم معايا إزاي وبتقولي اللي يريحك طب فين الراحة دي
وانا اروح لها فين 
كل كلمة لمست قلبه كجمرة ڼار تكويه وهو يلوم نفسه أين كان عقله عندما فعل بها مافعله أين كان تمني لو ويخفف عنها ولكنه يعلم جيدا أن اي طريقة للاعتذار حاليا لاتجدي نفعا تحشرجت أنفاسه وخرجت الكلمات منه ڠصبا عنه علي العموم ارتاحي ونامي وبكرة نبقي نشوف هنعمل
إيه 
ذهب آدم إلي غرفة مكتبه واستلقي على أريكته إيه لدية وظل يفكر في ميار وقلبه يعتصر ألما علي مابها لم يكن يعلم أنها عاشت كل هذا الحزن والۏجع والحرمان أحس بشئ ينغز في قلبه جفاه النوم بسبب دموعها تمني لو ذهب وجلس تحت رجليها وطلب منها البقاء ليعوضها حنان الأب وحب الأخ ووفاء الصديق 
بعد ساعات مضت عليه وهو علي هذا الحال نهض جالسا محدثا نفسه ايه ياآدم مالك اللي قلب حالك كده اهدي واثبت كده وكفاية تردلها كرامتها وتروح لحال سبيلها 
تروح لحال سبيلها ازاي وتكمل حياتها في القهر ده 
وانت مالك يا عم اللى إنت بتفكر فيه ده مستحيل ووقتها هتخسر أمك والموضوع هيصعب بزيادة 
طب والحل إيه 
الحل انها تفضل معاك مدة وبعدها تطلقها وترجعها لاهلها ويبان ادام الناس انه طلاق عادي ايوة هو ده الحل وخلاص 
شعر آدم بدوخة وصداع شديد علم ان ضغط الډم قد ارتفع وهو اهمل في علاجه الفترة الماضية خرج ليحضر بعض الماء ويتناوله 
أثناء ذهابه نظر الي غرفتها فحدثته نفسه أن يدخل ويلقي نظرة عليها 
دخل وجدها نائمة منكمشة على نفسها متخذة وضع الجنين وقد غلبها النعاس وهي تبكي لأن الدموع مازالت عالقة برموشها 
في اليوم التالي ذهب آدم لعمله دون أن يوقظها مرت ساعات العمل ولم يشغل باله سواها رسم في مخيلته أحداث كثيرة لم يستطع فقط عمله وقرر العودة إليها 
استيقظت ميار من نومها ثم نهضت وخرجت للذهاب الي الحمام وجدت في طريقها بقايا الزجاج الذي كسره آدم ليلة أمس فدخلت وأخذت حماما باردا وارتدت منامة قطنية قصيرة ومشطت شعرها ونظفت المنزل وطبخت الغداء تعجبت من الراحة النفسية التي تشعر بها اليوم وتذكرت آدم فشعرت بالشفقة عليه تذكرت حديثه

عما حل بأروي من جرم أخيهاوضعت في نفسها مقارنة بين مراد وآدم مراد أخيها لم يهتم بها يوما وكأنها لم تكن في حياته ولم يصبها منه سوي الخسائر والسمعة السيئة أما آدم أخا حنونا لأختيه يشاركهم الصغيرة قبل الكبيرة علي استعداد كامل أن يدمر العالم بأكمله لأخته آلمها قلبها هذه الزهرة وهي في ريعان شبابها وخانتها دمعة عليها 
قطع شرودها سماعها لأحد يفتح باب الشقة انتابها الړعب ولكنها اطمأنت عندما وجدته آدم يدخل وبيده حقائب 
عندما رآها آدم وجدها مشرقة بعض الشئ فشعر بالسعادة مساء الخير 
ميار بهدوء مساء الخير 
آدم بس ايه الجمال ده 
احمرت وجنتي ميار فشعر آدم بذلك فحاول أن يرفع عنها الخجل قصدي جمال الشقة وريحة الأكل الجميلة دي 
صمتت ميار ولم ترد 
آدم مكنتيش تتعبي نفسك انا كنت هجيب حد ينضفها 
ميار لا عادي انا واخدة علي كده 
آدم طب ياللا بقي عشان ريحة الأكل دي جوعتني 
ميار دقائق وهيكون جاهز 
بعد دقائق أعدت ميار الغداء ونظمته علي طاولة الطعام 
ميار اتفضل اتغدي 
آدم طب اقعدي اتغدي معايا 
ميار لا مش هاكل دلوقتي 
آدم
عارف ان مش من حقي اطلب
منك حاجة بس اعتبريه رجاء واكون سعيد لو وافقتي 
استجابت ميار لطلبه وجلست علي الطاولة لم يتحدثا بشيء طوال تناول الغداء
بعد قليل كانت ميار بالمطبخ تنهي تنظيفه بعد الغداء وعندما التفتت تفاجأت بآدم يحمل صندوقا من الكرتون الملون المزين بشرائط ملونة لامعة 
آدم ممكن تقبلي دي مني 
تعجبت ميار ولم تنطق من الذهول ثم قالت لا مش
عايزة حاجة 
آدم أرجوكي اقبليها يمكن ارتاح شوية
من عڈاب ضميري ناحيتك 
تذكرت ميار ماحل بها بسببه فابتلعت غصة مؤلمة ثم قالت

انت في الصفحة 5 من 6 صفحات