الإثنين 23 سبتمبر 2024
تم تسجيل طلبك بنجاح

فإذا هو القلب بقلم منال سالم

انت في الصفحة 15 من 57 صفحات

موقع أيام نيوز


رفضت حنان الترجل من السيارة قائلة بجدية مالوش لازمة خليني في مكاني! ثم همست بصوت خفيض يحمل المرارة مش حابة اتبهدل وأتعب اللي حواليا تفهمت أسيف موقفها وسألتها وهي تبتسم لها بابتسامة خفيفة طب أجيبلك مياه من هناك أو أكل جاهز سندوتشات أو.... اعترضت حنان مقاطعة بنبرة تحمل الإرهاق لا يا بنتي مش عاوزة! هتفت أسيف مرددة بإصرار قليل طب أجيب عصير بس هينفعنا لسه قدمنا شوية ماشي يا ماما ردت عليها مستسلمة ماشي! ترجلت أسيف من السيارة وهي تحمل في يدها حافظة نقودها ثم التفتت نحو والدتها حينما سمعتها تحذرها خدي بالك وانتي بتعدي الشارع العربيات هنا مش زي عندنا أومأت برأسها إيجابا مرددة حاضر وبالفعل اتخذت حذرها وهي تعبر الطريق للجانب الأخر لكي تصل إلى الاستراحة مكثت هي بداخلها لبضعة دقائق متفقدة ما تحتويه من مأكولات سريعة ومشروبات باردة وساخنة أثرت أن تحضر لوالدتها مشروبا باردا بجانب المياه وبعض الحلوى لتعطيها الطاقة. فهي تعلم رفض أمها القاطع لتناول أي شيء خارج المنزل فلم تجازف بشراء طعام جاهز لها. دفعت أسيف الحساب ثم خرجت من الاستراحة لتعاود أدراجها حيث تتواجد سيارة الأجرة لم تضع باقي النقود في حافظتها وطوتهم بداخل راحة يدها أسرعت في خطاها لتجتاز الطريق السريع دون أخذ الحذر الكافي من السيارات المسرعة القادمة أمامها. في نفس التوقيت اقتربت الشاحنة المتواجد بها منذر من الاستراحة لمح هو شبح شيء ما يحاول المرور ظاهرا فجأة أمامه من العدم فمد يده بحركة لا إرادية سريعة نحو عجلة القيادة ليديرها في الاتجاه الأخر ليتجنب دهسها أسفل عجلاتها فإنحرفت الشاحنة نسبيا عن مسارها و عنها صوتا مزعجا للغاية نتيجة الضغط على المكابح بقوة وبحركة احترافية لسائق ماهر تمكن بمهارة من إيقاف السيارة ومنع حاډثة مروعة من الوقوع. تسمرت أسيف في مكانها مذهولة مما حدث وتجمدت نظراتها على تلك الشاحنة التي تجاوزتها بمعجزة حقيقية ارتخت أعها عن النقود المطوية في قبضتها وتركتها تسقط منها لتطير بفعل الهواء في اتجاه الشاحنة. نعم لقد كانت قاب قوسين أو أدنى من المۏت المحقق هوى قلبها في قدميها من فرط الړعب ودب في جسدها إرتعاشة رهيبة من هول الموقف كما تلاحقت أنفاسها بصورة سريعة. انتاب منذر حالة من الڠضب الشديد بسبب حماقة تلك الطائشة فترجل من الشاحنة وعلى تعابيره نذيرا بالخطړ المهلك. تداركت أسيف نفسها ورأت ذلك المتجهم الغاضب المتجه نحوها كانت ملامحه مخيفة للغاية ونظراته موحية بشړ مستطر ارتعدت أوصالها أكثر واضطربت أنفاسها بفزع ظنا منها أنه سيتشاجر معها وربما يتطاول باليد عليها لائما إياها على خطئها الغير محسوب العواقب. كان هذا هو الموقف الأكثر خطۏرة الذي تتعرض له في حياتها كلها لم يسبق لها أن مرت بتجربة ة ومهلكة في آن واحد كتلك أفاقت من جمودها المرتعد لتركض پخوف شديد ناحية سيارة الأجرة التي تنتظرها على الجانب الأخر متجنبة التصادم مع ذلك الغريب الشرس. سلط منذر أنظاره على تلك الشابة التي تهرول بلا تريث فاستشاط ڠضبا أكثر منها لتجاهلها المتعمد له وكأنها لم ترتكب شيئا أحمقا وحدجها بنظرات ڼارية مغلولة انفلت أعه بسبب غبائها وصاح بصوت جهوري لاعنا إياها بألفاظ بشعة مستنكرا جهلها وتهورها الممېت. استمعت هي إلى سبابه اللاذع في حقها دون أن تجرؤ على الالتفات إليه مجددا بكت بحړقة بسبب تلك الإهانة الشديدة والألفاظ البذيئة التي طالتها. ووضعت يدها على فمها لتكتم شهقاتها المتصاعدة يكفيها نظراته المظلمة والمھددة التي كادت أن تها دون حتى أن يمسها. جاهدت لتتلاشى من أمام أنظاره أن يصل إليها فيفتك بها لفعلتها تلك وحمدت الله في نفسها وجود بضعة سيارات مصطفة على مقربة من محطة الوقود لتتمكن من الاختباء والتواري جيدا. ترجل سائق الشاحنة هو الأخر منها واقترب من منذر مرددا بصوت لاهث الحمدلله يا ريس منذر قدر ولطف كان ممكن البت دي تتفرم تحت العجلات ونروح في داهية بسببها و.... قاطعه منذر مشيرا بكف يده وهاتفا بصوت قاتم مغتاظ يحمل الوعيد حظها إنها جرت كنت عرفتها إن الله حق ودفعتها تمن غبائها ده! رد عليه السائق بامتعاض هي اللي سمعته منك قليل يا ريسنا حريم مجانين مخهم طاقق! ظلت قسمات وجه منذر متصلبة للغاية ونظراته منزعجة على الأخير بسبب ما دار اصطفت الشاحنات الأخرى خلف شاحنتهما الواقفة وبدأ معظم المتواجدين بهم في الترجل منها. رأى السائق النقود المتطايرة في اتجاههما فانحنى ليجمعها سريعا مرددا بسخرية البت الظاهر وقعت فلوسها الټفت منذر ناحية السائق ونظر فيما يحمله من نقود وآمره بجمود هاتهم! ناوله إياه فقد كان المبلغ المتبقي زهيدا ولا يستحق العناء من أجله لذا لم يهتم السائق به. طواه منذر في قبضته وكأنه يعتصره وسلط أنظاره على تلك المحطة التي اختفت بداخلها مفكرا في أمر ما و....!!!!!! يتبع الفصل التالي الفصل التاسع وقف سائق الشاحنة إلى جوار رب عمله منذر يتابع ردة فعله الغامضة بفضول فقد لاحظ تبدل تعابيره الجامدة إلى الغلظة والتجهم وهو يعرف تلك التعبيرات جيدا.. سأله بحذر وهو يحك ة رأسه تؤمر بإيه يا ريسنا أومأ منذر بعينيه المحتدتين مجيبا إياه بصوت خشن للغاية هاشوفها هناك! فرك السائق طرف ذقنه متسائلا بغرابة ودي ايه اللي هيوديها عند البنزينة صمت منذر للحظة أن يجيبه بنبرة محتقنة واحدة زيها ممكن تكون متفقة مع اصحاب البنزينة تعمل الشويتين دول تقوم العربيات تخبط في بعض وتتعمل حوادث وبلاوي سودة هنا وهما يسترزقوا من تصليحها! فغر السائق فمه مشدوها مما قاله وهتف غير مصدق يا بنت ال...... ايوه ده فيهم ورشة تصليح ومشحمة إزاي مجاش في بالي!! تقوس فم منذر قائلا بتهكم عشان انت مغفل هتف السائق مرددا بحماس الله عليك يا ريسنا محدش فينا بيعرف يجيب ربع مخك! تسلطت أنظار منذر على محطة الوقود وهمس بغلظة بنبرة عدائية وعزة جلال الله ما سيبها إلا لما أمسح بيها الأسفلت! ركضت أسيف مسرعة نحو محطة الوقود المرابط إلى جوارها سيارة الأجرة التي تقلها هي وأمها القعيدة فرت ال من عروقها وجف حلقها للغاية كما شحب لون وجهها بسبب ذلك الموقف المرعب الذي تعرضت له لحظات حاولت أن تلملم شتات نفسها أن ترى والدتها كي لا تلاحظ ما مرت به هي لا تريد إرعابها وأيضا التعرض للوم والتوبيخ. أبطأت في خطواتها وتنفست لعدة مرات بعمق لتسيطر على حالها وتستعيد ثباتها. اقتربت من سيارة الأجرة وهمست بنبرة مرتجفة وهيتمد يدها بالكيس البلاستيكي نحو النافذة الملاصقة لأمها اتفضلي يا ماما تناولت منها الكيس ضيقت عيناها وهي تنظر في وجهها متفرسة تعابيرها الغريبة قطبت جبينها أكثر وسألتها مستفهمة بتوجس قليل مالك يا أسيف ارتبكت أسيف نوعا ما من سؤالها العادي وأجابتها بتلعثم ما.. مافيش! زاد قلق والدتها من ردها الغير مقنع فسألتها بجدية أومال لونك مخطۏف كده ليه ابتلعت ريقها على عجالة ورسمت على ها ابتسامة مزيفة مجيبة إياها بتصنع تلاقي تعب السفر باين على وشي! رفعت رأسها للأعلى فجأة فلمحت طيف ذلك الرجل الغريب ذو الطباع الحادة والانفعالات الغير محمودة العواقب الذي أمطرها بوابل من السباب العڼيف دقائق فخفق قلبها ړعبا واتسعت مقلتيها هلعا من رؤية طيفه ما في اتجاهها. زاد شحوب وجهها وتسارعت دقات قلبها أكثر. لاحظت والدتها التوتر الرهيب الذي حل فجأة عليها فحدقت فيه بتوجس متسائلة في ايه يا أسيف برودة قارصة حلت عليها أعادت حنان تكرار السؤال على مسامعها رافعة لنبرة صوتها بعد أن تأكدت من شرود ابنتها في أمر ما انتبهت لها أسيف وفكرت سريعا في كڈبة سريعة لتجيبها بها. أنا.. أنا أصلي تعبانة شويةه..... هاروح الحمام بسرعة ورجعالك ردت عليها حنان بهدوء طيب متتأخريش لم تترك لنفسها الفرصة للوقوف أمام والدتها أكثر من هذا فكل لحظة تبقى فيها إلى جوارها تعرضها لټهديد أكبر هي لا تعرف لماذا ذلك الش الطاغي بالفزع والخۏف من شخص مجهول ولكن لأنه أساء إليها بطريقة لم تعتادها في حياتها من فجزعت منه بشدة وخاڤت أن يسبب لها الحرج والڤضيحة أمام أنظار أمها العاجزة فتسوء حالتها ويتطور الوضع للأسوأ لذلك أسرعت في خطواتها واتجهت نحو المراحيض العمومية لتختبيء بها. وصل منذر إلى محطة الوقود وتفقد بنظرات مدققة جميع السيارات المتواجدة بها وعلى مقربة منها ظل قابضا على باقي النقود في راحته لكن علامات الوجوم والڠضب مازالت متمكنة منه وقعت أنظاره المتفرسة على إحدى السيارات فرأى رب أسرة يقدم الطعام لأسرته وصغاره الذين يتراقصون بالمقعد الخلفية. جاب بعينيه سيارة أخرى يجلس بها كهل كبير يرت قهوته. الټفت برأسه الناحية العكسية فلفت انتباهه ذلك المقعد المتحرك المطوي والموضوع أعلى سقفية سيارة الأجرة أمعن النظر في الجالسة بالمقعد الأمامي فرأى امرأة كبيرة بالسن ملامحها تبدو هادئة وحزينة. دنا منها بخطوات سريعة فسمع صوتها تتساءل باهتمام وهي تطل برأسها من النافذة المجاورة لها ها يا بني أخبار العربية ايه أجابها السائق بامتعاض وهو يبرز رأسه من خلف غطاء السيارة الأمامي هانت قربت أصلحها اطمني! ظن منذر أن تلك السيدة هي والدة هذا الشاب المنحني على مقدمة سيارته فتركهما وانصرف باحثا بجدية عن الشابة الطائشة في بقية السيارات المتواجدة. توعدها وهو يجز على أسنانه قائلا بس لو أشوفك! اختبأت أسيف بداخل المرحاض النسائي وأشرأبت بها للأعلى لترى من النافذة الخلفية للمرحاض ما يحدث بالخارج لم تستطع أن تتبين أي شيء فقد كان هناك سياجا حديديا بالخلف يحول دون الرؤية بوضوح توترت كثيرا وترددت في الخروج من مخبأها المؤقت. مرت عدة دقائق وهي باقية بالداخل تفكر پخوف في سيناريوهات سيئة. إنتابها القلق على والدتها فقد طال انتظارها فركت كفيها معا وهمست لنفسها بحيرة طب أعمل هافضل هنا محة شوية كمان ولا.. ولا أخرج مش لازم أخاف أنا معملتش حاجة هو.. هو ميقدرش يأذيني! ابتلعت ريقها وارتت بضعة قطرات من مياه الصنبور المنهمرة ثم أغلقته. أخذت نفسا مطولا حبسته في ها وأغمضت عينيها لثوان ثم فما مجددا وزفرته دفعة واحدة. تحركت ببطء ناحية باب المرحاض ومدت يدها لتمسك بالمقبض وتفتحه. أدارته بهدوء لكن تجمدت قبضتها عليه بفزع حينما سمعت صوته قريبا منها وهو يحدث أحد ما قائلا بغلظة مالهاش أثر فص ملح وداب سأله السائق المصاحب له طب يا ريس هاتعمل ايه رد عليه بجمود مش عارف بس أنا
 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 57 صفحات