سجن العصفورة (كامله جميت الاجزاء) بقلم داليا الكومي
حمل لايطاق ....احس ان الهواء نفذ من الغرفة...
سلطان جذبها اقرب اليه وقال بضعف ... هبه سامحينى انا عملت اللي عملته عشان مصلحتك ...اوعي تكرهينى في يوم من الايام ...هبه انا بحبك وخفت عليكى ...لولا اللي انا عملته كان زمان عبده اخدك منى ...وجهه اصبح ازرق بلون مخيف...
هبه صړخت وسط دموعها... بابا ارجوك متتكلمش انا هطلب الاسعاف
بابا مش مهم اي حاجة انا مسامحاك ...مهما عملت انت في نظري اعظم اب....
سلطان اصر علي الكلام ... هبه اسكتى ما فيش وقت ... لازم تعرفي منى الحقيقه .. لازم اعرف انك سامحتينى قبل ما ام وت... بكل العزم الموجود في الدنيا سلطان ضغط علي نفسه من اجل ان ينطق بالحقيقه صوته كان مهزوز متقطع...
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
هبه صړخت بأعلي صوت لديها... بابا....
صدمة مت سلطان غطت علي اي صدمة اخري حتى صدمة اعترافه الرهيب لها..... ربما اعتقدت ان سلطان اختلس من رئيسه... اما ان يكون زوجها اليه فذلك شيء لم تتوقعه علي الاطلاق
في اسوء كوابيسها ومع ذلك لم تهتم حاليا سوى بسلطان الذى فقدت عيونه بريقهم
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
كلمتين سوف يغيروا حياتها للابد ...رددت لنفسها باڼهيار .. بابا م١ت ...بابا م١ت
اه يا والدى الحبيب ...لطالما عشت من اجلي... لم يفكر في نفسه يوما كان دائما يفكر بها....
هبه حبست نفسها في غرفتها ليومين كاملين ...رفضت رؤية اي حد ... ففي النهاية من لديها ليعزيها او حتى ليهتم ...
هبه فكرت بمرارة ...لقد اصبحت وحيده في العالم ...وحيده لتواجه مصيرها.... بمفردها لتواجه خبر زواجها بدون علمها اورضاها
في حياتها لم تري ابدا وجه ادهم البسطاويسي....زوجها
لكن بحسبة بسيطة توقعت سنه فسلطان يعمل لديه منذ سنوات علي الاقل... رجل في مكانة ادهم وفي مثل عمره لابد وان يكون متزوج منذ زمن بعيد وربما لديه العديد من الابناء ...لكن لماذا تزوجها علي أي حال شعرت بالړعب فحبست نفسها في غرفتها علها تختبىء منه...
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ولكن خطتها فشلت ...
فالماس دخلت تبلغها في هدوء كعادتها... انسه في واحد عاوز يقابلك بره
هبه قلبها هوى حتى ارجلها پعنف واصفر وجهها ... واحد ... ... مين
الماس اجابتها بنبرة اليه... واحد قدملي كارت مكتوب فيه ان اسمه عزت حمدى المحامى وعاوز يقابلك ضروري بخصوص مسائل الورث والاجراءات القانونيه
هبه هزت رأسها في دهشه... ورث اي ورث
فهى تعلم جيدا ان لا املاك لابيها وان اكبر مبلغ رأته في حياتها كان مبلغ الخمسمائة جنية التى اعطاها ادهم لابيها يوم زيارتها لشركته...
ادهم البسطاويسي رعبها الاكبر ..هل هذا المحامى من طرفه...
تحت ضغط الماس ...هبه خرجت من غرفتها.. في الصالون شاهدت رجل في حدود الخمسين من عمره في عمر ابيها رحمه الله تقريبا...فكرت في نفسها....
عند دخولها للصالون نهض المحامى فورا واخذ يدها في يده وقال.. البقاء لله
صمت لبعض الوقت ثم اكمل ... اعرفك بنفسي انا عزت حمدى المحامى محامى والدك الراحل ...ومن النهارده محاميكى انتى
هبه تفاجئت .. محامى بابا ...فلماذا كان لديه احدهم...
والاهم لماذا هى ستحتاج لمحام...
المحامى استعد للمغادره وقال ...
التعليمات اللي عندى انى مطولش هنا ...بس اعزيكى في والدك الله يرحمه....وابلغك انى المحامى بتاعك... وابلغك كمان انى منتظرك يوم الاتنين الصبح في مكتبي..... بعد اذنك يا انسه
وانسحب بدون اضافة أي كلمة اخري وتركها تقف مذهوله...
هبة استوعبت اخيرا ...الشقة والمدرسة ...ومنصب سلطان الجديد ثمن تم دفعه مقابل شراؤها...فهمت اخيرا سبب عدم امتلاكها للملابس ...فهمت ايضا سبب عدم خروجها من المنزل ...استنتجت انها حبيسه ...اسيره لادهم وسلطان كان سجانها المخلص....
استرجعت حياتها في السنتين المنصرمتين ...اسرها في القفص...هى لم تعترض يوما علي حپسها....قبلت بالموجود طالما والدها كان معها يحميها كالمعتاد.....طالما انفاسه معها ...لم تشعر يوما بالاسر او السچن لانها لم تكن تفهم ...توقعت انها مجرد محميه من سلطان كعادته معها...فجأه رأت قضبان سجنها المحيطة بها...حدوده اصبحت واضحه ومرئية الان ...
هى كالعصفورة المحپوسة في قفص ...صحيح انه قفص من ذهب ...لكنه في النهاية سجنها ...سجن العصفورة....
في النهايه اتى يوم الاثنين....هبه حاولت بكل الطرق ان تتفادى وصوله سهرت طوال الليالي ....تجنبت النوم ...خائفه من النوم فالنوم يقرب المسافات ولكنه في النهايه اتى علي الرغم من كل محاولتها ...
في الساعة العاشرة صباحا ابلغتها الماس بوجود سيارة في انتظارها في الاسفل...
نفس السيارة السابقة لكن مع اختلاف السائق ...في المرات القليلة الماضية حالتها النفسية منعتها من التركيز في السائق الا انة بالتاكيد لم يكن مثل هذا السائق العجوز ذو السبعين عاما الذى فتح لها باب السيارة باحترام بالغ...تزكرت علي الرغم منها نظرات السائق الاخر لها في المرآة فشعرت بالرجفة تسيطر عليها ....هو كان ضخم بطريقة ملفتة للانتباه... عضلاته كانت واضحه بشكل ملحوظ من تحت سترته السوداء ...رائحة عطرة النفاذه مازالت في انفها تزكرها بيوم مرض سلطان...
ركبت علي المقعد الخلفى بتردد وانطلق السائق بالسيارة فورا وكأنه شعر بترددها فانطلق ليضعها امام الامر الواقع ويمنع عنها فرصة الهرب ...
بعد الو فاة مباشرة الماس اعطتها ملابس سوداء عديده ضمت كل القطع التى من الممكن ان تحتاج اليها ... وصلت الملابس بنفس الطريقة السابقة التى كانت تصلها بها في السابق...الملابس فصلت لاجلها كعادة أي قطعه كانت تستلمها ... القطع بتوقيع مصمم مشهورقرأت عنه في مجلة الازياء...ومن قماش فاخر جدا....
الماس اختارت لها تايوراسود تنورته تصل الي كاحليها وحذاء اسود ايضا
برقبة عالية ...هبه فجأه بدون تفكير قررت تغطية شعرها بحجاب اسود وجدته مع ملابسها ...الطرحه كانت من قماش الساتان الطري ..... اخذت حقيبة يد سوداء من المجموعة الجديدة مصنوعة من جلد التمساح الاصلي ...حقيبتها فارغه فليس لديها أي متعلقات شخصية لوضعها بداخلها فلاول مره في حياتها تخرج من المنزل بمفردها...
خصلات شعرها الاصفر الناعم جاهدت للثبات في موضعها تحت طرحتها التى اختارت ارتداؤها...ولكن الخصلات خسړت الحړب من شدة نعومتها فانهالت بفوضويه علي وجهها الجميل من تحت حجابها
عڈابها بدأ حالا فالسيارة اخيرا توقفت تحت بناية ضخمة والسائق اتصل برقم ما وانتظر في مكانه...
بعد قليل نزلت سيده متوسطة العمر من البناية وفتحت لها باب السيارة وعرفت نفسها قائلة ...
انا سميرة سكيرتيرة الاستاذ عزت...هو مستنيكى فوق
هبه تبعتها مثل المخدرة ...صعدا الي مكتب فخم كل اثاثه مصنوع من الجلد الاسود معبق برائحة الدخان....رائحة زكرتها بدخان سلطان قبل ان يقلع عن التدخن ليوفر ثمن السېجارة من اجلها ....
هبة جلست فورا ارجلها عجزت عن حمل وزنها الخفيف ...كانت متوتره بدرجة كبيره فالمجهول الذى طالما سعت لمعرفته سوف ينكشف اليوم ...
دخل عزت حمدى لمكتبه بمفرده...امر السكرتيرة بالمغادره.... مدام اتفضلي علي مكتبك.... اقفلي الباب وراكى لكن سيبى الباب الداخلي مفتوح...
بدون أي نقاش سميرة نفذت اوامره فورا ثم غادرت من الباب الذى دخلت منه مع هبه ..عزت اكمل طريقه وجلس علي كرسي مقابل لها حاملا في يده مغلف احمر اللون.... انسه هبه انا هدخل في الموضوع علي طول ...في السنتين اللي فاتوا حصلت حاجات كتير ..احداث كتير كانت مبهمه ليكى بس انا هفهمك كل حاجه...
عزت فتح المغلف واخرج منه بعض الاوراق ..ناولهم اياها.... افضل انك تشوفي بنفسك....
هبه بدأت في تصفح الاوراق...عقلها توقف عن العمل ...الخۏف من المجهول سيطرعليها ...احتل كيانها ...ارتجفت بشده وهى تقرأ ...
المجموعة الاولي من الاوراق كانت عقد بيع شقة في الزمالك للقاصر هبه سلطان ابراهيم وولي امرها هو سلطان ابراهيم يحي والبائع ادهم سليم البسطاويسي...
العقد تاريخه يعود لسنتين مضتا ... شقة الزمالك ملكها منذ سنتين....
مجموعة الاوراق التاليه كانت عقد مكتوب بين سلطان ابراهيم يحى كطرف اول وادهم سليم البسطاويسى كطرف ثانى ...بدأت تقرأ بعنيها
بسم الله الرحمن الرحيم
العقد شريعة المتعاقدين...تم الاتفاق بين الطرف الاول المذكوراعلاه مع الطرف الثانى المذكور اعلاه علي ان يمنح الطرف الثانى مبلغ وقدره مليون جنيه مصري وشقة الزمالك المذكوره في العقد الي كريمة الطرف الاول علي ان يكون التسليم بعد الزواج الرسمى الشرعى بين كريمة الطرف الاول هبة سلطان ابراهيم والطرف الثانى ادهم سليم البسطاويسي
هبة شعرت بالغثيان ....رمت الاوراق علي الارض بعصبيه شديده... ورفضت ان تكمل القراءة...هى وعدت سلطان انها سوف تسامحه وفعلا قد سامحته .. مهما فعل فقد كان دافعه الوحيد هو مصلحتها لكن الخنزير الثانى ...الذي وافق علي الزواج بطفله واستغلال ظروفها .. لا يمكن ان تسامحه ابدا مهما حييت...
عزت حاول اعادة الاوراق اليها ... لسة اهم ورقه ..اخر ورقه قسيمة جوازك
هبه ردت بقهرودموعها ټغرق وجهها الجميل.... قصدك قسيمة عبوديتى ....قسيمة بيعى لراجل عجوز اكبر من والدى الله يرحمه ...هشوف ايه.. ...مصيري اتحدد من زمان ... يا تري انا عندى اختيار...
عزت عينيه اتسعت من الصدمة وتطلع ناحية الباب المفتوح بقلق... انسه اسمعينى انتى فاهمه غلط ... يمكن ادهم بيه فعلا اكبر منك بكتيربس هو مش راجل عجوز زى ما انتى فاهمه...ادهم بيه عمره 3و ....
صوت قوى جهوري خرج من الباب المفتوح يقول في تحذير شديد اللهجه عزت!! انا هتكلم عن نفسي....
قلب هبه بدأ في الخفقان بسرعه مجنونه عندما سمعت صوته..شعرت بضيق في التنفس من شدة خۏفها ...جسدها كله كان يرتعش پعنف ... رعبها اليوم اعاد لزاكرتها رعبها يوم تهجم عبده البلطجى عليها
لم تتمكن من رفع رأسها لتواجه مصيرها الاسود ...اخيرا حانت لحظة المواجهه....
علي الرغم من انها لم تتعرف الي عزت من قبل لكنه عندما انسحب فور ظهورادهم البسطاويسي قادما من الغرفة الاخري رعبها تضاعف فها هى الان وحيده في مواجهته ...عزت وكأنه اخذ امر بالخروج ...فخرج مثل الاله المطيعه وتركها بمفردها في مواجهة خنز يرغريب عنها من المفترض انه زوجها... صوت خطواته التي تقترب منها زادت الالم في معدتها.... رأسها المحنيه أنت بالم لانها كانت تجبرها علي الانخفاض پقسوه...
زوجها المزعوم اقترب منها لاقصى لدرجه ..عينيها لمحت حذائه