اميرتى بقلم مريم محمد
انت في الصفحة 1 من 13 صفحات
في أحدى الغرف في بيت للطالبات المغتربات في كانت هاله نائمة و شعرها الأسود منتشرا على الوسادة و في تمام الساعة الثامنة صباحا أفاقت من نومها و هي تفتح عينيها بصعوبة بالغة فقد سهرت طوال الليل تذاكر فهي في بداية عامها الدراسي الأخير حيث تدرس اللغة الإنجليزية بكلية الآداب جامعة القاهرة دخلت هاله الى الحمام لتغتسل و تتوضأ لتصلي الضحى قبل التوجه الى كليتها لتلحق بالمحاضرة الأولى في تمام الساعة العاشرة و قد اعتادت هاله أن تذهب الى الجامعة سيرا على الأقدام و ذلك لتوفر المال ليكفيها طوال الشهر حيث أنها من أسرة بسيطة تعيش في الأرياف و هي ابنة وحيده لوالدتها المسنة والتي ربتها بمفردها بعد ۏفاة والدها منذ أن كانت طفلة صغيرة .
أنهت هاله محاضراتها و اتجهت الى باب المبنى لتخرج منه فاستوقفها صوت شريف زميلها الذي يكن لها أعجابا لا يستطيع اخفاءه بالرغم من محاولته
شريف هاله رايحه فين علطول كده
هاله وهي تحاول انهاء المحادثه سريعا ازيك يا شريف معلش اصلي مسافره البلد انهارده و عايزه الحق القطر عن اذنك
شريف تحب أوصلك المحطة بعربيتي
هاله بملل شريف بقالنا تلات سنين وآدي الرابعة بقولك شكرا مبركبش عربيات مع حد
شريف بس احنا زمايل في كلية واحده
هاله معلش يا شريف وعن أذنك بقى
تنطلق هاله في طريقها بينما يقف شريف يتابعها بعينيه و يأتيه صوت صديقه هاني
شريف هتجنني يا هاني
هاني انا مش عارف عاجبك فيها ايه هي أي نعم حلوه بس بلدي أوي و مش ستايلك خالص
شريف اسكت بقى متتكلمش عنها كده
هاني يا بني ده انت كل البنات ھتموت عليك انت ناسي انت ابن مين
شريف لا طبعا مش ناسي بس أنا بحبها بجد
هاني بص يا شريف هاله ده بنت جد وحاطه هدف لازم توصله ومش هتسمح لأي حد يعطلها حتى لو كان واحد زيك وبيحبها
شريف يعني مش هتحبني أبدا
هاني معتقدش ويلا بقى يا معلم ده انهارده ليلة الخميس هنسهر للصبح
شريف يلا بينا هنروح فين انهارده
شريف طيب يلا نروح نتغدى ونغير و ننزل
هاني يلا بينا
و صلت هاله محطة القطار وجلست تنتظر وصول القطار و عندما وصل تدافع الناس للدخول الى عربة الدرجة الثالثة صعدت هاله و جلست بجوار سيدة مسنه ذكرتها بوالدتها و ظلت هاله طوال الطريق تفكر في مستقبلها و كيف أنها تريد تعويض والدنها عن كل ما عانته في سبيل تربيتها و تعليمها
طرقت هاله الباب لكن الباب لم يفتح . أين أنت يا أمي هل أنت نائمة أم خرجتي لشراء بعض الأغراض ذهبت هاله لتطرق باب جارتها السيدة فاطمة لتسألها عن والدتها
هاله السلام عليكم يا حاجه فاطمة متعرفيش ماما فين
فاطمة بحزن حمدلله على سلامتك يا ضنايا
هاله پخوف هي ماما فين
فاطمة اطمني يا بنتي مامتك بخير بس هي بعافية شوية و ديناها المستشفى العمومي من يومين
لم تكمل هاله حديثها مع السيدة فاطمة بل ركضت مسرعة متوجهه الى المستشفى لترى والدتها وصلت هاله الى المستشفى العام الوحيدة الموجوده في قريتها البسيطة و سألت عن والدتها و وجدت أنها موجودة في الدور الأول الخاص بأمراض الكلى صعدت هاله الدرج وهي مازالت تلهث من أثر الركض الطويل و وصلت الى الغرفة لتجد أن بها عددا كبيرا من الأسرة المليئة بالمرضى و ظلت تبحث بين الوجوه حتى رأت وجها رقيقا نائما و عليه علامات الألم الشديد أقتربت هاله من والدتها و قبلت رأسها برفق وقالت بصوت خاڤت
هاله ماما أنا جيت يا حبيبتي
الأم تفتح عينيها ببطء لتنظر الى وجه طفلتها الغالية هاله .. حمدلله على سلامتك يا حبيبتي .. وصلتي امتى
هاله والدموع تتساقط من عينيها لسه واصله وجيتلك جري
الأم متعيطيش يا حبيبتي أنا كويسة
هاله و هي لا تستطع التوقف عن البكاء حاسه بإية
الأم شوية ۏجع في جنبي
هاله الدكتور قالك ايه
الأم قالي لازم أعمل غسيل كلى
هاله احست بالړعب فمن أين ستأتي بالمال اللازم لعلاج والدتها
هاله مطمئنة والدتها متقلقيش يا ماما ان شاء الله هتخفي وترجعي بيتك
الأم مش باين يا هاله
هاله اوعي تقولي كده تاني انتي هتعيشي لغاية ما تشيلي عيالي مش دايما بتدعي ربنا بكده
الأم كان نفسي يا حبيبتي أفرح بيكي
هاله ان شاء الله هتكوني كويسة
الأم و الألم يزداد عليها المهم خلي بالك انت من نفسك
هاله و انتي كمان
ارتمت هاله في أحضان والدتها و بكت . بكت خوفا من أن تفقدها كما فقدت والدها من قبل . خوفا من أن تعيش وحيدة في هذه الحياة القاسېة.
جاءها صوت الطبيب من خلفها
الطبيب أزيك انهارده يا حاجه
الأم بخير يا ابني الحمد لله
الطبيب طيب يلا عشان