قصه كامله
ينوى الخروج الا ان وقوفها ومناداتها عليه بحدة جعلته يتوقف ... موليا لها ظهره .. رافعا حاجبا مرتابا من تلك القوة المفاجئة التى انتابتها فجعلتها تحاول الهرب منه ... وتطالب بالطلاق ... وفوق كل ذلك تتحداه ... صډمه صوتها يأتيه اشد حدة من سابقه...رد عليا يا أمجد....
استدار لها بهدوء غامض مخيف ... جعلها ترتجف داخليا ... ولكنها رفضت أن تظهر ضعفها وهى تهتف بقوة ....ايه علاقتك باياد... وايه إللى جايبة هنا ... وايه علاقتك بسفره .. فهمنى كل حاجة دلوقتى ...
صمتت تلهث قليلا وضربات قلبها فى تزايد مستمر ... بينما دوار عڼيف يهاجمها إثر ضعف الأيام الماضية ... ظل أمجد ينظر لها بلا تعبير ... إلى أن قال لها بهدوء....اياد ابن عمى ... .... وكانت تلك اول صدمة تتلقاها جعلتها تجفل قليلا وكأنه ضربها ... حتى اكمل بنفس هدوءه ...وايه علاقتى بسفره انا إللى سفرته عشان انا عاوزك ... وايه إللى جايبة هنا ... فده قدره انه نجى من بين ايدين عمر وجالى انا ...
اشتعلت عينى أمجد ببريق لحظى ... قبل أن يهتف پعنف مكبوت ...عشان انتقم منه ... انتقم منه لانه افقدنى حبيبتى ... خد منى بنتى ... خد منى كل حياتى .... اتسبب فى ضياع تغريد منى ...
ظلت تنظر له پضياع وعدم تركيز ... فالتقط أمجد إشارات عقلها ... وقرأ أفكارها بوضوح ... اذا تفكر أن اياد لم يبتعد عنها ... لم يتخلى عنها ويخذلها ... بل تركها مرغما ... ابتسم أمجد قليلا بشړ ثم قال بوضوح ... واقرار لامر واقع هو صادقا به تماما ... امر ليس به تزييف ... حقيقة ستحول قلبها لشظايا .. حقيقة أن اياد تركها بملىء إرادته ...ماتحاوليش تاخدى امل زايف... اياد سابك عشان هو عاوز يسيبك انا ما اجبرتهوش يسافر ... ولا كان يعرف انى السبب فى سفره اصلا .. صمت قليلا ثم قال مشددا على كل حروف جملته ...اياد .. سابك .. أتخلى عنك بإرادته..
قضت دعاء يوم عمل شاق ... وبالواقع هو اليوم الوحيد الذى يتوجب عليها غيابه ... لكنها بالفعل تحتاج إلى أن تنعزل عن العالم بأكمله ... فقد كسر قلبها .. وخذل .. وماټت تلك المشاعر التى تحملها وأصبحت لا تشتهى شيئا سوى العزلة ... فقد ذهبت دعاء القديمة .. ذهبت من كانت لديها مقدرة فذة على العطاء ... من كانت لديها قلبا يتسع لكون بأكمله ... من كانت لديها رحابة صدر لكل شئ ... لكن الان لم تعد اختفت كاختفاء الشمس بحلول القمر ... أصبحت غير قادرة على شئ ... بعد قټلها لمشاعرها طوال اثنين وثلاثين عاما ... قټلت معها كل قدرتها على المنح دون مقابل ... ظلت تمشى بمحاذاة النيل مبتسمة بحزن ... إلى أن تعبت قدماها فوقفت محلها ... تنظر لمياه النيل المظلمة أمامها ليلا ... والأنوار الملونة المنبعثة من بعيد ..تزينه ببهاء ... ومازال عقلها لا يهدأولا يكف عن التفكير .. بحبها الضائع .. حبها الذى دفنته على مدار اثنين وثلاثين عاما .. غير ابهة لذاك العضو الصغير الكامن بين اضلعها ... والذى ظل يتألم وتسكته ... والذى ظل يعشق وتؤده ... والذى ظل يحاول الحياة رغما عن مساوئها ... ورغما عن تشتتها ... ظلت وقتا طويلا لم تستطع حسابه ... واقفة سابحة فى بحور آلامها ... إلى أن شعرت بشئ يجذب طرف تنورتها من الأسفل ... اجفلت ثم خفضت رأسها ... تنظر مبتسمة لتلك الصغيرة الجميلة والذى ابتسمت واخذت تهتف ...ماما دعاء...
اهتزت ابتسامة دعاء قليلا قبل أن تجثو أمامها ... وهى تقول ...دعاء حبيبتى عاملة ايه .. جاية مع مين هنا..
ولم تكمل جملتها الا