قصه كامله

الفصل السادس والعشرين
_
تعالت الضحكات بشړ  ... وعمر ينظر لامه وعينيه تلمعان بشرر مريض ... قائلا اه يا امى نفسى اموته واخنقه بأيدى عشان انتقم من إللى عمله فيا....
هتفت بشړ تأيده بالوقوع بالخطأوانا إللى هخليك تشرب من دمه تمن إللى عمله فيك يا قلبي ... عزبوك اوى يا حبيبى ....
أمسكت بوجنته ... بينما تأوه عمر بتعب وهو يقولاوى يا امى مش قادر من التعب فضلوا حبسنى شبه المساجين فى الأوضة إللى فى البادرون مش بيدخلولى غير اكل وماية ولا حاسين أن ده بنى ادم زيهم ... وده إللى زاد كرهى ليهم كلهم ....
عقدت والدته حاجبيها قليلا وهى تقول بخفوت عمر حبيبى ده اخوك ... على اخوك ملهوش ذنب ... العيب كله ع التانى الحية ابن عمك اياد هو السبب فى إللى حصل بينكم هو السبب فى التفرقة بينكم من وانتوا عيال صغيرة ... التمعت عيناها ببريق ما قبل أن تهتف بشړبس اوعدك هخليك ټنتقم منه وقريب اوى تحديدا انهاردة ... مش هيعدى عليه الليل غير فى قپره ...

اظلمت ملامح عمر بشكل مخيف ... وصدى كلمات والدته تتردد فى أذنه بنغم شرير ... يكاد يودى بحياته وحياة اخيه ومن معهم جميعا ... وذكرى الساعات المضنية التى قضاها بين جدران الغرفة العالية تتوالى على عقله دون أن تتوانى لحظة بتعذيبه وزيادة كرهه لهم ... لكن ... ولم يكرههم أليس هو من بدأ بتلك الحړب الغير الشريفة ابدا .. او ربما لا ... فلنقل أن من بدأها هو أمجد ولكن ... عمر له دور بطولى به وهو ما قلب عليه الطاولة بالاخير وانقلب السحر على الساحر ... فظل هو حبيس الغرفة الموحشة بينما اياد خارجها ... لما الان يكره ويحقد ويبغض حتى اخاه أليس هو من بدأ هذا مجددا ... بعد أن كانوا طوا صفحة الماضى من قبل ... لما نبش بالشړ حتى اڼفجر بركانه فيهم ... والان يريد الإنتقام  ... يا حسرة على العباد ... ويا ويل ابن آدم مما تسول له نفسه من مكائد  بينما هو صانعها ... والان دور والدته لتزين له عمله ربما لا تعلم انه ... من الممكن أن يودى بحياتهم جميعا ....
............................................................................................ ..................
جلست تلك الفتاة الجميلة ...يسر ... ببيتهم بسيط الأثاث ... يتسم بالبساطة بكل شئ مثلها ... ولكن ذاك لا  يمنع الدفء المنتشر به ... ارتمت جالسة على الاريكة بتعب تمد قدميها للأمام تستجدى الاسترخاء قليلا بعد يوم هنا شاق ... حتى سمعت صوتا اتيا من المطبخ .. عقدت حاجبيها وهى تدلف إلى الداخل ... لتجد اباها واقفا أمام الموقد يعد لها الطعام ... هتفت پذعر بابا انت بتعمل ايه ...
استدار إليها بفزع قائلا سلام قولا من رب رحيم بيطلعوا منين دول ... ايه يا بت انتى فجعتينى مفيش مراعاة للصحة  إللى اتدهولت دى خالص ....
ضحكت يسر عاليا قبل أن تقترب منه وتمسك الملعقة من يده وتبدأ بتقليب الحساء غير معروف المكونات  ... وهى تخاطبه قائلة بمرح  يا سعادة البيه محمد .. باشا .. انت تقعد مرتاح وانا اطبخ .. مش كيميا هى ... وبعدين رجل هيبة طول وعرض زيك كده اما بنته توقفه فى المطبخ يطبخلها يبقى ده اسمه ايه يعنى ...
ضحك بخفوت ورزانة قبل أن يضع يديه على كتفيها يديرها عن الموقد دافعا إياها إلى الخارج قائلا يعنى انتى هتروحى دلوقتى تغيرى هدومك وتاخدى حمامك على ما انا أكون حضرت الغدا ونقعد نتغدى سوا ...
الټفت له ضاحكة وهى تقوليا عم الحج بلاش .. هتندم ... هتعود على كده وهتعبك معايا ...
أحتدت إنظاره بمرح مجبب وهو يقول امشى يا بت يلا خلينا ننجز فى اليوم ده ...
يسر اوامرك يا  باشا ....
وغادرت المطبخ متجه نحو غرفتها مبتسمة بامتنان لذلك الرجل ... لن توفيه حقه لو ظلت خادمة له ما دامت حية .. كان كل عائلتها بعد ۏفاة والدتها ... اباها وأمها واخاها وكل عائلتها ... لم يكن لها مجرد أبيها ابدا ... لم ولن تجد من هو أروع منه .... دلفت غرفتها ووقفت مسمرة قليلا أمام حقيبتها ... ابتسمت بخفوت مظهره أسنانها ناصعة البياض قبل أن تتجه نحوها تفتحها وهى تخرج تلك الورقة المطوية بعناية والتى وضعتها بها صباح اليوم ... تأملتها قليلا مبتسمة بخجل وهى تعض على شفتها السفلى ... إلى أن ضمتها إليها وهى تهمس وحشتنى .. اوى ... مش كان زمانك مكانه دلوقتى ... انت إللى رافض تخلينى اعمل كده واتعب .. 
عقدت حاجبيها قليلا پألم وذكريات الماضى تعود بأبشعها واقساها إلى أن همست لنفسها مرة أخرىبس تعرف ... انا لو شوفتك مش هسامحك ... صدقنى اه بحبك ... بس صعبة عليا اسامحك بعد السنين دى كلها ... صعب ...
ولم تدرى بأن دمعتين غادرتين