رواية امي
باختصار تغيرت البنت تماماً و لم تعد الام تقدر على السيطرة عليها .
سألت الطبيبة الام عن ظروف الطلاق و ماذا حدث . استطردت الام قائلة ان زوجها كان يضربها امام الطفلة و كان يقوم باهانتها و لذلك قد فضلت الطلاق . طلبت الطبيبة من الام ان ترى البنت لتتحدث معها و هكذا تم تحديد موعداً اخر للقاء بالطفلة المسكينة .
و بعد مرور يومين احضرت الام الطفلة و رحبت بها الطبيبة و جلست للتحدث معها و الدردشة . بدأت بسؤال الطفلة عن دراستها و اصدقائها و كانت الطفلة حذرة جداً ترد على الاسئلة في خوف و قلق في بادئ الامر و لكن مع الوقت بدأت تتحدث براحه و استفاضة مع الطبيبة التي احست بحبها و اهتمامها بها .
سألتها الطبيبة ماذا تفعلين عندما تذهبين مع والدك في الاجازة الاسبوعية . قالت الابنة انها تجلس معظم الوقت مع ( ماما سعاد ) – عرفت مؤخراً من الام ان هذه هي زوجة الاب الثانية – سألت الطفلة و من هي ماما سعاد . جاوبت الطفلة بكل تلقائية و يالدهشتي و دهشة الام : ماما سعاد امي الحقيقية التي ولدتني و تحبني .
اڼصدمت كثيراً لاجابة الطفلة و بدأت الام المسكينة في البكاء . والد الطفلة قد قام بتشويش عقل الطفلة بمحاولته قول ان زوجته هي الام الحقيقية فأصبحت الطفلة مشوشة و تأخرت حالتها الدراسية و الاجتماعية لان جميع افكارها و مبادئها التي تربت عليها منذ صغرها و عواطفها المتجهة عند امها قد اختلفت فجأه و تم توجيهها الى ام اخرى مزيفة . كما قام الاب بأجبار الابنة ان تنادي زوجته بماما سعاد و عندما تنسى او لا تفعل يقوم بعقابها و ضربها بقسۏة .
طلبت من الام ان توصلني بالاب لاتحدث معه , رفض في البداية و لكن مع الحاحي و الحاح الام قد قبل مرغماً و بالفعل قمت بالتحدث معه لاسئله عن احوال ابنته و سبب تغيراتها .
قال الاب ان طليقته لا تحب طفلتها لانها طلبت الطلاق منه و جرحته و لم تهتم به ولا بطفلته فعلى الرغم من انها تطعم الطفله و تهتم بنظافتها و بملابسها الا انها قد حرمتها من ابوها و طلبت الطلاق و لذلك فالطفلة تستحق ام افضل و هي زوجته الجديدة التي يريد من الطفله ان تعتبرها امها الحقيقية و تحبها و تكره امها .
الان فقط فهمت ما حدث قد چرح كبرياء الاب بسبب الطلاق و لذلك اراد الزوج ان يقوم بالاڼتقام من الام بهذه الطريقة . و لكن السؤال الاهم : ما هو الذنب الذي اقترفته الفتاه بحق ابويها ليقوما باستغلالها بهذه الطريقة في الاڼتقام و تصفية الخلافات الشخصية ؟!
اتقوا الله يا ايها الاباء و احفظوا النعمة التي انعم الله بها عليكم , فكما امر الله الابناء ببر الوالدين قد امر ايضاً الوالدين ببر الابناء عن طريق حسن التربية و الاهتمام . وهذه القصة خير دليل .. لعلنا نعتبر .