رواية جديدة
انت في الصفحة 1 من 68 صفحات
الحلقة الاولى الى السادسة
تبدأ أولى مشاهد حكايتنا فى احدي اكبر شركات الاستيراد والتصدير فى الشرق الاوسط وتحديدا بجمهورية مصر العربية ...... بل بالأخص بمكتب سكرتارية الرئيس التنفيذى للشركة .. نجد فتاة فى منتصف العشرينات ذو المظهر الجاد و الزي الرسمي المتمثل فى جيب سوداء بالكاد تصل لركبتيها يعلوها قميص ناصع البياض تغطيه سترة تماثل الجيب بسوادها القاتم .... آيات ..... مثال للجدية والاتقان فى العمل .... ذو مظهر عملى بحت عملها لا يشوبه شائبة دائما جاهزة بالاوقات الطارئة .... ذكاءها يفوق عمرها بمراحل .... وكثيرا ما انقذت الشركة من مواقف محرجة كادت تودي بسمعتها ..... وطوال الاربع سنوات التى قضتها بالشركة لم يسجل فى ملفها اية اخطاء مهما كانت صغيرة .
نراها تجلس خلف مكتبها والذي امتلأ عن آخره بأوراق انكبت هى عليها تدققها بتركيز تنفيذا لاوامر مديرها ليقاطعها صوت هاتفها المتصل بمكتب رئيسها
آيات بتذمر تررررن تررررن ترررررن ....... زن زن زن ... ايه مش بيزهق .... ده حرااااام ..... ده اسمه انتهاك لحقوق الانسان كل شوية تعالى يا آيات روحي يا آيات .... يخربيت آيات على اليوم اللى جت آيات فيه تشتغل فى المكان ده ..... حسبى الله ونعم الوكيل
آيات بهدوء مفاجئ ايوة يا مستر هادي مع حضرتك ... تمام تمام ... انا شغالة على الورق ده ودقايق هيكون جاهز على مكتب حضرتك .... لا لا ولا يهمك تأخير ايه بس ما حضرتك عارف انى بحب شغلي جدا ....... تمام اتفضل يا فندم
ثم اغلقت الهاتف بعد ان ألقى على مسامعها عدة اوامر اخرى اصابتها بصداع نصفي
ثم اكملت عملها بعد تذمرها اليومي المعتاد بسبب تكاسل رئيسها والقائه لمعظم واجباته على سكرتيرته الخاصة
طائف بجدية شكرا .... حط الشنط و اطلع بينا على القصر بسرعة
السائق امرك يا بيه
ثم سرعان ما انتهى السائق من امر الحقائب ليفتح باب السيارة الخلفي لسيده والذي لم يبدي اى اهتمام لترحابه و استقل السيارة فى صمت مهيب
بعد ثلاث ساعات
آيات واخيرااااا خلصت ..... ثم سمعت اصوات غريبة تصدر من معدتها ...... اشوف فيك يوم يا بعيد منك لله مأكلتش لقمة من الصبح بسببك
وفى طريقها مرت على سوبر ماركت لا يبعد كثيرا عن منزلها لتشتري بعض احتياجاتها
البائعة بصوت حنون ازيك يابنتي عاملة ايه
آيات بحب انا تمام الحمد لله ازيك انتى يا روءة وحشانى والله
البائعة بمرح ايه روءة دي يا بت اتلمي امال ... اسمى رقيات ايه مفيش احترام للاكبر منك ولا ايه
آيات بغمزة اكبر مني ايه يا جميل ده اللى يشوفك يديكى عشرين سنة ... اجي ايه انا جنب الشعر الاصفر الحرير ده ولا عيونك الخضر دول يوقعوا اجدعها راجل
رقيات كلى عقلي بكلامك ياختى .... قوليلي متأخرة كده ليه النهاردة
آيات المخفي اللى اسمه هادي ده هو السبب ... تخيلي رامي الحمل كله عليا وهو ولا هنا مفيش ډم ولا احساس بس اقول ايه منه لله
رقيات بشفقة معلش يا بنتي استحملى ... انتى قدها انا واثقة فى كده
آيات تسلميلي يا عسل انتى .. مليش غيرك يحس بيا ... ايدك بقى على طلبات كل اسبوع خليني الحق اروح اكل لقمة
نظرت اليها رقيات بحب وشفقة على حال تلك الصغيرة ... فهى يتيمة الابوين لا اقارب لها على حد قولها ... انتقلت منذ اربع سنوات الى حيهم هذا فى منزل وفرته لها شركتها لتكون قريبة من محل عملها
انتقت آيات ما تحتاجه لتتجه من فورها الى منزلها فالساعة قد تعدت الحادية عشر ليلا
قرب منزلها بمسافة ليست بكبيرة وجدت آيات شيء ما متكوم ارضا لم تستطع تبين ملامح هذا الشيء من شدة العتمة و همت ان تتجاهله و قررت السير على الجانب الاخر من الطريق لكن ما اوقفها ولفت انتباهها هو تحرك هذا الشيء ببطئ وصدور صوت شبيه بالهمهمة ... وبالطبع تغلب الجانب الفضولى بداخلها على خۏفها وتوجسها منه لتتقدم عدة خطوات نحو الشيء الملقى
ارضا لتجد انه
ماهو الا جسد بشړي متكوم على نفسه ....... عادت خطوتين للخلف وقد خمنت انه لابد ان يكون سكيرا او مخمورا وقد فقد وعيه فجأة لذا سارعت بالابتعاد خوفا من استيقاظه فجأة والتعدي عليها لكن اثناء ابتعادها سمعت أنة ألم صدرت منه لتتوقف مكانها تطالعه بشغف
ثم عادت ادراجها نحوه لتقف امامه مباشرة و مع ذلك لم تستطع ادراك ملامحه لشدة العتمة
آيات بصوت مرتجف انت ..... انت سامعني ايه جابك فى المكان ده احسنلك تقوم تمشي عشان فى دوريات شرطة بتمر من هنا
لم تحصل على رد منه سوى همهات اخرى لم تفهم منها شيء سوى ساعديني
آيات بإستغراب اساعدك
ثم اقتربت منه اكثر تحاول فهم همهاته تلك لتشهق فور اتضاح الرؤية امامها فهذا الرجل لم يكن مخمورا او مريضا حتى بل كان مصاپ بشدة غارق بدمائه والتى على ما يبدو ان طلقا ناريا كان السبب بها
آيات بفزع يا نهار مش فايت .... ايه عمل فيه كده وايه اللى جابه هنا ...... ثم التفتت نحوه تهزه ببطئ .... انت انت سامعني مين عمل فيك كده ....... لكن لا رد .....
ياربي اعمل ايه فى المصېبة دي ... طب اكلم الاسعاف ولا اعمل ايه ... اسيبه بدل ما يجيبلى مصېبة .. بس بس ده كده ممكن ېموت ..... انا اكلم الاسعاف وهما يتصرفوا مليش فيه بقى
همت بإخراج هاتفها لتجده يمسك بمعصمها فى وهن
.......... اسعاف لأ .... هتوديني وهتودي نفسك فى داهية
آيات بتوتر طب اعمل ايه قولى اعمل ايه ماهو انا مش هقدر اسيبك هنا
لا رد
آيات پغضب انت بتتكلم فى اوقات واوقات لا ..... ما ترد عليا طب بص حاول تساعدنى انا هسندك لغاية مستشفى قريبة من هنا وهما يشوفوا حل معاك
لم يستمع الى حديثها بسبب شدة اصابته لكنه وجدها تساعده لينهض فتحامل على نفسه بأقصى ما يستطيع
آيات بصوت عال غبية غبية غبية .... قولت مستشفى ايه جابني هنا دلوقتى وهعمل ايه فى المصيية دي
هتفت بهذه الجملة بمنتصف ردهة منزلها والتى وجدت نفسها امامه هى وذلك المجهول لتدلف