الخميس 26 ديسمبر 2024

قال احدهم

موقع أيام نيوز

قال أحدهم...
قالت لي زوجتي يوماً : لماذا لا تتفرغ يوما من مشاغلك اليومية ومسؤولياتك وتقضي مع امك بعض الوقت لتنسيها وحدتها وتشعرها بأهتمامك ومحبتك لها فهي تعيش وحيدة بعد أن ترملت منذ ١٩ عاماً؟ وانا اعلم جيدا كم تحبها وهي تحبك وتشتاق لك؟؟؟ 
   قمت إلى الهاتف فأتصلت بأمي ودعوتها إلى العشاء فسالتني: هل أنت بخير يا بني؟ فقلت لها :نعم أنا بخير ولكني أريد أن أخرج معك يا أمي. فقالت بتعجب : نحن فقط..؟؟!

فقلت لها : نعم. فقالت لي : كم أتمنى ذلك؛؛؛
  وفي أحد الأيام وبعد العمل مررت عليها وأخذتها وعندما وصلت كانت تنتظر عند الباب مرتدية ملابس جميلة ويبدو أنه آخر فستان قد اشتراه أبي لها قبل ۏفاته. ابتسمت أمي كملاك وقالت: قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع ابني....
فذهبنا إلى مطعم جميل وهادئ وقد تمسكت أمي بذراعي والفرحة تغمرها...
   وبعد أن جلسنا...بدأت أقرأ قائمة الطعام حيث أنها لا تستطيع قراءة الأحرف الصغيرة؛؛؛ وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي بأبتسامة عريضة على شفتيها المجعدتين.. وقاطعتني قائلة: كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير. فأجبتها والدموع في عينيًّ: حان الآن موعد تسديد شيء من دينك فارتاحي أنت يا أماه...
  تحدثنا كثيرا أثناء العشاء قصص قديمة وقصص جديدة لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل وعندما رجعنا ووصلنا إلى باب بيتها قالت: أتمنى أن نخرج سويةً مرة أخرى ولكن على حسابي فقبلت يدها وودعتها. 
  وبعد أيام قليلة ټوفيت أمي بنوبة قلبية وقد حدث ذلك بسرعة كبيرة حيث لم أستطع عمل أي شيء لها. وبعد عدة أيام وصلني من المطعم الذي تعشينا به أنا وأمي ورقة مع ملاحظة مكتوبة بخطها:  (بني لقد دفعت الفاتورة مقدماً لأني أعلم أنني لن أكون موجودة لقد دفعت ثمن العشاء لشخصين لك ولزوجتك لأن تلك الليلة كانت أجمل ليلة عشتها في حياتي أحبك  ياولدي) 
  سيرحلون يوماً ما... فتقربوا لهم قبل ان تفقدوهم. وإن كانوا رحلوا فادعوا لهم وترحموا عليهم