الجمعة 27 ديسمبر 2024

توجع قلبي

موقع أيام نيوز

قصة والد وابنه 
جلس شاب برفقة والده وكان شيخا عجوزاً، سأل الاب ابنه كم الساعة الآن؟ فنظر الشاب في ساعته وقال إنها التاسعة يا أبتِ، وبعد مرور لحظات أعاد الأب نفس السؤال، فأجاب الابن إنها التاسعة، مرت دقيقة وأعاد الأب نفس السؤال، فقال الابن بعد أن تأفف قليلا، التاسعة. وبعد بضع دقائق أعاد الأب نفس السؤال، حينها ظهرت علامات الضيق في وجه الابن وتغيرت نبرة صوته  وقال أخبرتك أنها التاسعة، التاسعة، ألم تسمعني؟ حينها ظهر شبح ابتسامة على وجه أبيه، وشعر بلمسة حزن في نفسه ، ثم صمت الاثنان قليلا ، وبعد لحظات ثقيلة من الصمت قال لابنه: اذهب إلى غرفتي، وفي خزانة الملابس ستجد صندوقاً صغيراً به بعض الكتب، من بينهم ستجد دفتراً صغيراً، هاته.

نهض الابن وقد وجد في ذهابه راحة لبعض الوقت من سؤال أبيه المتكرر، وجاء بالدفتر الصغير وقبل أن يعطيه لوالده سمعه يقول افتحه وقلِّب صفحاته حتى تصل لصفحة عنوانها "ابني يتحدث" واقرأ لي.

كان الدفتر الذي احضره الابن دفتراً صغيراً في حجم كف اليد، بالي الغلاف صغير الحجم غزير الصفحات، فتحه الابن وراح يبحث عن العنوان المطلوب بعد أن شدَّته التسمية، وحين وصل إلى الصفحة، دارت عيناه في الأسطر الأولى وسرعان ما تشكلت دمعة في عينه، وحين زاحمتها أختها الدمعة الثانية سقطت  الدمعة الاولى ٠ومن بعدها سقطت أختها الدمعة الثانية ثم باقي أخواتها الدمعات، فالدفتر الصغير  ما هو إلا مذكِّرات والده.

وبصوت متحشرج متقطع يخرج بصعوبة من الفم ، راح يقرأ الكلمات  التي كتبت في الدفتر وكان قد كتب الوالد فيه " أتم صغيري سنتان وأربعة أشهر، وقد بدأ يردد بعض الكلمات، يا لسعادتي حين سمعت صوته للمرة الأولى، ومن ضمن الكلمات التي سمعها وراح يرددها دون أن يعرف معناها هي ٠٠كم الساعة؟  سمعها من والدته بعد أن سألتني وأخذ يقولها لي وأنا أجيبه ضاحكاً مرة ومبتسماً مرة ، وفي كل مرة يرددها أزداد سعادة وبهجة حتى كررها ثلاث عشرة مرة وأنا أجيبه وابتسامتي تزداد كل مرة عن سابقتها، ولو سألني طوال الليل ما ازددت إلا فرحاً وتبسما"

انتهت الصفحة ولم تنتهِ دموع الابن، ثم مال على يد والده وقبلها، قبلها كما لم يقبلها من قبل.

إذا بتحب القصص والقراءة لى على سيدنا محمد.